الجديد برس / تقارير/ إبراهيم القانص:
تقترب السعودية من إنهاء خلافاتها مع إيران بإعلان اتفاقهما على استئناف العلاقات وتطبيعها من جديد، خلال شهرين من إعلان الاتفاق، أي أن ذريعة السعودية في تبرير حربها على اليمن سقطت تماماً، وأصبحت الصورة واضحة للجميع أن محاربة المد الإيراني وقطع الذراع الإيرانية لم يكن سوى مبرر للتدخل العسكري في اليمن،
واتضح أن الغايات والأهداف كانت مختلفة تماماً عمّا تم تلقينه لحكومة الشرعية وقواتها وناشطيها وسياسييها، لترديده على وسائل إعلام التحالف ليل نهار، على مدى ثمانية أعوام من الحرب، لكن حكومة الشرعية صدمت الجميع وثبَّتت نفسها في موقع الاستخفاف والسخرية، بالبيان الذي أصدرته وزارة خارجيتها، ونشرته وكالة الأنباء (سبأ) نسخة الرياض، بشأن الاتفاق الإيراني السعودي.
خارجية الشرعية ذكرت أن موقفها من الاتفاق السعودي الإيراني “يعتمد على أساس الأفعال والممارسات لا الأقوال والادعاءات، ولذلك ستستمر في التعامل الحذر تجاه النظام الإيراني حتى ترى تغيراً حقيقياً في سلوكه، وسياساته التخريبية في بلادنا والمنطقة”، فأيُّ تعامل يجمع حكومة الشرعية مع النظام الإيراني، وأيُّ سلوك تقصده؟.. فالخلاف كان بين السعودية وإيران واتفاقهما ينهي ذلك الخلاف ويخلق حالة من التقارب وإعادة تطبيع العلاقات، فما شأن تلك الحكومة بالنظام الإيراني، وهل بالضرورة أن يصدر أمر سعودي صريح لحكومة الشرعية بأن توقف حديثها عن التمدد الإيراني المزعوم في اليمن، وأنها كانت كذبة سعودية تبرر الحرب، ولم يعد للرياض حاجة إليها بعد اتفاقها مع إيران؟ أم أنها تخفف عن نفسها فداحة ما ارتكبته بحق اليمن واليمنيين، وتنفيذها سياسات التحالف التخريبية والتدميرية، ووطأة العار الذي سيظل يلاحقها مدى الحياة؛ كونها خاضت- ولا تزال- حرباً بالوكالة ضد بلادها وأبناء شعبها.
هناك من احتاج إلى وقت طويل ليدرك أنه يقاتل على خلفية مغلوطة وشمّاعة مكشوفة تبرر استخدامه أداة ضد بلده، وهناك من لا يزال في دائرة ما تم تلقينه قبل ثمانية أعوام، ولا مجال لفتح رأسه وإدخال ما طرأ وما تغير من الوضع، ليفهم الحقيقة ويصحح موقفه، ومن أولئك الذين أدركوا- وإن كان متأخراً- فداحة ما أُسند إليهم من أجندات دمرت بلادهم، ضباط في قوات الشرعية- الإصلاح تحديداً- أعلنوا انشقاقهم عنها وانسحابهم من القتال في صفوفها، متهمين السعودية بالخيانة ومعتذرين من الشعب اليمني.
الضابط في قوات الإصلاح التابعة للشرعية والموالية للتحالف، الرائد عمر العامري، أعلن انسحابه من القتال في صفوف قوات الشرعية، وذكر في تدوينة على تويتر، أن انشقاقه ناتج عن خيانة السعودية لدماء شهدائهم، متهماً المملكة بالمتاجرة في دمائهم بعودة علاقاتها مع إيران، وأنها أشعلت الحقد بين اليمنيين من خلال استخدامهم لما زعمت أنه مواجهة إيران وأدواتها، مقدماً اعتذاره لليمنيين والأضرار التي لحقت بهم بسبب الحرب.
ويرى مراقبون، أن من الاستتباعات الحتمية للاتفاق السعودي الإيراني أن توجّه المملكة وسائل إعلامها وسياسييها والناشطين الموالين لها بتغيير خطابهم الإعلامي بشأن إيران، متسائلين عن موقف السياسيين والناشطين التابعين للشرعية، وكيف سيكون خطابهم وقد أصبحوا غير قادرين على إقحام إيران في أحاديثهم على شاشات القنوات الفضائية ومواقع التواصل، وماذا يمكن أن يقولوا، إذا ما تم منعهم من الحديث عن الذريعة الوحيدة التي يبررون بها القتال في صفوف التحالف والشرعية، خصوصاً وأن أحد أكبر قيادات الإصلاح ظل يروج أنهم يهدفون إلى إعادة اليمن إلى الحضن العربي، وهل سيتمكن من الحديث عن ارتماء السعودية الآن في الحضن الفارسي؟.
عن: البوابة الإخبارية اليمنية