الجديد برس/ إبراهيم القانص:
ترتفع وتيرة الاتهامات المتبادلة بين التحالف والقوى اليمنية الموالية له، التي استخدمها طيلة السنوات الثماني التي مضت من عمر حربه على اليمن، والتي تقودها السعودية، وخصوصاً مكون حزب الإصلاح الأكثر عدداً وثقلاً، سواء في الجانب السياسي أو في ما يتعلق بقواته ومقاتليه الأكثر عدداً في الميدان ميدانياً،
حيث لم تخلُ منهم جبهة، ومنذ بداية العمليات العسكرية كان مقاتلو الإصلاح في الصفوف الأمامية، وهم أول من رفع شعارات التأييد للتحالف، ولن ينسى العالم كله دموع الأمين العام للحزب، محمد اليدومي، متوسلاً التحالف ألّا يتركهم في منتصف الطريق، كما حمل الإصلاح على عاتقه أكبر حملة إعلامية لشيطنة أنصار الله وتكريس إشاعة الوجود الإيراني في اليمن، لكن من يرى حال أتباعه وقياداته الآن يدرك أن اليمن واليمنيين لم يكونوا رقماً يُذكر في حسابات هذا الحزب، ولم يكن للشرعية التي تشدقوا بها أي شرعية، فكل ما كان هناك لم يتجاوز هاجس الحكم والاستحواذ على السلطة والسعي لحكم البلاد بذلك الفكر المتطرف الذي كانوا يتبنونه سراً في بداية الأمر، وأصبح الآن علناً أمام عيون العالم، فالقاعدة وداعش وغيرهما من تفرعات التنظيمات المتطرفة التي خرجت من تحت عباءة الإصلاح، موجودون في كل جبهة وفي كل محافظة يمنية خاضعة لسيطرة التحالف والشرعية.
وبمجرد إدراك حزب الإصلاح أن التحالف لم يعد السند الذي كانوا يأملونه، وبعد الانتصارات التي حققتها سلطات صنعاء، عسكرياً وسياسياً، بدأ الإصلاح يخرج ما بداخله من وسخ السياسة والحرب، التي خاضها غير مبالٍ بتداعياتها على أبناء الشعب اليمني كونه لم يضع أمام ناظريه سوى مصلحته وأهدافه الضيقة، حتى أصبح الآن يخاطب التحالف بلسان التشفي والشماتة، وعلى صعيد التفاوضات التي تُجرى حالياً بين التحالف وسلطان صنعاء بوساطة سلطنة عمان؛ يتحدث المحللون السياسيون الموالون للإصلاح عن تلك التفاوضات بأنها رضوخ لشروط صنعاء، وعجز للتحالف عن المواجهة، كما لو كانوا لا يريدون أن تنجح الحوارات وأن ينعم اليمنيون بالاستقرار، وهذا ما يظهر جلياً من خلال تصريحاتهم ومداخلاتهم على وسائل الإعلام التابعة لهم.
في تقرير بثته قناة بلقيس التابعة لحزب الإصلاح، قالت القناة إن السعودية رضخت لشروط صنعاء خلال المفاوضات القائمة في صنعاء وسلطنة عمان، وفي ما يشبه الاعتراف الضمني بكذبة الشرعية، أشار التقرير إلى أن تلك التفاوضات تُجرى بعيداً عن المجلس الرئاسي وحكومة الشرعية، الأمر الذي يدل على أن الإصلاح يدرك تماماً أن الشرعية لم تكن سوى كذبة، وأن تلك المسميات ليست سوى قوى مرتهنة لا تملك أي قرار.
الباحث السياسي الموالي للإصلاح، عبدالوهاب العوج، قال في مداخلة على قناة بلقيس بعد التقرير نفسه، إن أنصار الله الحوثيين انتصروا على الأصعدة كافة، منوهاً بأن ذلك أمر واقع يجب التسليم به، موضحاً أن الحرب أثبتت عجز السعودية والإمارات ومن خلفها الولايات المتحدة وبريطانيا عن مواجهة مسيرات وصواريخ صنعاء، الأمر الذي يكشف ارتهان الحزب وغيره من المكونات اليمنية الموالية للتحالف لكل تلك القوى التي ذكرها الباحث العوج، كما يؤكد ضلوع الولايات المتحدة وبريطانيا مباشرة في الحرب على اليمن، وهو ما ظلوا ينكرونه طوال السنوات الماضية.
من جانبه، يتهم التحالف حزب الإصلاح بأنه السبب وراء الهزائم المتوالية التي أنجزتها قوات صنعاء، ومؤخراً يتهم التحالف الحزب الموالي له بأنه يسعى لزعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة العربية بشكل عام، وكان سياسيون تابعون للنظام السعودي طالبوا الولايات المتحدة بطرد القيادات الإصلاحية التي شاركت في مؤتمر تم تنظيمه في واشنطن، وكالت لها كميات من التهم والشتائم، كما لو كانت تلك القيادات وحزبها العدو الأول للسعودية، وليس الأداة الأبرز التي قاتلت باسمها ولأجلها في اليمن، ويحاول الإصلاح من خلال مشاركة قياداتها في مؤتمر واشنطن تبريء نفسه ورمي الجرائم التي سببتها الحرب في اليمن على كاهل التحالف، متناسياً أنه كان اليد الطولى التي نفذت تحت قيادته وبأوامره أبشع الجرائم بحق اليمنيين.
*YNP