الجديد برس:
في عام 2017م، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على المملكة العربية السعودية باتجاه تغيير مناهجها الدراسية، وناقش الكونغرس الأمريكي- حينها- قانوناً تم بموجبه تكليف وزير الخارجية الأمريكية بتقديم تقرير سنوي للجنتي الشؤون الخارجية في مجلسي النواب والشيوخ عن مدى تجاوب والتزام السعودية بتعديل مناهجها التعليمية،
ومنذ ذلك الحين كثفت المملكة جهودها وبدأت بتنفيذ ما تلقته من توجيهات بهذا الصدد، وفي عام 2018م كشف وزير التعليم السعودي الشوط الذي قطعته وزارته في حملة تعديل المناهج واستعانته بما يسمى “الرابطة الأمريكية الوطنية لتعليم الأطفال الصغار”، وكان العنوان العريض الذي برر به الوزير السعودي تلك التعديلات هو محاربة التطرف.
التوجيهات الأمريكية التي تحولت إلى قانون ناقشه الكونغرس وألزم بموجبه وزير خارجية الولايات المتحدة بتقديم تقرير سنوي عن التزام السعودية بتعديل مناهجها التعليمية كانت تحت شعار: “إزالة الفقرات التحريضية التي تشجّع على العنف”، وهذه الفقرات تعني ببساطة “الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تتحدث عن خبث اليهود ومعاداتهم للعرب والمسلمين منذ ظهور الإسلام، وأيضاً معصيتهم لله ومعاداتهم لأنبيائه ورسله عبر التاريخ”، وهو ما لم تقصر السلطات السعودية في تنفيذه، فقد حرصت على حذف كل ما يتعلق بالصورة الحقيقية لليهود التي قدمتها النصوص القرآنية، ويتبنى النظام السعودي الآن إعادة تقديم صورة عن اليهود مغايرة تماماً للصورة التي قدمها القرآن الكريم.
وجاء في تقرير أعده معهد “مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي”، أن السعودية مستمرة في تعديل المناهج الدراسية وإزالة كل ما يفضح اليهود، وتعتبر جهود المملكة في تعديل المناهج مساراً تطبيعياً رئيساً مع إسرائيل، وفق رؤية ولي العهد لحكمه المستقبلي للبلاد، ومن ضمن ذلك التطبيع التدريجي مع إسرائيل، إذ ترسم المملكة صورة جيدة عن اليهود، متجاوزة كل ما جاء عكس ذلك في النصوص القرآنية، وحسب تقرير المعهد فقد تم حذف كل ما يشير إلى أحقاد وخبث اليهود، من خلال دراسة أجراها على أكثر من 80 كتاباً مدرسياً، لعامي 2022-2023 وأكثر من 180 كتاباً من المناهج التعليمية السابقة.
وعلّق المحلل السياسي الصهيوني إيلي نيسان، على إجراءات تعديل المناهج السعودية، بقوله “إن تعديلات الكتب الدراسية خطوة من خطوات التطبيع مع إسرائيل”، مشيراً إلى أن إلغاء الرياض ما وصفه بالمواد التحريضية من الكتب المدرسية، يعد مرحلة من مراحل كثيرة على طريق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية، مؤكداً “أن هناك علاقة بين البلدين، ولكنها خفية ومن تحت الطاولة”.
*YNP / إبراهيم القانص