الجديد برس /
عشيّة الذِّكرى الخامسة والخمسين لذكرى جلاء آخر جندي بريطاني من عدن، وصل رئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، بمعيَّة عضوين من المجلس إلى العاصمة الإماراتية (أبوظبي) للمشاركة في الاحتفالات الإماراتية بعيد “الاتحاد”.
في الظرف الطبيعي، لن يثير مثل هذا الخبر أي اهتمام غير أنَّ واقع اليمن والدَّور الإماراتي المشبوه في اليمن يطرح عدَّة تساؤلات حول فحوى الرسائل التي يُراد إرسالها إلى اليمنيين.
تجاهل المجلس الرئاسي والحكومة الاحتفاء بذكرى الجلاء يكشف حقيقة مُرّة، مفادها بأنّ اليمن اليوم باتت تحت الانتداب والاحتلال والوصاية بين أضلاع المثلث الإيراني – السعودي – الإماراتي.
مشاركة العليمي في يوم الاتحاد الاماراتي يشير إلى التناقضات التي تلعب عليها السعودية والإمارات في اليمن، فحين تحتفل أبوظبي بذكرى تأسيس الاتحاد تسعى جاهدة لدعم مشاريع الانفصال والتفتيت في اليمن، ودعم المليشيات المقوِّضة للوحدة اليمنية.
الخبر المنشور في الوكالة الرسمية، والمكتوب في مكتب العليمي، احتفى بشكل مبالغ بزيارة العليمي وفريقه، ومشاركتهم في الاحتفالات بعيد الاتحاد الإماراتي، باعتباره نصرا سياسيا على المجلس الذي أنشأته الرياض وأبوظبي، ومع ذلك استمرت في تغذية الخلافات بين أعضائه.
مصادر سياسية توقَّعت أن تشمل زيارة العليمي وطارق، مع رئيس المجلس، محاولة للمصالحة مع عضو المجلس المدلل من الإمارات، عيدروس الزبيدي، الذي اعتدت قواته -في مايو الماضي- على مقر سكن طارق صالح، وترفض الاستجابة لتوجيهات رئيس المجلس.
الخلافات، التي تعصف بالمجلس، تجعله اليوم أشبه بالوضع فيما كان يُعرف باتحاد الجنوب العربي، الذي أنشأته بريطانيا خلال احتلالها لجنوب اليمن مع الفارق في الأدوات ومسمّياتها.
للمرة الأولى منذ خمسة وخمسين عاماً، تمر ذكرى الجلاء يتيمة بدون احتفاء رسمي، أو سياسي وشعبي، وهو ما يثير في الضمير أسئلة تخرج كحشرَجات أليمة عن بلد غدر به جيرانه وخانته نخبه السياسية.