الجديد برس:
دخل التصعيد بين أدوات السعودية وأدوات الإمارات في محافظة تعز مرحلة جديدة مؤخرا.
خلال اليوميين الماضيين تبنى حزب الإصلاح إطلاق وإدارة حملات إلكترونية واسعة ضد أبوظبي، وذلك على خلفية اغتيال قيادي في الحزب ومسئول أممي من الجنسية الأردنية بمحافظة تعز.
يعتقد الإصلاح أن نموذج التصفيات لرموزه في عدن آخذ في الانتقال إلى تعز، وأن عليه التحرك على أكثر من مستوى لمنع اتساع رقعته.
وفق مصادر مقربة من الحزب، فإن الهدف من اغتيال المسئول الأممي هو خلق حالة من الانفلات الأمني لوضع الاغتيالات الممنهجة في سياقها. على حد تعبيرها.
تشير المصادر، إلى أنه وانطلاقا من هذه المخاوف، بدأت قوات الشرطة الموالية للحزب، حملات أمنية في ريف المحافظة لتعقب مطلوبين. في حين بدأ ناشطو الحزب حملات مكثفة ضد الإمارات على مواقع التواصل.
بخلاف عدن، لا تخضع المناطق التي تجري فيها الاغتيالات لقوات موالية للإمارات بشكل كلي. تتقاسم أدوات السعودية والإمارات السيطرة على أجزاء من المحافظة.
ـ خلايا عمار:
وفق المعلومات المتداولة، لدى الإمارات خلايا اغتيالات خاصة بمحافظة تعز، يقودها عامر صالح، ابن نجل شقيق الرئيس الأسبق صالح.
تفيد المعلومات أن الجهاز التابع لعمار صالح يُسمى “400” ومقره الرئيسي في معسكر عمبرة بمدينة الخوخة، وهناك ميزانية مرصودة لعمل المقر تصل إلى 200 مليون ريال سعودي سنويًا.
بحسب المصادر، كانت المبالغ تودع في إحدى شركات الصرافة التابع لليوسفي، وحاليًا تُودع في كاك بنك الذي أصبح متخصصا بغسيل الأموال بإدارة حاشد الهمداني.
في هذا السياق يقول الناشط والمحلل السياسي، عادل الحسني، إن هناك عصابة مجهزة على أعلى مستوى لتنفيذ الاغتيالات.
ويوضح، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: نحن أمام عصابة متكاملة، تملك كل المقومات العسكرية، المالية، والقيادية، ومُدعمَّة بخبرات سابقة طويلة، وشخصيات واصلة ذات نفوذ، وتستخدم أساليب ساقطة بالاغتيالات والابتزاز والفساد المالي.
ويضيف الحسني: تختار أبوظبي تلك الأساليب الرخيصة، وتعتمد على أمثال عمار صالح لتحقيق مزيد من الأهداف.
ويتابع: لعمار صالح تواصل مباشر مع تنظيم الدولة، وقد كان يمولهم في البيضاء، بعد ذلك تعاون مع المخابرات الإماراتية، وشقَّ التنظيم بإنشاء جماعة سُمِّيت بـ”المعتزلين”.
ويقول: لعمار صالح علاقات مباشرة بـ “أبي أيوب المصري” وغيره من الشخصيات المتطرفة، التي نفذ من خلالهم الكثير من الإجرام.
ويختتم تغريدته بالقول: ارتبط عمار صالح بالجماعات الإرهابية ارتباطًا لا يخفى على المتابعين.
ـ مأرب وشبوة:
وعلى ما يبدو، فإن انتقال الاغتيالات من عدن إلى تعز، جاء بعد فشل الإمارات في نقل هذا النموذج إلى مأرب وشبوة. اصطدمت أبوظبي بالتركيبة القبلية للمحافظتين، وقد تجلى ذلك بوضوح عقب عملية اغتيال القيادي الإصلاحي عبدالله الباني في مديرية بيحان بشبوة قبل أشهر. على رغم سيطرة أدوات أبوظبي على كامل محافظة شبوة، إلا أن عمليات الاغتيال توقفت بعد الضجة التي أثارتها حادثة تصفية الباني.
تبدو تعز أقرب إلى عدن في تكوينها وطابعها المدني، لكن الفرق الجوهري هو أن المناطق المحتلة في تعز لا تخضع كليةً لسيطرة أدوات الإمارات. يتقاسم الإصلاح وطارق صالح السيطرة على تلك المناطق. لهذا، سيسعى الإصلاح إلى ضبط الوضع أمنيا، لكن يبدو أن الأمر أكبر من قدراته.
ـ الموقف السعودي:
على رغم أن حزب الإصلاح من أدوات السعودية، إلا أن الرياض قد تغض الطرف عما يتعرض وسيتعرض له في تعز. إضعاف الإصلاح هدف سعودي قبل أن يكون إماراتيا، لهذا لم تحرك المملكة ساكنا حين اجتاح الانتقالي محافظتي أبين وشبوة الخاضعتين ـ حينها ـ لسيطرة الإصلاح. صحيح أن السعودية تواجه النفوذ الإماراتي بقوات موالية للإصلاح، إلا أن ذلك مقتصر على المحافظات الشرقية.
على الأرجح، سيخسر الإصلاح نفوذه في مناطق تعز المحتلة لصالح طارق عفاش الذي يحرص على تقديم نفسه كمخلّص للمحافظة.
*عرب جورنال – عبدالرزاق علي