الجديد برس:
تقود الولايات المتحدة بالتعاون مع دول أوروبية ومسؤولين نافذين في الأمم المتحدة معركة كبيرة تستهدف أكبر عملية تهجير جديدة للفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك تحت غطاء نقل المدنيين من القطاع إلى أماكن آمنة لا سيما سيناء المصرية، عقب القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع بعد إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية “طوفان الأقصى” رداً على انتهاكات الاحتلال.
صحيفة الأخبار اللبنانية، نقلت عن مصادر متعددة في الأمم المتحدة والقاهرة، الجمعة، أن المشروع الأمريكي للتهجير يتزامن مع تحضيرات جيش الاحتلال لشنّ عملية عسكرية كبيرة ضد القطاع في الأيام القليلة المقبلة.
المصادر أضافت أن الضغوط تبلغ مستوى جديداً من الذروة، مع الطلب من مصر الاستعداد لإقامة منطقة لجوء في العريش وعلى الحدود مع قطاع غزة، والموافقة على فتح ممر إنساني آمن، ليس بهدف نقل المساعدات إلى القطاع، بل لانتقال نحو ربع مليون فلسطيني يواجهون مشكلة الإيواء نتيجة تدمير منازلهم إلى تلك المنطقة.
كما كشفت المصادر أن البحث انتقل من الجانب الأمريكي إلى مستوى التنسيق مع فريق في الأمانة العامة للأمم المتحدة، ومع منظمات دولية تحظى بتمويل أوروبي، للضغط من أجل إقناع القاهرة بفتح الممرات.
إضافة إلى ذلك، تحدّثت المصادر عن إبداء الولايات المتحدة الاستعداد لتوفير تمويل كبير لمصر يتجاوز عشرين مليار دولار في حال وافقت على العملية، مشيرة إلى الطلب من القاهرة “تسهيل انتقال فرق كبيرة لمنظمات تعمل في الحقل الإغاثي إلى الحدود مع رفح من دون الدخول إلى غزة”.
ووفقاً لمصادر الصحيفة فإن ما يجري البحث فيه الآن يشتمل على توفير “وضع ميداني أفضل لقوات الاحتلال”، بالتزامن مع “توفير الغطاء السياسي والإعلامي للجرائم المفتوحة”. وقالت إن الأمريكيين، بالتعاون مع بريطانيا ودول أخرى، يريدون منح إسرائيل “الإذن بالقيام بكل ما يلزم لمنع تكرار ما حصل، ولو تطلّب ذلك تعديل الصورة في قطاع غزة ومناطق أخرى من فلسطين”.
فيما قال دبلوماسيون مصريون إن القاهرة تلمس خطورة ما يحصل، وإن الحكومة المصرية تلقّت معلومات مفصّلة حول الخطة الأمريكية – الإسرائيلية، وإن المغريات التي تُقدم لمصر تستغل حاجة الأخيرة إلى تمويل ضخم جراء العجز الكبير الذي تواجهه اقتصادياً ومالياً.
ووسط الاتصالات الجارية بهذا الخصوص، جاء الموقف اللافت للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي شدّد على ضرورة أن يبقى سكان القطاع موجودين “على أرضهم”، محذّراً من أن خروجهم يشكّل “خطورة كبيرة جداً لأنه يعني تصفية القضية الفلسطينية”، واصفاً إياها بـ”قضية القضايا وقضية العرب كلهم”.
في سياق متصل، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، “إننا نعمل بشكل وثيق مع مصر وإسرائيل لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا تطوير خيارات الممر الآمن حتى يتمكن المدنيون في غزة الذين يريدون المغادرة من المغادرة بأمان”. “هذا ليس خطأهم. لم يتسببوا في هذا. وإذا أرادوا المغادرة، فيجب السماح لهم بالمغادرة”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للصحفيين إنه ناقش إمكانية الممر الآمن مع المسؤولين الإسرائيليين خلال الزيارة، وسيتابع الموضوع في الأيام المقبلة مع دول أخرى.