الأخبار المحلية تقارير

تعامل «اللجنة الخاصة السعودية» المخزي مع قطيعها اليمني

الجديد برس:

لا تزال اللجنة الخاصة السعودية تمسك بزمام كل الأسماء التي تحتويها كشوفاتها أيَّاً كانت صفاتهم أو ألقابهم، وتتعامل معهم بالامتهان نفسه، إذا لم تكن قد أوصلت التعامل إلى درجات أدنى من الاحتقار والإذلال، ولا يزال صبرهم على كل ذلك الذل لغزاً محيراً،

فإذا كان المال فقد أصبح لديهم الكثير منه، وإذا كانت المناصب والسلطة فهم يمرون عبر دائرة من التعيينات والترقيات، كل حسب ما يوكل إليه ووفق ما ينجزه من تحقيق النسب الأعلى من مصالح النظام السعودي، ومن أجل ذلك وصل التنافس حد التفريط في سيادة اليمن وقتل أطفاله ونسائه وتدمير منشآته ونهب ثرواته، وإمعاناً في الإذلال يطلون على شاشات القنوات الفضائية ويتحدثون عن الدمار والقتل في بلادهم بصيغة الفخر كأنه إنجاز حققوه، وفوق كل ذلك يبدأون أحاديثهم ويختمونها بإبداء الشكر والامتنان لقيادة التحالف، ويجددون العهود بالبقاء تحت رايتها ورهن إشارتها، بل وبإخلاص لم يصل إليه فرد من مواطني دول التحالف نفسها.

خلال السنوات الأولى من الحرب على اليمن، كان القيادات والناشطون اليمنيون الموالون للتحالف، يكذّبون أي حديث عن الإهانات التي يتلقونها من مسئولي النظام السعودي، ويعتبرون ذلك فقط محاولة للإيقاع بينهم وبين من يصورون أنهم شركاؤهم، في وقت لا ينظر إليهم هؤلاء الشركاء المفترضون إلا كحفنة من الموظفين الأقل شأناً والأكثر رخصاً من غيرهم، وظلوا ينكرون ما يتعرضون له من الإذلال حتى بدأت التسريبات لوقائع الامتهان من داخل صفوفهم وعلى ألسنة محسوبة عليهم، سواء كانوا ناشطين على مواقع التواصل أو مسئولين في مناصب اعتبارية، منهم عبدالعزيز جباري وأنيس منصور وسيف الحاضري، ومؤخراً ما كشفه أو بمعنى أدق ما أكده مختار الرحبي، مستشار وزارة الإعلام في حكومة الشرعية والمستشار السابق لقائد الجناح العسكري في حزب الإصلاح، علي محسن الأحمر.

الرحبي نشر على منصة تويتر، معلومات فاضحة ظل يكتمها منذ أن سمعها من السفير السعودي محمد آل جابر، في عام 2014م، حيث قال إن السفير آل جابر أخبره بأنه يلتقي العشرات من مشائخ اليمن، ومن خلالهم كان يستطيع تفجير حرب أهلية، كانت بلاده مستعدة لرصد 100 مليون دولار للقبائل التي ستتولى تفجير تلك الحرب، مشيراً إلى أن السفير السعودي كان يسعى آنذاك إلى تضليل وتشكيل الرأي العام في اليمن من خلال شراء الولاءات والسيطرة على وسائل الإعلام المؤثرة، والشخصيات الاعتبارية والمشهورين والناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي.

وذكر الرحبي أن رئيس اللجنة الخاصة السعودية، العميد محمد عبيد القحطاني، يتعامل بطريقة غير محترمة مع القيادات اليمنية العسكرية والسياسية، ويوجه لهم الإهانات، ويستغل حاجة بعضهم لتجديد إقاماتهم داخل أراضي المملكة وما يقدمونه من تنازلات حتى لا يتعرضون للطرد والترحيل، مؤكداً أنه طرح على القحطاني أن تكون مدة التأشيرة عاماً أو عامين، إلا أنه رفض بذريعة أنهم سيتمردون على تنفيذ التوجيهات، قائلاً له: “كلما كان مصيرهم بيدنا كانت الاستجابة لمطالبنا أسرع”، لذلك كانت مدة التأشيرة لا تزيد عن ثلاثة أشهر، يقول الرحبي.

وتأكيداً لما قاله سابقاً مستشار آخر في إعلام الشرعية، الصحافي أنيس منصور، أشار الرحبي إلى أن اللجنة الخاصة السعودية تتدخل في الخطاب الإعلامي، حتى على مستوى المنصات الإعلامية وصفحات الناشطين في منصات التواصل الاجتماعي، موضحاً أن اللجنة وعبر منسق إعلامي كانت ترسل تغريدات مكتوبة للجميع، ومن يرفض نشرها يتم تهديده بعدم تجديد تأشيرة الزيارة.

وكان أنيس منصور، مستشار وزارة إعلام الشرعية، نشر في أوقات سابقة، أن السفير السعودي آل جابر يبعث برسائل نصية سواء لمسئولين أو إعلاميين يمنيين موالين للتحالف، يحدد من خلالها المواضيع والعناوين التي يفترض بهم التحدث أو الكتابة عنها، أو يكلف مدير مكتبه بإرسالها، كتوجيهات وأوامر غير قابلة للنقاش حتى وإن كانت خارج قناعاتهم.

*YNP / إبراهيم القانص