الجديد برس:
أعلن قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، الثلاثاء، موعد تدخل الحركة وحلفائها في محور المقاومة بشكل مباشر في معركة “طوفان الأقصى” الدائرة بين المقاومة الفلسطينية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، مؤكداً أن هناك تنسيق مستمر مع أطراف المحور وفصائل المقاومة في فلسطين.
وقال الحوثي، في كلمة بشأن آخر المستجدات في الساحة الفلسطينية في ظل عملية “طوفان الأقصى”، إن “اليمن مستعد للمشاركة بشكل مباشر بالصواريخ والطائرات المسيرة لمساندة المقاومة الفلسطينية” وذلك في حال تجاوز كيان الاحتلال الإسرائيلي “الخطوط الحمراء” الذي ألمح إلى أنه تم تحديدها ضمن التنسيق مع محور المقاومة.
وأعلن أن من ضمن هذه الخطوط الحمراء “تدخل أمريكا عسكرياً بشكل مباشر في المواجهة لمساندة كيان الاحتلال الإسرائيلي ضد المقاومة الفلسطينية”.
وأضاف الحوثي أن هناك “خطوط حمراء تتعلق بالوضع في غزة” وأن هناك تنسيق مستمر مع محور المقاومة ومع الفصائل الفلسطينية في هذا السياق، وهو ما اعتبره مراقبون إشارة إلى أن المحور سيتدخل في حال اجتياح الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة برياً.
وشدد قائد حركة “أنصار الله” على أن الشعب اليمني حاضر لفعل كل ما يستطيع فعله لأداء واجبه المقدس بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وأعلن الحوثي “استعداد الشعب اليمني تفويج مئات الآلاف للذهاب إلى فلسطين لخوض معركة الجهاد المقدس مع الشعب الفلسطيني ضد العدو الصهيوني”، مضيفاً “لدينا مشكلة في الجغرافيا، وبحاجة إلى طريق وكيفية تحرك أعداد كبيرة من أبناء شعبنا للوصول إلى فلسطين، ولكن مهما كانت العوائق لن نتردد في فعل كل ما نستطيع”.
وأردف أنه “من الواجب تقديم كل الدعم للفلسطينيين، ولا يجوز على هذه الأمة أن تتفرج فيما الدول الغربية تساعد العدو المجرم”. وتساءل قائد حركة “أنصار الله”، أين منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، لافتاً إلى أن هناك ضعفاً وتقصيراً كبيراً حتى على مستوى الإدانات من دول عربية عديدة.
ووصف الحوثي موقف المطبعين بالمخزي والذي كشف مدى ولائهم للعدو الصهيوني، وإساءاتهم الكبيرة للشعب الفلسطيني ومجاهديه، قائلاً: “يتحدثون عن كتائب القسام وحركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي والفصائل الفلسطينية المجاهدة وكأنها لا تملك أي قضية، وكأن فلسطين قطعة أرض من إيران وجاء أولئك العرب يقاتلون بالوكالة عن إيران”.
وأضاف أن “أرض فلسطين، عربية والعالم الإسلامي معني بهذه القضية لأن هناك شعب مسلم ومقدمات إسلامية تهم المسلمين، لكن بالرغم مما يعانيه الشعب الفلسطيني يتحدثون عنه وكأنه ليس صاحب حق ولا قضية ولا مظلومية وكأنه يفعل ما يفعله لمجرد الفضول أو من أجل جهات أخرى مع العلم اليقين أن القرار في عملية “طوفان الأقصى” هو قرار فلسطيني يمتلك الشرعية والحق الواضح”.
وأكد قائد “أنصار الله” أن أمريكا وفرنسا وبريطانيا والدول الغربية أباحت للعدو الصهيوني قتل الفلسطينيين بكل الوسائل. وأضاف أن كل الجرائم تقدم مشهداً واضحاً أن “الأنظمة الغربية هي إجرامية، فالغرب أطلق يد الكيان لارتكاب كل أنواع الجرائم من مصادرة الأراضي إلى مصادرة الحقوق والاستقلال والحرية”. وأشار إلى أن دول الغرب أرادت للعدو الصهيوني أن يكون رأس الحربة لها في المنطقة العربية ووكيلاً وذراعاً لاستهداف الأمة بكاملها.
كما بيّن الحوثي أنه “على مدى 7 عقود لم يلق الشعب الفلسطيني أي التفاتة من المؤسسات الدولية التي تقدم نفسها على أنها معنية بحقوق الشعوب”، مضيفاً أن توجهات مجلس الأمن وقراراته لم تقدم شيئاً لفلسطين ولم تحمي الأطفال والنساء والمدنيون هناك.
كذلك، تحدث الحوثي أن الأمريكي شريك في الإجرام الإسرائيلي بشكلٍ مباشر، وأن مظلومية الشعب الفلسطيني من أوضح القضايا والحقوق ومع ذلك يحاولون تصفيتها وتضييعها.
