الجديد برس / عرب جورنال / إبراهيم القانص:
مرحلة جديدة ربما تكون أكثر دموية، في مشهد يزداد قتامةً بين الفصائل الموالية للتحالف في محافظة مارب، حيث بدأت دورة تصفيات جسدية لقيادات عسكرية تشابهت فيها أساليب الاغتيالات حد التطابق، ليس في مارب فقط بل هي النسخة نفسها من عمليات الاغتيال التي تتواصل في المحافظات الجنوبية، خصوصاً في عدن، منذ نهاية 2015م، فالقاتل واحد تفضحه البصمة المتطابقة في كل عملية قتل، والهدف أيضاً واحد هو تصفية كل الفصائل الموالية للتحالف، حتى وإن اعتبر أحدها أنه انتصر على البقية، فذلك لا يتعدى الوهم، فالتحالف حريص على أن يكون الفصيل المتبقي منهكاً في أشد حالات الضعف والعجز عن الوقوف في وجه مصالحه وأهدافه.
ورغم دفع التحالف باتجاه تجيير عمليات التصفية الجسدية لأتباعه من القيادات العسكرية اليمنية في مناطق سيطرته على مكونات وجهات أخرى- صنعاء على سبيل المثال- إلا أن هذه الطريقة أصبحت مترهلة ومستهلكة وفاقدة للجدوى التي كانت تحققها من قبل، فتلك العمليات طالما تركت خلفها بصمة واحدة كما لو كانت ماركة مسجلة لطرف بعينه، ربما كان متخفياً ويجيد التمويه على عملياته وخلط الأوراق بشأنها، لكن الآن ورغم قتامة المشهد وانسداد الأفق لم يعد أحد يشك في أن البصمة تخص خلية اغتيالات إماراتية التمويل والإدارة، ولا فرق إن كانت في عدن أو مارب.
في السياق، كشف القيادي في حزب الإصلاح عبدالله العكيمي، عن معسكرين تابعين للتحالف تنطلق منهما الخلايا المكلفة بالتصفيات في مارب، يديرهما قائد القوات السعودية وصغير بن عزيز، أحدهما في مارب، والآخر في الحدود الشرقية لليمن، حيث تتمركز قوات هاشم الأحمر.
الأجهزة الأمنية في مارب، تمكنت من معرفة هوية المتصل بمستشار وزير دفاع الشرعية، محمد الجرادي، قبل اغتياله أمس الثلاثاء، من خلال رقم هاتفه، حيث أفادت مصادر محلية بأن الرقم الذي اتصل بالجرادي قبل مقتله بدقائق هو نفسه الرقم الذي كان آخر المتصلين بالقيادات الأخرى التي اغتيلت خلال أقل من شهرين، مؤكدة أنه يخص واحداً من أفراد الحراسة الشخصية التابعة لرئيس هيئة الأركان صغير بن عزيز، الموالي للإمارات، وحسب التسجيلات الصوتية للاتصالات التي استخرجتها الجهات الأمنية، كان المتصل يطلب من القيادات المستهدفة الحضور لمقابلة بن عزيز في مدينة مارب، وفي نقطة معينة من الطريق يبلغهم بتأجيل المقابلة، لكن أحداً منهم لا يعود أبداً إلى منزله أو معسكره، فالرصاص يخترق جسده بعد اتصال التأجيل مباشرةً.
الجهات الأمنية في مارب أبلغت رئيس هيئة أركان الشرعية، صغير بن عزيز، بما توصلت إليه تحقيقاتها، لكنه رفض تسليم مرافقه، صاحب الرقم الذي يوقع الضحايا في الفخ، وحجته في ذلك هي أن الأمن يتبع حزب الإصلاح، الذي تعجز قواته عن ضبط بن عزيز أو غيره ممن يتمتعون بالحصانة الإماراتية، طالما لم ينجزوا ما كلفتهم بإنجازه أبوظبي.