الأخبار المحلية

هل عادت الإمارات لسياسة الإغتيالات في المحافظات الجنوبية ؟

الجديد برس:

كشكل من أشكال الصراع بين السعودية والإمارات، تشتعل المواجهة بين قوات دفاع شبوة، وحزب الإصلاح، كان آخره، اغتيال خطيب مسجد صبيحة يوم عيد الفطر في بيحان، أمام المئات من المصلين، على اللواء السادس-قوات دفاع شبوة. في خطوة كشفت حجم الاستياء الإماراتي من ازدياد وتيرة الحضور الإصلاحي في المحافظات الجنوبية، بعدما كانت أبو ظبي قد فرضت سيطرتها في الآونة الأخيرة.

مجدداً يحتدم الصراع في محافظة شبوة راح ضحيته هذه المرة عضو مجلس الشورى والقيادي البارز في حزب الإصلاح الشيخ عبدالله الباني، الذي صعد خطيباً لصلاة العيد ثم أُردي قتيلاً قبل ان يتفرّق الجَمع.

وتأتي هذه الجريمة، بعيد القرار الذي كان قد اتخذه، المحافظ الموالي للإمارات، عوض الوزير، بمنع الشخصيات التابعة لحزب الإصلاح بإلقاء خطبة العيد وإمامة المصلين. اذ اعتبر ما قام به الباني تجاوز للخطوط الحمر التي وضعتها أبو ظبي، وبالتالي “قد دفع الثمن”.

وتشير مصادر محلية في المدينة إلى أن الخلاف تصاعد قبيل صلاة العيد في بيحان حول مَن يؤم المصلين وبعد فرض الإصلاح عبدالله الباني خطيباً، خيم التوتر على مديرية بيحان وحشدت ميليشيات دفاع شبوة قواتها على تخوم المصلى، قبل ان ينفجر الصراع بين الطرفين وتمطر القوات سيارة الباني بوابل من الرصاص وتريده قتيلاً

اثر عملية الاغتيال المباشرة لإمام المسجد، والذي يشغل أيضاً مدير الصحة في بيحان، ساد التوتر خاصة وان عملية القتل جرت في وضح النهار أمام حشد كبير من المصلين وعلى الرغم من تزايد جرائم القتل التي تنفذها الميليشيات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في المحافظات الجنوبية، الا ان اغتيال عبدالله الباني في بيحان برأي محللين يمكن ان يؤجج الصراع مجدداً بين الإصلاح والمكونات التابعة لابو ظبي، في ظل امتعاض سعودي من سيطرة تلك الميليشيات على شبوة وهو الأمر الذي سيعزز من موقف الإصلاح هذه المرة، خلافاً لجولات الصراع السابقة التي وقفت خلالها الرياض على الحياد.

هل ما جرى في شبوة حادثاً عرضياً؟

اعتمدت أبو ظبي في الفترة الممتدة بين عامي 2016 و2018، سياسة الاغتيالات ونفذت منها المئات مما يعدّون من أعلام حزب الإصلاح ومنهم خطباء مساجد، خاصة في عدن. ويقول متابعون للشأن اليمني، ان الامارات تتوجه مجدداً لارتكاب مزيد من الجرائم بحق خصومها والشخصيات التي ترفض مشروعها وخاصة الشخصيات البارزة في حزب الإصلاح، عن طريق الدفع بأدواتها العسكرية التي عززت سطوتهم خلال الفترة الماضية.

ويقول خبراء يمنيون، ان هناك “سياسة ممنهجة لتجويف المناطق والمدن اليمنية الجنوبية من حياتها الدينية نتيجة القلق السياسي الديني لدى أبو ظبي، خاصة تلك التي تنتمي لحزب الإصلاح او الحركة الأم أي الاخوان المسلمين”.

ويقول القيادي في الحراك الجنوبي، أحمد الحسني، ان “ما جرى في شبوة هو سياسة ممنهجة وليس حادثاً عرضياً”. مضيفاً “لقد وضعت سياسة السيطرة على جميع المساجد في المحافظات الجنوبية، خاصة في شبوة التي اسقطتها وسيطرت عليها عسكرياً الا ان المساجد بقيت تحت سيطرة الإصلاح”.

ويرد الحسني العزوف عن سياسة الاغتيالات خلال الفترة الماضية، إلى ان الامارات قد استطاعت فرض سيطرتها، وما عزز ذلك تعيين عدد من أدواتها في مجلس القيادة الرئاسي، وبالتالي لجأوا لاتباع سياسة أخرى وهي التوجيه عبر وزير الأوقاف في المحافظة إلى عزل كل الشخصيات السياسية والدينية في محافظة شبوة وعلى رأسهم الباني.

ويشير الحسني، إلى ان قتل الباني بهذه الطريقة هو “تحديد لملامح المعركة ومستقبل العلاقة بين قوات الدفاع والميليشيات المدعومة اماراتياً، مع المجتمع الشبواني”.

*المصدر: موقع الخنادق