الجديد برس:
أعلنت الرئاسة الروسية “الكرملين”، مساء السبت، أن رئيس مجموعة “فاغنر”، يفغيني بريغوجين، سينتقل إلى بيلاروسيا بموجب اتفاق توسط فيه رئيسها ألكسندر لوكاشينكو لإنهاء التمرد المسلح الذي قاده بريغوجين ضد القيادة العسكرية الروسية.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الرئيس البيلاروسي ساعد في الوساطة مع فاغنر، التي أعلنت “تمرداً” ضد الدولة الروسية، مضيفاً أنه “يقدر جهوده بشدة”، مبرزاً أن الاتفاق حصل لتجنب المزيد من الخسائر.
وتابع: “بريغوجين سينتقل إلى بيلاروسيا، كما سيتم إسقاط الأحكام الجنائية ضده”. وأوضح: “مقاتلو فاغنر الذين لم يشاركوا في التمرد سيوقعون عقوداً مع وزارة الدفاع، ولن تتم مقاضاة المقاتلين الآخرين”.
وتطرّق بيسكوف إلى أوضاع باقي مقاتلي المجموعة، مشدّداً على أنّه “لن يضطهدهم أحد”، مشيراً إلى “الأخذ بعين الاعتبار مزاياهم في الجبهة”، وقال: “لطالما احترمنا مآثرهم”.
كما كشف الناطق باسم الكرملين أنّه سيتم إسقاط الدعوى الجنائية ضد بريغوجين.
وشدّد بيسكوف على أنّ التغييرات الشخصية في وزارة الدفاع الروسية “هي من صلاحيات رئيس الاتحاد الروسي، ولم تتم مناقشتها خلال الاتصالات لحل التمرد”.
وكان مقاتلو مجموعة فاغنر العسكرية المتمردة قد بدأوا الانسحاب من مدينة روستوف الواقعة جنوبي روسيا مساء السبت.
رئيس مجموعة “فاغنر” يعلن انسحاب قواته
في حين كان رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريجوجين قال إن قواته ستعود إلى قواعدها لتجنب إراقة الدماء، بعد أن قال رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو إنه توسط في التوصل إلى اتفاق.
وقال بريغوجين في وقت سابق إنه يريد الإطاحة بكبار قادة الجيش و”استعادة العدالة”. وقال بوتين إنه يجب القضاء على التمرد بصورة حاسمة.
من جهته، قال المكتب الرئاسي في روسيا البيضاء إن الرئيس ألكسندر لوكاشينكو تحدث مع بريغوجين بعد حصوله على موافقة بوتين، وإن رئيس مجموعة فاغنر وافق على تهدئة الوضع.
قال بريغوجين في رسالة صوتية نشرتها خدمته الصحفية: “لقد أرادوا حل مجموعة فاغنر العسكرية. انطلقنا في مسيرة من أجل العدالة في 23 يونيو. وفي غضون 24 ساعة، كنا نبعد عن موسكو مسافة 200 كيلومتر. في هذا الوقت، لم ينزف أي من مقاتلينا نقطة دم واحدة”.
وأضاف: “لقد حانت اللحظة التي يمكن فيها إراقة الدماء. وانطلاقاً من تحملنا مسؤولية (احتمال) إراقة الدم الروسي من جانب واحد، فإننا قررنا عودة مقاتلينا إلى المعسكرات الميدانية كما كان مقرراً”.
وساطة من بيلاروسيا لحل أزمة فاغنر وروسيا
في سياق متصل، فقد سبق أن أعلن مكتب رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو السبت، أنه توسط في اتفاق مع يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر المتمردة، الذي وافق على تهدئة الوضع. وأضاف الإعلان الذي نشر على القناة الرسمية لرئاسة روسيا البيضاء على تليغرام، أن بريغوجين وافق على وقف تحركات مقاتلي فاغنر في أنحاء روسيا.
جاء في بيان مكتب الرئاسة في روسيا البيضاء أن “رئيس روسيا البيضاء أجرى محادثات مع رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين بالتنسيق مع الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) بعد أن استوضح الوضع بشكل أكبر من خلال قنواته المتاحة”.
وتابع البيان أن “المحادثات استمرت ليوم كامل وأسفرت عن التوصل إلى اتفاق على عدم القبول بإطلاق العنان لحمام دماء على أراضي روسيا”.
واستطرد: “وافق يفغيني بريغوجين على اقتراح الرئيس ألكسندر لوكاشينكو بوقف تحركات رجال فاغنر المسلحين على الأراضي الروسية واتخاذ المزيد من الخطوات لتهدئة حدة التوتر”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد حذر في وقت سابق السبت مقاتلي “فاغنر” من الخضوع “للمغامرة الإجرامية”، في وقت تواجه روسيا “قتالاً صعباً”، مؤكداً أنّ “القوات المسلحة الروسية تلقت أمراً بتحييد الذين نظموا التمرد المسلّح”.
وأكد بوتين في كلمة بشأن آخر التطورات في روسيا، أنّ “الرد على التمرد المسلّح الذي يحاول دفع البلاد إلى الاستسلام والحرب الأهلية سيكون قاسياً”، معتبراً أنّه “يجب تركيز الجهود على وحدة البلاد، والتمرد الأخير هو طعنة في الظهر سبق أن تعرضنا لها في الحرب العالمية الأولى”.
كما قال إنّ القوى الأجنبية كانت تستفيد من “الطعنات التي نتعرض لها”، مشيراً إلى أنّ “هناك من يسعى إلى زرع الفوضى والحرب الأهلية في البلاد، وسنواجه هذا التهديد والخيانة بشكل صارم وقاطع”.