الجديد برس:
أدلى قيادي بارز من أبناء محافظة أبين سبق أن قاتل مع التحالف السعودي ثم انشق عنه بعد اعتقاله من قبل الإمارات لمدة عامين، بمعلومات جديدة لم يسبق أن كُشفت عن قائد الحزام الأمني لأبين عبداللطيف السيد الذي قتل بعد أيام قليلة من إعادة الإمارات تعيينه قائداً لحزام أبين.
وقال الناشط السياسي والقيادي البارز فيما كان يعرف سابقاً بالمقاومة، عادل الحسني، في تسجيل صوتي إن عبداللطيف السيد من أبناء منطقة جعار بمحافظة أبين وتعود أصوله إلى بيت الفقيه وبيت الأهدل في الحديدة، سكنوا أبين قديماً ويعد من أبناء أبين.
نشأ السيد في جعار وكان ممن أسسوا تنظيم القاعدة هو ونادر الشدادي وباسل النقاز وسامي ديان واختلف معهم في 2011 على سرقة البنك وانشق عنهم ومنذ تلك المرحلة وهو في خلاف معهم.
بعد اندلاع الحرب في 2015 كان موقف السيد متذبذباً كونه كان مع اللجان الشعبية في البداية، وحين نزلت قوات صنعاء إلى الجنوب انسحبت هذه اللجان، وحينها اتهم عبدربه منصور هادي وأبناؤه بأن عبداللطيف السيد هو من باع ناصر منصور لقوات صنعاء، ولم يتبنَ هادي وأبناؤه اتهام السيد بشكل مباشر واتهموا كثير من أبناء أبين بأنهم باعوا ناصر لصنعاء، لكن عبداللطيف السيد لم يكن هناك اتهام صريح من هادي له بأنه من باع شقيقه ناصر لقوات صنعاء حين تم أسره في المعارك بداية الحرب في 2015.
بعد تصاعد دعوات الاتهام تجاه السيد بأنه باع ناصر لقوات صنعاء وأنه متحالف معاهم، اتجه السيد إلى العمل مع القيادات المنتمية للضالع التي هي حالياً تشكل قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، وحينها أخذوه جماعة الضالع إلى الإماراتيين وهؤلاء الأخيرين تبنوه ودعموه.
ويشهد للسيد بأنه رجل شجاع ومقدام وخصم لا يخاف لكنه رضي لنفسه أن يكون مع الإماراتيين واستخدموه وعينوه قائد حزام أبين ثم عزلوه عن هذا المنصب وعينوه فقط قائد حزام دلتا أبين، فشعر السيد أنهم همشوه ولم يعد له قيمة لديهم، وبقي السيد هذه الفترة كلها مهمشاً داخل أبين، ثم سلمت أبين لمحسن الوالي ومختار النوبي وكانوا هم من يديروا أبين وقوات أبين وإمكانياتها وكان عبداللطيف السيد يأخذ له ضرائب مصنع إسمنت الوحدة هو والمحافظ وكان شبه معتزل إلى أن جاءت معارك سهام الشرق وهي كانت حجة لوجود هذه القوات في أبين وزعموا أن هناك إرهاب في هذه المناطق ولم يقتلوا شخص واحد من بداية المعارك إلى الآن ولم يأسروا أي شخص من القاعدة.
وبقي مختار النوبي يزرع الفتن في تلك المنطقة إلى أن قتل قائد حزام الأمن في مودية، صدام الصالحي واختلف مع قبيلة هي مركز سوق مودية وعندئذٍ شعروا أتباع الانتقالي أنهم في مأزق وفي وادي أسموه وادي الموت لا يدرون من القبائل التي معهم ومن التي ضدهم بمعنى أنه لم يكن لهم أي حاضنة، فاضطر عيدروس الزبيدي والإماراتيين لإعادة دور عبداللطيف السيد من جديد وعينوه قائداً لحزام أبين وسلموه بعض الإمكانيات وذهبوا به إلى هذا الوادي (وادي عويمران).
قبل إعادة السيد إلى قيادة الحزام الأمني لأبين بـ48 ساعة أطلق التنظيم سراح المسؤول الأممي (البنغالي) مقابل صفقة مع الإماراتيين، فهل كان رأس عبداللطيف السيد من ضمن هذه الصفقة، هذه النقطة لا نستطيع أن نجزم فيها.
التفاصيل الحقيقية لمقتل عبداللطيف السيد
وحول تفاصيل مقتل السيد، قال الحسني “الحقيقة أنه توجه إلى وادي الجام في أرض الربيز وهي آخر امتداد لأودية بين أبين وشبوة وصعد الجبل مترجلاً وفجأة وقع انفجار، هل هذا الانفجار هو طائرة مسيرة؟ هل هو عبوة تم تفجيرها عن بعد؟ لكنه لم يقتل كما يشاع أنه في سيارته بل كان مترجلاً في الجبل وقتل في إحدى تلك الجبال وتقطعت جثته وقتل معه الشيخ كريد الجعدبي حيث ذهب السيد إلى بيته وأخذه معه
ماذا يحدث في أبين
وفي سياق التسجيل الصوتي، قال الحسني إن التحالف وبدرجة رئيسية الإماراتيين ومعهم أتباعهم من الانتقالي، منذ أن أسقطوا الجيش في محافظة أبين وقبلها محافظة شبوة بإسقاط محافظها السابق محمد بن عديو والتحالف يتخبط هناك في أبين وكل يوم والقتل والفوضى والخراب هو ما يعم المنطقة، لا أقاموا دولة ولا سمحوا للدولة أن تقام.
وأضاف الحسني “يريدون أن يحملوا أبين اليوم تركة كبيرة وهي قضية الإرهاب، وستبني الإمارات قواعد عسكرية على طول الساحل في أبين، بحجة مكافحة الإرهاب، الموضوع أكبر من عبد اللطيف السيد وأكبر من مختار النوبي وأكبر من هذه الأدوات التي تستخدم هنا وهناك ثم ترمى أو تُحرق كما قتل أبو اليمامة أو غيره في ظروف غامضة.
وأكد الحسني إن أبين بريئة من الإرهاب والتطرف والفوضى، لكنها تتهم بذلك لغرض ما ولوجود هذه القوات والقواعد في أبين، لم يبنوا مستشفى ولا مدرسة ولا جامعة ولا طريق ولا حتى بئر ماء ولا كهرباء، المجتمع يحتاج هذه الخدمات، إذا قدمت للمجتمع حاجته من خدمات ومرتبات وشعر أنك قريب منه عندئذٍ سيتعاون معك، وإذا كان هناك مثلاً 5 أو 6 أشخاص عندهم أفكار معينة سيتم التعامل معهم، ولكن أن تأتي للناس بمدرعات إماراتية وتقتحم بيوت الناس وأعراضهم وتطغى على النساء والأطفال وتنتهك الحرمات وتخسر المجتمع وتخسر القبائل، ثم بعد ذلك تتساءل لماذا يحدث هذا كله!! هذا نتيجة أفعالك وأعمالك الاستفزازية والغير منطقية وغير مضبوطة.
(المساء برس)