الجديد برس:
شهدت مديرية بيحان بمحافظة شبوة، جنوب شرقي اليمن، جريمة اغتيال في أول أيام عيد الفطر المبارك.
ومع أن جرائم القتل منتشرة في المناطق الخاضعة لسيطرة التشكيلات العسكرية الموالية للتحالف السعودي ـ الإمارتي، إلا أن هذه الجريمة تبدو مختلفة، بالنسبة إلى هوية الضحية، إذ طالت الشيخ عبدالله الباني إمام وخطيب مصلى العيد في المديرية، ما ينذر بانتقال نموذج اغتيالات الخطباء والدعاة من عدن إلى شبوة.
ـ إصلاحي كالعادة:
من المهم الإشارة هنا إلى أن الضحية هو الدكتور عبد الله الباني مدير مكتب الصحة في مديرية بيحان، وعضو هيئة شورى حزب الإصلاح، ما يرجح أن العملية امتداد لعمليات الاغتيال التي شهدتها عدن خلال الأعوام الماضية.
وقد أصدر حزب الإصلاح بياناً شديد اللهجة، تعقيبًا على اغتيال القيادي في الحزب، عبدالله الباني بعد أدائه صلاة وخطبتي العيد في مديرية بيحان.
وقال الحزب في بيان، إن “هذه الجريمة يجب إلا تمر دون عقاب ويجب محاسبة مرتكبي هذه الجريمة النكراء والدخيلة على المجتمع الشبواني، ويقع على عاتق السلطة المحلية بالمحافظة واللجنة اﻷمنية سرعة إلقاء القبض على القتلة وتقديمهم للقضاء لينالوا جزاءهم”.
وأوضح الإصلاح، أن “هذه الجريمة البشعة شكلت صدمة لكل أبناء شبوة بصورة عامة ولأبناء بيحان على وجه الخصوص ولكل ضمير حي وحولت فرحة العيد إلى حزن عميق بعد أن تم قتل شخصية وطنية ورمز من رموز المجتمع في مديرية بيحان والمحافظة”.
ـ أدوات الإمارات:
في تأكيد على أن هذه العملية لا تخرج عن سياق الاغتيالات التي شهدتها عدن وطالت العشرات من الخطباء والأئمة المحسوبين على حزب الإصلاح، اتهمت أسرة الباني قوات “دفاع شبوة” الموالية للإمارات بالوقوف وراء جريمة الاغتيال.
وذكرت الأسرة أن قوات من دفاع شبوة المرابطة في مصلى المطار ببيحان، قامت بإطلاق النار على الباني بشكل مباشر، مشيرة إلى أن الجناة هم “جنود دفاع شبوة اللواء السادس”.
ـ أنصار الله: من سل سيف البغي قتل به:
من جهتهم علق أنصار الله على جريمة اغتيال الباني، مرجعين حدوث مثل هذه العمليات إلى الفوضى الأمنية في المناطق الخاضعة لسيطرة أدوات التحالف.
وفي هذا السياق، قال محافظ ذمار، محمد البخيتي، إن الشيخ الإصلاحي عبدالله الباني دعى اليوم في خطبة العيد إلى لم الشمل وجمع الكلمة وتوحيد الصف، ليس باسم الأمة ضد اعدائها ولا باسم الوطن ضد العدوان الخارجي وإنما باسم السنة ضد الشيعة وباسم المرتزقة ضد انصار الله، ثم شكى ممن يتسلطون عليه لأخذ المصلى، واعترف بأن أيام ما كان انصار الله في شبوة لم يكن أحد ليتجرأ على ذلك، وبمجرد أن اكمل خطبة العيد وبينما كان في طريقه لبيته قام من حرضهم على قتالنا بقتله وأصابوا اثنين من أبنائه.
وتابع البخيتي: لو كانت شبوة ماتزال تحت سلطتنا وقال الباني ما قال، فإن أقصى ما يمكن أن نقوم به هو منعه من خطبة العيد في المرة التالية ولما قتل، ولكن صدق القائل: من سل سيف البغي قتل به.
وختم حديثه بالقول: اغتيال الشيخ عبدالله عمل مدان ولو أن شبوة ماتزال تحت سلطتنا لقدمنا قتلته للقضاء أيا كان انتماؤهم ولأقمنا عليهم حد القصاص، أما وهي خارج سلطتنا فنتوقع أن يفلتوا من العقاب، ولكن هذا لا يقلل من الدرس البليغ الذي ينبغي أن نتعلمه وهو أن الدعوة الصادقة لوحدة الصف لا تصح إلا إذا استوعبت الجميع دون استثناء، وأن تكون ضد أعداء الأمة والوطن لا أن تكون لصالحهم، وإلا فإنها دعوة للفتنة.
ـ هل يتكرر نموذج عدن؟:
ومع أن هذه الجريمة تأتي ـ من دون شك ـ في سياق التصفيات التي شهدتها عدن، إلا أن تكرار هذا النموذج في شبوة لن يكون سهلا، نظرا إلى التركيبة القبلية للمجتمع في المحافظة التي قد تتصدر محافظات الجمهورية في عمليات الثأر القبلي. لكن إن حدث واستمرت، فقد تغرق المحافظة أكثر في الفوضى.
*المصدر: عرب جورنال