الجديد برس:
أكد قائد حركة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، السبت، أن الحرب على اليمن مستمرة “بإشراف وتدخل أمريكي وبريطاني مباشر، وتنفيذ سعودي إماراتي”، مشيراً إلى أن صنعاء ليست في غفلة عن “مساعي أهداف الأعداء” خلال فترة خفض التصعيد وإفساح المجال للوساطة.
وخاطب الحوثي في كلمة بمناسبة ذكرى “استشهاد الإمام زيد”، المملكة العربية السعودية قائلاً “على السعودي إدراك أن استمراره في تنفيذ الإملاءات الأمريكية والبريطانية ستكون عواقبها وخيمة عليه”، محذراً أن صنعاء لا يمكن أن تسكت “على استمرار هذا الوضع الذي يعاني فيه شعبنا معاناة كبيرة”.
وأكد قائد “أنصار الله” في كلمته أن السعوديين سيواجهون “مشكلة كبيرة”، في حال بقائهم “مرتهنين لواشنطن، ومتوجهين ضمن إملاءاتهم”.
وأضاف: “لا يتصور السعودي أن بلدنا سيبقى مدمراً ومحاصراً وشعبنا سيجوع ويعاني، ويبقى هو ناءٍ بنفسه عن تبعات كل ما فعله ويفعله”، مؤكداً أنه “لا يمكن أن يعيش السعودي في أمن ورفاهية وتحريك للاستثمارات في نيوم وغيرها ثم يتسبب باستمرار الحصار والمعاناة والبؤس في واقع شعبنا”.
وأشار عبد الملك الحوثي إلى أن “الحصار مستمر والخراب مستمر والسعي لتفكيك البلد واستقطاع أجزاء واسعة منه، لا يمكن أن تمر هذه الأمور”، محذراً دول التحالف بالقول: “إذا لم يحصل تطورات إيجابية ومعالجة للإجراءات الظالمة ولم يقلع السعودي عن استمراره في نهجه العدائي، فإن موقفنا سيكون حازماً وصارماً”.
وأكد قائد حركة “أنصار الله” أن صنعاء سعت خلال هذه المدة “لتطوير قدراتنا العسكرية بكل ما نستطيع من أجل هدفنا المقدس في التصدي للأعداء ودفع الظلم عن شعبنا” موجهاً تحذيره “الذي يبدو أنه الأخير” قائلاً: “أوجه التحذير الجاد لهم، لا يمكن أن نسكت ولن نسكت تجاه الاستمرار في حرمان شعبنا من ثروته واحتلال بلدنا وحالة العدوان والحصار”.
وتابع: “إذا كانوا يريدون السلام، فطريق السلام واضحة، وليس هناك أي شروط تعجيزية من جانبنا”.
كذلك، قال إن وصول أي سفينة إلى ميناء الحديدة يترجم على الأرض، بعد “سلسلة طويلة من الاتصالات والمتابعات والوساطات”، كما أن الرحلات محدودة جداً من مطار صنعاء، وهي تأتي بعد “جهد جهيد”.
وفي نفس السياق، أكد قائد حركة أنصار الله على “وجوب التحرك في المقدمة في المجال العسكري، الذي يُعدُّ التحرك فيه ضرورةً للتصدي للأعداء، وذلك بالإضافة إلى الإعلام والسياسة والاقتصاد والفكر”.
وتمنى الحوثي “أن يدرك الجميع أهمية العمل على الاستقرار الداخلي، وإفشال كل مؤامرات الأعداء لإثارة الفتن في الداخل، تحت مختلف العناوين”، مشدداً على أن “أولوياتنا واضحة، ويجب أن يبقى اهتمامنا بالدرجة الأولى متجهاً إلى التصدي للأعداء، والوصول لتحقيق سلامٍ عادل، بكل ما تعنيه الكلمة”.
ولفت الحوثي إلى “أننا نرى جدوى التحرك في فلسطين في غزة، وما حققه مجاهدو حزب الله في لبنان، وأحرار الأمة في مختلف الأوطان، وما يمكن تحقيقه هو أكبر بكثير”.
وعن الاستفزاز الأوروبي المستمر للمسلمين، قال الحوثي إنه يجب “أن يكون لنا موقف بحجم المسؤولية”، إذ وصلت “المجتمعات الغربية إلى ذلك المستوى الدنيء من الخضوع لليهود، الذين يحركونهم في استفزاز المسلمين”.
وأكد أن “للوبيين اليهودي والأمريكي” في أوروبا نفوذاً معروفاً، “ولذلك يجعلانها ميداناً لترسيخ حالة العداء للإسلام ونبيه والقرآن”.
ولفت إلى أنه “في المجتمعات الغربية، لم يبقَ أي اعتبار أو حرمة لكل ما له صلة بالأنبياء والقيم العظيمة”، حيث فُتح المجال للإساءة إلى الله، وصارت من المباحات.
وأشار إلى أن “الكثير من الأنظمة في العالم الإسلامي تهربت من قطع العلاقات الدبلوماسية والمقاطعة الاقتصادية للدول المسيئة للإسلام”، معتبراً أن هذا “يكشف مدى الخلل الكبير في مصداقية الانتماء للإسلام”.
واعتبر الحوثي أن حكام هذه الأنظمة “يكشفون عن عدم أهليتهم أو جدارتهم لموقع المسؤولية. فهم ليسوا أمناء على أمتهم ولا يستشعرون المسؤولية تجاه أمتهم ومقدساتها”.
وتساءل: “إذا وصل الحال بكثير من الأنظمة في عالمنا الإسلامي إلى هذا المستوى من التفريط تجاه أقدس المقدسات، فهل هناك شيء آخر سيغضبون من أجله؟”.
أما عن ازدواجية المعايير، فأشار الحوثي إلى تصدي الغرب “لأي انتقاد لليهود، تحت شعار معاداة السامية”، معتبراً أن هذا يبين أن من يمتلك النفوذ ويسيرهم هو اللوبي الصهيوني اليهودي”.
“وفي عالمنا العربي نرى الظلم في فلسطين على مدى عشرات السنين، وهو ظلم واضح لا خفاء فيه واغتصاب للأرض، ومع ذلك يقف الغرب مناصراً وداعماً للعدو الإسرائيلي”، تابع الحوثي.
كما أكد قائد حركة “أنصار الله” أن “الترويج لفاحشة الشذوذ الجنسي هو استهداف للأسرة والنسل البشري”، مع الإشارة إلى العمل على تفكيك المجتمع بشكل تام، وتمييعه للسيطرة عليه واستعباده”.
وتطرق عبد الملك الحوثي إلى الوضع في النيجر، حيث “يعاني الشعب البؤس والفقر”، على الرغم من امتلاكه ثروةً وطنيةً ضخمةً جداً، “تنهبها فرنسا، وتأخذها لمفاعلاتها النووية، وكذلك بريطانيا ومختلف البلدان”.
وقال الحوثي إن الثروة الضخمة من اليورانيوم في النيجر، يُفترض أن تنهي معاناة الشعب هناك، لافتاً أيضاً إلى النهب الرهيب للثروات، والبؤس الكبير لدى الشعوب ومعاناتها.