الجديد برس/ عرب جورنال – عبدالرزاق علي:
تسعى المملكة العربية السعودية حاليا إلى تعزيز حضور ما يسمى بـ “القضية الحضرمية” في إطار صرعها مع المجلس الانتقالي الجنوبي. فبعد يوم من وصول عيدروس الزبيدي والمدرعات الإماراتية إلى المكلا، استدعت السعودية المكونات والشخصيات الحضرمية المناهضة للانتقالي إلى الرياض.
مع تسارع خطى الانتقالي لفرض أمر واقع في حضرموت، تسارع السعودية الخطى أيضا لبلورة “القضية الحضرمية”. وعلى الأرجح، فإن كل ما يصدر حاليا عن الوفد الحضرمي في الرياض، كان قد أعد سلفا. من ذلك على سبيل المثال المطالبة بـ “استقلال القرار السياسي الحضرمي والسيادة على الأرض والثروات والنديّة الحضرمية الكاملة لعدن وصنعاء ورفض التبعية لأي منهما”.
ما يكتبه الإعلاميون والناشطون السعوديون على مواقع التواصل الاجتماعي يأتي منسجما مع هذه الحقائق. وفي السياق يقول الباحث السعودي على العريشي إن “حضرموت اليوم تحث الخطى على طريق التغيير وتفرض نفسها كواقع سياسي حاضر على الأرض يحترمه الاقليم ويحترمه العالم، ويتعاملون معه بإكبار”.
ويضيف العريشي: الرؤية السياسية التي يطرحها الوفد الحضرمي في الرياض لحضرموت بشكل خاص وللليمن بشكل عامة رؤية ناضجة وتعبر عن عمق سياسي وإدراك حقيقي للتوازنات ومعرفة مسبقة بواقع بالمآلات.
المشروع السعودي الجديد يتم الحديث عنه حاليا بصوت عالٍ في حضرموت، من خلال وسائل إعلام حضرمية أنشأتها وتدعمها المملكة، كصحيفة “صوت حضرموت” التي أكدت في آخر مقال لها أن “القضية الحضرمية قضية أمة لا تغيب عنها الشمس، فلا أحد يربطنا بأي قضية أخرى، نحترم الجميع وعلى الجميع احترام إرادة شعبنا الحضرمي”.
ومع أن السعودية تقدِّم هذا المشروع في سياق عرقلة سعي الانتقالي لفرض فصل الشمال عن الجنوب كأمر واقع، إلا أن ما تسعى إليه في الحقيقة قد يكون أخطر مما يسعى إليه الانتقالي. ما تسعى إليه السعودية قد ينتهي بانفصال حضرموت عن الجنوب قبل انفصال الجنوب عن الشمال.
لتحقيق ذلك، بدأت السعودية بمعاقبة أية قيادات حضرمية تتواطأ مع المجلس الانتقالي الجنوبي، أمثال المحافظ السابق فرج البحسني الذي تم استدعاؤه إلى الرياض وتوبيخه على تقديم تسهيلات للانتقالي في المكلا مستغلا عضويته في مجلس القيادة المشكل سعودية، وفق مصادر خاصة لـ”عرب جورنال”.
على رغم أن مكتب البحسني نفى وجود خلاف مع السعودية، إلا أن المصادر أكدت أنه خرج مطرودا، وأنه لن يضطلع بأي دور سياسي مستقبلا.
وفق المصادر فإن البحسني أخطأ في تقدير الموقف، ومضى في الاتجاه الخاطئ أخيرا، ظنا منه أن الانتقالي ومن ورائه الإمارات، سيفرضون أمرا واقعا في حضرموت.
وانسجاما مع ما ذكرته المصادر، كتب الباحث السعودي، علي العريشي: البحسني يتجرع مرارة خساراته منفرداً في زاوية قصية من زوايا مدينة القاهرة، ويبدو أنه سيتجرع خسارات أكبر. وذلك لأنه أساء تقدير الموقف ولأنه لم يدرك بأن الشمس تشرق من حضرموت.
والخلاصة هي أن السعودية تسعى حاليا إلى خلق “القضية الحضرمية” من العدم، لمواجهة مشروع الانتقالي الانفصالي لكن ليس لصالح الوحدة، إنما لصالح مشروعها الذي يعد أخطر من الانفصال الذي يريده عيدروس الزبيدي.