وبرأي متابعين، فإن الحملة لم تُطلَق من أجل ملاحقة «القاعدة» في أبين، وإنّما بهدف محاصرة القوات المحسوبة على «الإصلاح»، وذلك لأن عناصر التنظيم موجودون في الجبال والأرياف، وفق تفاهم بينه وبين الرياض وأبو ظبي في عام 2016، قضى بتسليمه المكلا وزنجبار وجعار، في مقابل خروج مقاتليه إلى المناطق الجبلية بأمان، وتأمين خطوط وصولهم إلى الجبهات الشمالية لمواجهة قوات صنعاء. والظاهر أن سيناريو المعركة الحالية لا يختلف كثيراً عما حدث في أبين خلال السنوات الماضية، حيث تقتضي الضرورة بالنسبة إلى الرياض وأبو ظبي تحويل المحافظة إلى جبهة مفتوحة، لا غالب فيها ولا مغلوب. والهدف، برأي محلّلين، يتعلّق بأهميّة أبين كمنطقة تفصل بين المحافظات الشرقية والغربية، فضلاً عن كوْن أبنائها يمثّلون العمود الفقري لعديد التشكيلات المناوئة للإمارات. ليس هذا فحسب، بل إن الرموز السياسية التي تتصدّر مشروع مواجهة أبو ظبي تنتمي إلى أبين، إضافة إلى أن هناك أهدافاً أخرى تتّصل بمصلحة السعودية والإمارات في بقاء التنظيمات الإرهابية نشطة في أبين وغيرها من المحافظات الجنوبية، لأن حضورها يعطي ذريعة لوجود قوات البلدَين في أهمّ المناطق الحيوية جنوباً.