الجديد برس
بقلم / زكريا الشرعبي
لنفترض أن العدوان السعودي جاء لتحرير اليمن من الاحتلال الإيراني وأن إيران احتلت اليمن لتنطلق عبرها لتقويض أمن المملكة السعودية.
من أين يأتي الخطر على المملكة ؟ما يزايد به تحالف العدوان من دور إيراني في المنطقة أم ماتقوم به مملكة آل سعود من عدوان مباشر وتسليم اليمن إلى أتون الفوضى والإرهاب؟ إن وجود دولة في اليمن سواء كان ولاءها لإيران أو حتى للبرازيل يعني أن هذه الدولة ستكون محكومة علاقتها بجيرانها بقوانين العلاقات الدولية والمواثيق الأممية ولن تستطيع أن تمثل أي خطر على المملكة أو على غيرها ولو أخذنا مزايداتهم التي يبررون بها قتل الأطفال والنساء وتدمير اليمن أرضا وإنسانا فإن الخطر الذي تمثله سلطة موالية لإيران في صنعاء لن يكون بأكثر من الخطر الذي تمثله إيران المتوتدة في قلب الخليج على افتراض أن هناك خطر أصلا أما عن مخطط إيران لخلخلة الأمن في المنطقة إن صحت المزاعم به فلا اعتقد أن هناك دولة تنفذ هذا المخطط غير المملكة السعودية بما تقوم به من أعمال تصب في صالح الفوضى ودعم الجماعات الإرهابية لتقويض السلطات المركزية للدول وتمزيق الأوطان وتفتيت الجيوش .
لنا أن ننظر في نتائج عدوانها على اليمن أو فلننظر بعيدا عن كوننا ضحايا أو عندنا ذرات من الإنسانية فنسمي عملياتها عاصفة الحزم؟ ماذا حققت هذه “العاصفة” لصالح الأمن القومي السعودي ؟! متى كانت السعودية أكثر أمنا؟! قبل هذه “العاصفة” أم بعدها ؟! رغم الممارسات الخفية لتعطيل الدولة اليمنية من قبل مملكة بني سعود المتأصلة منذ نشأتها الأولى ورغم ما تحتله هذه المملكة من أراض يمنية لم يكن أحد من الشعب اليمني قبل العدوان يرضى أن يعتدي أحد عليها غير أن العدوان الذي أشعلت ناره قد أوقد جحيم الحقد والغضب الغير الممكن إطفاؤها في نفوس الشعب اليمني وزاده توحشها بفتل الأطفال والنساء والمكفوفين جحيما وغضبا دفع بأحرار اليمن إلى الأخذ بثأرهم فسطروا بطولات أبكت هذه المملكة وجعلتها ترفع أعلام الحداد .
غير هذا تسبب العدوان في تعطل مؤسسات العمل فزادت البطالة ولم يعد بإمكان السعودية أن تأمن ولو مستقبلا من ملايين الشباب الذين قطعت عنهم أرزاقهم وحولتهم من مؤسسات العمل إلى صفوف القتال في الجبال والأودية وكيف ينام المرء آمنا إلى جوار وحش مطلق السراح.
كذلك الجماعات الإرهابية والفوضى الذي يتعزز توسعها باستهداف تحالف العدوان للجيش اليمني سيضيق الحال بها يوما في الأراضي اليمنية التي لا تأتي إلا بالموت ولن يكون لها وجهة سوى الانقضاض على صناعها وأربابها.
هذه الأعمال وغيرها كفيلة بتقويض أمن العالم وليس أمن السعودية فحسب وإذا كان هذا هو المخطط الإيراني كما يزعم بني سعود فإن السعودية لا غيرها من يقوم بتنفيذه.