الجديد برس / إبراهيم القانص:
تنشغل النخب اليمنية بمتابعة مستجدات الأحداث ومجرياتها، في ظل حرب التحالف على اليمن، والتي أفرزت واقعاً مأساوياً على المستويات كافة، خصوصاً فيما يخص معيشة المواطنين المتدهورة بشكل مستمر تبعاً لتدهور الاقتصاد وانهيار العملة، وكذلك واقع الصراع الداخلي الذي يزداد اشتعالاً ويمضي باتجاه دورات عنف ربما تكون الأكثر دموية، بين الأطراف والفصائل الموالية للتحالف، إذ تصفي بعضها بعضاً في إطار سباق محموم للاستحواذ على الثروات والنفوذ، في متوالية من تداخلات المصالح والأطماع، اختلط فيها المحلي مع ما هو إقليمي ودولي، وتنصرف أنظار العامة إلى التداعيات التي تفرزها تلك الفوضى وتنعكس بشكل مباشر على أمنهم ولقمة عيشهم، وبالتالي يتركز كل اهتمامهم على التعامل مع هذا الواقع في ما يشبه الصراع الأزلي من أجل البقاء على قيد الحياة.
وفي مثل هذه الظروف التي تستحوذ على اهتمامات الناس، تستغل القوى المحركة للفوضى، وفي مُقَدَّمِها الإمارات والسعودية، انشغال الرأي العام اليمني واهتمامات النُّخَب والعامة وتشتتها بين تعقيدات المشهد وكارثية مآلاته، لتمرير مخططات قذرة لا تقل فداحتها عن الحرب العسكرية والاقتصادية، إذا لم تكن أشد فتكاً منها، كونها تهدف إلى تدمير قيم ومبادئ الدين والإنسانية والأخلاقيات العامة للمجتمع اليمني، التي تمثل أحد أهم عوامل قوّته وتماسكه ورفعته، والأكثر قُبحاً في تلك المخططات القذرة أنها موجهة لاستهداف الأطفال والشباب، ما يعني أن التحالف يراهن بقذاراته تلك على إفساد جيل بأكمله، مدركاً أن تحقيق ذلك يعني انتصار مشاريعه في اليمن، إذ أن بلاداً بأكملها ستصبح فاقدة لأدنى ركائز القوة والمنعة، فالنشء والشباب هما عماد الأمم ودعائم مجدها وعزتها وقوتها، وإفسادهم يعني وضعها مباشرةً في مهب الضياع والتخلف.
من حين إلى آخر، تُطِلُّ هنا وهناك ظواهر خطيرة ومستفزة في المناطق الواقعة ضمن سيطرة التحالف والحكومة الموالية له، مما لم تألفه المجتمعات اليمنية ولم تعتد على رؤيته، بل تعتبره اعتداءً مسيئاً لمنظومة قيمها وأخلاقياتها وتشريعات دينها، ومن تلك الظواهر التي يدأب التحالف على تمريرها وإقحامها في أوساط النشء والشباب ما أفادت به مصادر محلية مطلعة في محافظة عدن عن دخول منتجات وسلع تخص الأطفال، مرسوم على أغلفتها شعارات تروِّج للشذوذ الجنسي، موضحةً أن تلك المنتجات عبارة عن قطع من الشوكلاته والبسكويتات التي تُعدّ من أكثر ما يقبل عليه الأطفال، في استهداف واضح ومباشر للفئة التي تمثل البراءة والطهارة ويعوّل عليها بناء مستقبل البلاد ونهضتها.
المصادر حذرت الأهالي وأهابت بهم التنبّه لما يشتريه أطفالهم، ضماناً لحمايتهم من تلك التوجيهات والإيحاءات السلوكية المخلة والمنحرفة، إذ يقع على عاتق الجميع مسئولية حماية المجتمع بكل فئاته، وفقاً لتعاليم الدين، وقوانين حقوق الإنسان والمواثيق الدولية لحماية الأطفال، والتي تنص جميعها على ذلك، تجنباً للانجرار خلف الثقافات المغلوطة والانجراف مع موجات السلوكيات المدمِّرة، تحصيناً لأخلاقهم ومفاهيمهم من الوقوع في فخ الإفساد الذي يتكشف تباعاً أنه أحد أقذر مخططات التحالف في إطار حربه على اليمن.
في وقت سابق، وتحديداً بداية العام الدراسي لهذا الموسم، وجّه تربويون في محافظة عدن نداءات تحذيرية، عبر منصات التواصل الاجتماعي، على خلفية دخول أدوات مدرسية مستوردة تحتوي صوراً مخلة بالآداب ومسيئة إلى قيم المجتمع، حيث ظهرت في الأسواق والمحلات المخصصة لمستلزمات الدراسة كراسات وزمزميات وحقائب تحمل صوراً وشعارات خليعة تستهدف الأطفال والنشء، لتحويلهم إلى عناصر غير فاعلة تشكل عبئاً على مجتمعها وسبباً في تدميره وانهيار تقاليده وقيمه.
وكان التحالف قبل ذلك قد فتح الباب على مصراعيه لإدخال ونشر وترويج المخدرات والخمور بأنواعها في أوساط الشباب في مناطق سيطرته، ودعم وحماية وتغطية عصابات تم إعدادها لارتكاب جرائم اغتصاب الفتيات والأطفال، بحيث أصبحت تلك السلوكيات المشينة أحد ملامح الحياة اليومية في مناطق سيطرة التحالف.
*البوابة الإخبارية اليمنية