الجديد برس / تقارير/ إبراهيم القانص:
منحت دول التحالف مزايا وصلاحيات خاصة للقيادات العسكرية اليمنية الموالية لها في مناطق سيطرة التحالف والشرعية، ليس لاتخاذ القرارات المناسبة التي تتوافق مع مصالح المواطنين والبلاد بشكل عام، فلا قرار لهم ولا صلاحيات من رأس هرم السلطة حتى أصغر موظف فيها،
بل لأن تلك المزايا تخدم سياسات التحالف وتمكنه من إحكام قبضته على المواطنين في مناطق سيطرته، وإبقائهم تحت جبروته حتى لا يجرؤ أيٌّ منهم على الاعتراض أو رفض الظلم الواقع عليه، وينطبق هذا على قيادات وأفراد تابعين لهم، حيث لا يشفع لهم ولاؤهم ولا إخلاصهم في خدمة التحالف والشرعية حتى وإن كانوا على استعداد لتقديم أرواحهم، فبمجرد أن يختلف أحدهم مع واحد من القيادات ذات المزايا والصلاحيات يكون مصيره مرهوناً بيده ومزاجه ولا يملك من أمره شيئاً ولا يجد من ينصفه أو يدافع عنه.
أبرز تلك المزايا، هي السجون والمعتقلات السرية الخارجة عن القانون والمنافية لأبسط معايير وحقوق الإنسانية، ويمنح التحالف القيادات التابعة له صلاحية الزج بمن يريدون داخلها، والتي أصبحت شهرتها تغطي كل الجغرافيا اليمنية رغم سريتها، نتيجة ما يمارس فيها من التعذيب النفسي والجسدي الذي لم يخطر على بال الشيطان نفسه، والغرض الوحيد منها هو القمع وإهانة وقتل اليمنيين، سواء كانوا مناهضين للتحالف أو موالين له، وفي المحافظات الجنوبية عدد من تلك السجون التي تديرها الفصائل المسلحة التابعة للإمارات، بل تمتلك بعض القيادات سجوناً داخل منازلها، أما في مارب فتديرها قيادات الإصلاح وقيادات موالية للإمارات أيضاً، وعلى مدى سنوات الحرب تكشَّف الكثير من الجرائم التي تُرتكب داخل تلك السجون، منها ما أغلقت ملفاتها ومنها لا تزال مستمرة وتدفع ثمنها أسر بأكملها، حيث يُقتل أفرادها واحداً تلو الآخر، ولا فرق بين رجل وامرأة.
أحد ضحايا المزايا الممنوحة لقيادات الشرعية في القمع والتنكيل حتى بمن يعمل معهم، كان العميد خالد الأمير الحوشبي، الذي قُتل في الخامس من الشهر الجاري، تحت التعذيب في أحد سجون الشرعية بمدينة مارب، وكان العميد الحوشبي مديراً لدائرة الدعم اللوجستي لدى قوات الشرعية، وليس الوحيد الذي سُجِن وقُتل تحت التعذيب، فهناك عدد من أقربائه- نساءً ورجالاً- تم اعتقالهم في التوقيت نفسه، ومنهم من فارق الحياة بسبب التعذيب، والبقية لا يزال مصيرهم مجهولاً والتواصل معهم محظوراً حتى اللحظة، وربما يكون السؤال عنهم تهمةً موجبةً للحاق بهم.
وحسب مصادر متواترة ومواقع إخبارية، في منتصف شهر فبراير من عام 2020م، وجّه صغير بن عزيز، القيادي المؤتمري الذي فرضته الإمارات رئيساً لهيئة الأركان في دفاع الشرعية، بالقبض على العميد خالد الأمير الحوشبي، مدير دائرة الدعم اللوجستي لقوات الشرعية في مارب، بتهم كيدية، حيث اقتحمت عناصر بن عزيز منزل العميد الحوشبي، واقتادته مع عدد من أفراد عائلته إلى معتقلات سرية- تُعدّ من مزايا التحالف الممنوحة للقيادي المؤتمري بن عزيز.
كانت صفاء الحوشبي إحدى النساء اللاتي اعتقلهن بن عزيز، وهي ابنة العميد خالد الأمير، ولفظت أنفاسها بعد عام من اعتقالها، نتيجة إصابتها بفشل كلوي بسبب الرعب والتعذيب الذي تعرضت له في سجن الاستخبارات، وحسب وثيقة نشرها عدد من المواقع الإخبارية ووسائل الإعلام، في الـ 25 من شهر يناير 2021م، صادرة من المستشفى العسكري في مارب، فإن الاستخبارات العسكرية التابعة للشرعية أوصلت صفاء الحوشبي جثةً هامدةً، وتم إيداعها في ثلاجة الموتى بالمستشفى، ولا تزال هناك حتى اللحظة، أما زوجها باسم الصامت وهو ابن أخت والدها، وكذلك أخوها محمد خالد الأمير، وأحد أبناء عمومته، فلا يزالون مجهولي المصير في معتقل الاستخبارات، حيث لفق بن عزيز تهماً كيدية لهم، منها أنهم خلية تجسسية تابعة لقوات صنعاء، وتتم محاكمتهم في المحكمة العسكرية بالمنطقة الثالثة في مارب طيلة فترة اعتقالهم بتهمة الخيانة، باعتبارهم موظفين في وزارة دفاع الشرعية، حسب بيان إدانة أصدره مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية، لكن وظيفتهم لا تشفع لهم أبداً، مهما كان ولاؤهم، ما دام أحد أذرع التحالف غاضباً عليهم.
عن: البوابة الإخبارية اليمنية