ولفت إلى أن “كل ممارسات وجرائم العدو ضد الوجود البشري تقدم شاهداً على أن الأنظمة الغربية هي إجرامية وقادتها مجرمون”، مشدداً على أنه “لا خيار للشعب الفلسطيني إلا التحرك الجهادي لدفع الظلم عن نفسه وطرد المحتل واستعادة حقوقه المشروعة وإنقاذ أسراه”.
وأكد الحوثي أن “عملية طوفان الأقصى عملية عظيمة ومهمة أتت في إطار الحق المشروع للشعب الفلسطني في مواجهة العدو الظالم والمحتل”، مضيفاً أن “عملية طوفان الأقصى أتت في ظرف واضح بلغت فيه مستويات الاستهداف للأقصى إلى شكل غير مسبوق، والعملية يجب أن تحظى بالمساندة، ولا بد من موقف واضح للمسلمين”.
وتوّجه قائد حركة “أنصار الله” بالإدانة والشجب لما يقوم به المطبعون من إساءات تجاه أحرار ومجاهدي الشعب الفلسطيني على المستوى الإعلامي من تخدير وتثبيط والسعي لتفكيك الموقف العربي والإسلامي في تبني مواقف جادة، معرباً عن “الأسف للتخاذل الواضح من قبل الدول التي تمتلك إمكانات ضخمة وتبعثر بأموالها في خدمة الأمريكي والإسرائيلي والمجتمعات الغربية وتبخل إنسانياً في مساندة الشعب الفلسطيني”.
وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أعلن يوم الأحد أن “البنتاغون” أرسل سفنا حربية وطائرات مقاتلة إلى منطقة شرق البحر المتوسط في إطار “إظهار الدعم لإسرائيل”، كما أعلنت عددا من الدول الغربية من بينها بريطانيا وألمانيا وفرنسا أنها ستقف إلى جانب تل أبيب وستساعدها.
وتأكيداً لذلك، كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد كشفت في وقت سابق أن مصر أبلغت “إسرائيل” بأنها إذا تم تنفيذ اجتياح بري لقطاع غزة، فإن حزب الله اللبناني سيتدخل عسكرياً من الجهة الشمالية.
وليست هذه المرة الأولى التي يبرز فيها موضوع التدخل الإقليمي في فلسطين على واجهة مشهد الصراع، حيث كان حزب الله قد أعلن منذ فترة أن أي اعتداء إسرائيلي على المسجد الأقصى سيشعل حرباً إقليمية، وأعلن الحوثي بعد ذلك في أكثر من مناسبة أن “اليمن جزء أساسي من هذه المعادلة”.
وأطلقت المقاومة الفلسطينية فجر السبت الماضي عملية “طوفان الأقصى” بهجمات غير مسبوقة على المستوطنات والمدن الإسرائيلية تضمنت توغلاً برياً واسعاً وضربات صاروخية وجوية مكثفة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 1100 إسرائيلي وإصابة أكثر من 2650، بحسب إحصائيات إسرائيلية، وسط توقعات بارتفاع الأعداد.
ودخل حزب الله المواجهة، الإثنين، باستهداف مناطق إسرائيلية شمال فلسطين المحتلة، ما أدى إلى مقتل وإصابة جنود وضباط إسرائيليين، وذلك تزامناً مع قيام سرايا القدس بفتح مسار هجومي ضد “إسرائيل” من جنوب لبنان، وهو ما يشير إلى وجود تنسيق واضح.
وكان قائد كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، محمد الضيف، وجه في بيان إعلان العملية العسكرية دعوة لليمن وإيران والعراق وسوريا ولبنان، وهي ما يعرف بدول محور المقاومة، للمشاركة في العملية قائلاً إن “هذا هو الوقت الذي تلتحم فيه الجبهات”.
وتحدث العديد من المراقبين والمحللين ووسائل الإعلام خلال الأيام الماضية عن وجود دور إقليمي من جانب “محور المقاومة” في التخطيط والإعداد لهذه العملية، وقالت الولايات المتحدة أنها لا زالت تفتش عن أدلة تربط إيران بالعملية.
وكبدت العملية العسكرية “إسرائيل” خسائر اقتصادية كبيرة، حيث هبط المؤشر الرئيسي لبورصة “تل أبيب” مع بداية الهجمات بنسبة تجاوزت 6.7%، فيما تراجعت أسعار السندات الحكومية بنسبة تصل إلى 3% وسط عمليات بيع واسعة، كما انخفض مؤشر البنوك 8.7%.
واعتبرت وكالة “رويترز” أن خسائر المؤشر الرئيسي TA-35 تعد الأكبر منذ أكثر من نحو 3 سنوات.
وقالت الوكالة، الثلاثاء، إن شركة شيفرون أوقفت تصدير الغاز الطبيعي عبر خط أنابيب غاز شرق المتوسط (إي.إم.جي) البحري بين “إسرائيل” ومصر لتصدر الغاز في خط أنابيب بديل عبر الأردن، وذلك بعد يوم من تعليق “إسرائيل” الإنتاج في حقل غاز تمار قبالة ساحلها الجنوبي.
ويقدر خبراء خسائر “إسرائيل” الاقتصادية الأولية جراء عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها “حماس” وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، رداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى الشريف، بعشرات المليارات من الدولارات.