الجديد برس:
على رغم أن تواجد تنظيم القاعدة في بعض مناطق مأرب، وخصوصا وادي عبيدة، علني، إلا أن التنظيم أكد، في مجلة “صدى الملاحم” التي عادت للصدور بعد 12 عاما من التوقف، أن قوات الأمن اعتقلت القيادي والقاضي الشرعي للتنظيم المدعو “أبو بشر”.
وفق ما ورد في المجلة، فإن “أبو بشر” اعتقل في مدينة مأرب قبل نحو عام ونصف.
ومع أن المجلة لم تعط تفاصيل أكثر حول الاعتقال، إلا أن اللافت هو أنه تم في مدينة مأرب “المجمع”، وليس خارج مركز المحافظة، وأنه تم أيضا رغم أن علاقة التنظيم بالإخوان على ما يرام. من المهم الإشارة إلى أن حزب الإصلاح “إخوان اليمن”، هو صاحب النفوذ في مناطق مأرب غير الخاضعة لسلطة حكومة صنعاء.
بالنسبة إلى وجود القيادي “أبو بشر” في مدينة مأرب، يمكن القول إن له دلالة هامة حول حرية التنقل التي بات يتمتع بها التنظيم في المحافظة، على اعتبار أن تواجده في السابق اقتصر على وادي عبيدة ومناطق أخرى داخل مأرب.
أما عملية الاعتقال، فقد تكون لها ظروف وملابسات خاصة، على اعتبار أن قوات الأمن لن تقدم على العملية من تلقاء نفسها، لأن علاقتها بالتنظيم جيدة. من غير المستبعد أن يكون الاعتقال قد جاء بطلب أمريكي بعد رصد لتحركات هذا القيادي، وفي هذه الحالة لن تتردد الأجهزة الأمنية في تنفيذ المهمة، حتى لا تُتهم بالإرهاب. ومن غير المستبعد أيضا أن تكون هناك أجهزة أمنية أو استخباراتية من خارج منظومة الإخوان تنشط في مأرب لهذه المهام تحديدا.
من هنا، ولهذا السبب على وجه التحديد، أفصح التنظيم عن وجود قيادي كبير معتقل لدى الأجهزة الأمنية في مأرب. هذا الإفصاح يعني أنه لم يعد لديه أمل في إطلاق سراحه، على اعتبار أن ذلك ـ إن حدث لاحقا ـ سيعرض تلك الأجهزة للمساءلة الأمريكية. كما يعني أن القيادي المعتقل ربما بات مع جهات غير مرتبطة بالأجهزة الأمنية المحسوبة على الإصلاح.
ـ علاقة القاعدة والإخوان:
في وقت سابق من هذا العام، أصدر التنظيم بيانا اعتذر فيه لقوات الشرطة في أبين بعد مقتل عدد من أفرادها على يد عناصره. واعتبر التنظيم ما قامت به العناصر المحسوبة عليه، عملا فرديا. أي أنه لا يعبر عن موقفه العام من قوات الشرطة المحسوبة على الإصلاح، والتي كانت تتولى مسئولية الأمن في عدد من مناطق أبين قبل سيطرة مجاميع المجلس الانتقالي الجنوبي عليها.
بيان التنظيم، ومن أجل امتصاص سخط قوات الشرطة بعد عملية استهداف الجنود، أعاد التذكير ببعض العمليات التي تعرضت لها عناصره في مأرب وشبوة على يد قوات أمنية بوقت سابق.
إلى جانب مأرب، كانت شبوة وأجزاء كبيرة من أبين خاضعة لسلطة قوات موالية لحزب الإصلاح الذي أكد التنظيم أنه خاض إلى جانبه مواجهات ضد قوات صنعاء بمأرب والبيضاء، وضد التشكيلات المحسوبة على الانتقالي بأبين وشبوة.
تشير الرسالة الودية العلنية التي تضمنها البيان وكانت موجهة لقوات الشرطة الموالية لحزب الإصلاح، إلى أن بين الطرفين تواصلا وتفاهما غير علني أيضا، وأن ما قد يحدث من جهته، أو من جهة الحزب، لن يفسد للود قضية.
من هنا، يمكن القول إن اعتقال القيادي “أبو بشر” في مدينة مأرب، حتى وإن تم على يد أجهزة أمنية محسوبة على الإخوان، لا يعني توتر العلاقة بين الطرفين. يدرك التنظيم أن ما تقوم به تلك الأجهزة أحيانا يأتي في سياق اضطراري لنفي الصلة بالإرهاب لا في سياق الالتزام للحرب الدولية على الإرهاب.
*عرب جورنال – عبدالرزاق علي