الجديد برس:
قال أمين سر المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، ياسر الحوري، إن الوفد العُماني وما يقوم به من دور كوسيط “مرحب به دوماً في صنعاء”.
وأضاف الحوري، في تصريح لقناة “الميادين” أن “استمرار التردد السعودي ومن ورائه الأمريكي فيما يخص تحمل المسؤولية تجاه الملف الإنساني في اليمن هو السبب في تعثر المفاوضات في المرحلة السابقة”.
وأشار إلى أن خطاب قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي الأخير كان واضحاً في “منح فرصة أخيرة لجهود الوساطة التي تبذل”، لافتاً إلى أن “هذه الزيارة لا شك أنها تأتي في هذا السياق”.
وأكد أن “صنعاء موقفها واضح تجاه السلام والحل السلمي في اليمن، الذي تعتبر مدخله الأساسي الملف الانساني”.
ولفت إلى أنه “سيتضح لاحقاً ما يحمله الوفد العماني”، متمنياً لزيارتهم النجاح.
وإذ رأى الحوري أنه “ليس من صالح أحد في المنطقة عودة المواجهات العسكرية”، أكد أن “الشعب اليمني يضغط على القيادة لحسم الموقف”، مشدداً على أنه “إما حلول مرضية تُنهي العدوان والحصار أو الانتصار لمظلومية اليمن عسكرياً وبكل الوسائل المتاحة”.
وأشار أمين سر السياسي الأعلى في صنعاء إلى أنه “مع مرور الأيام تضيق الفرصة المتاحة للحل السياسي، لأنه لا يمكن أن تظل القيادة مكتوفة الأيدي تجاه تفاقم معاناة أبناء الشعب اليمني، بسبب العدوان والحصار المستمران عليه”.
وكان قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي قد قال في كلمته الأخيرة، إن “مشكلة السعوديين والإماراتيين، على الرغم ممّا كلف العدوان على شعبنا، أنهم خاضعون للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا”، مؤكداً الحرص الأمريكي على استمرار الاستهداف لليمن.
وأكد أنه “لن نسكت.. وأمهلنا الوساطة الوقت الكافي”. والسعوديين سيواجهون “مشكلةً كبيرةً”، في حال بقائهم “مرتهنين لواشنطن، ومتوجهين ضمن إملاءاتهم”.
من جهته، قال عضو وفد صنعاء المفاوض عبد الملك العجري، على حسابه بموقع (تويتر) إن “زيارة الوسيط العماني والوفد الوطني لصنعاء تأتي في سياق التفاعل مع خطاب السيد القائد الأخير، إذ ليس من المقبول ولا المعقول أن يتحول التفاوض على المرتبات والملف الإنساني لنسخة أكثر تعقيداً من مفاوضات القضية الفلسطينية، وماراثون تفاوضي مضني على قضايا كقضية المرتبات ما كان ينبغي أن تكون محل مساومة ومفاوضة لولا تعنت العدوان”.
بدوره، أكد عضو المكتب السياسي لحركة “أنصار الله”، فضل أبو طالب، أن قضية المرتبات ستكون من القضايا الرئيسية التي ستناقشها قيادة السلطة في صنعاء مع الوسيط العُماني.
وقال أبو طالب في تغريدة على حسابه بموقع (تويتر) مساء الخميس، أن قضية المرتبات “ستكون إحدى القضايا الرئيسية التي سيطرحها الجانب الوطني مع الوسيط العماني”،
مشيراً إلى أن دول التحالف هي من “تنهب ثروات الشعب وعليها أن تدرك أن عائدات الثروة الوطنية يجب أن تصرف كمرتبات للموظفين في عموم الجمهورية اليمنية في الشمال والجنوب على حد سواء”.
وكان رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبدالسلام، قال في تصريحات إعلامية عقب وصول الوفد العُماني إلى مطار صنعاء، إنه يجري العمل على إحياء العملية التفاوضية بدءاً من الملف الإنساني وتداعياته الكارثية سواء في فتح المطارات والموانئ أو صرف المرتبات.
وأضاف عبدالسلام، إن الزيارة التي يجريها الوفد العماني لصنعاء، تأتي في سياق جهود الوساطة العمانية لإحياء العملية التفاوضية وتقييم المرحلة، موضحاً أن الزيارة ستتضمن مشاورات لإحياء العملية التفاوضية ضمن رؤية واضحة تعالج الملفات الإنسانية الأكثر إلحاحاً وتمس كل مواطن يمني.
وتابع بالقول: إذا لم تبدأ العملية التفاوضية بتنفيذ البنود الإنسانية فلا يمكن البناء على نوايا إيجابية للطرف الآخر، مضيفاً أنه “لا بد أن يتم البدء من تحسين وضع المطار والموانئ وإزالة الكثير من القيود، لأن الحصار ما يزال قائماً على كل الأصعدة”.
وانتقد عبدالسلام موقف مجموعة الرباعية الدولية بشأن اليمن “أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات”، والذي اعتبره موقفاً موحداً في “عرقلة الملف الإنساني”.
وكان وفد عماني وصل، عصر الخميس، إلى صنعاء، في زيارة تهدف بحسب تصريحات رئيس الوفد المفاوض، إلى التشاور مع قيادة السلطة في صنعاء، وتقييم المرحلة واستئناف العملية التفاوضية وفي مقدمتها معالجة الملفات الإنسانية”.
وجاءت زيارة الوفد العماني إلى صنعاء بعد يوم على لقاء جمع المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ بمسؤولين عمانيين ووفد صنعاء المفاوض في مسقط.
وأوضحت وزارة الخارجية العمانية في بيان لها أن غروندبرغ ناقش تحسين الظروف المعيشية في اليمن واستئناف المفاوضات السياسية، خاصة بعد توقفها نتيجة الخلاف على ملف المرتبات وسط تهديد صنعاء بإنهائها.
وجددت صنعاء في أوقات سابقة على لسان أكثر من مسؤول تحذيرها من تداعيات تجاهل الملف الإنساني وفي مقدمته صرف المرتبات، متوعدة بتصعيد جديد يتجاوز توقعات التحالف، في إشارة إلى عودة استهداف صنعاء عمق مدن دول التحالف بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.