الأخبار المحلية

أمريكا تقتلنا .. بالإسلام السعودي والإيمان الإسرائيلي

الجديد برس : بقلم / جميل أنعم

عند وصل النقاط ببعضها تتضح ملامح صورة وبقليل من الهدوء لتذكر مزيداً من النقاط لوصلها ببعض تظهر لنا الصورة الكاملة وبجودة عالية عنوانها ((أمريكا تقتلنا بالإسلام السعودي والإيمان الإسرائيلي)) … وإلى شيء من التفاصيل والبحث عن النقاط من صفحات التاريخ كتباً واحداث نُبحر ..

الحلف الإسلامي المُقدس هو الحلف الذي دَعى إليه الملك السعودي الراحل فيصل بن سعود (1964م -1975م) .. مطلع شهر ديسمبر 1965م حيث نَشرت الصحف البريطانية أن الملك أوفد صديقه المغربي “محمد الكناني” في مهمة سرية إلى المغرب العربي بهدف إنشاء حلف إسلامي يتصدى للثورات التقدمية في المنطقة ومكافحة الشيوعية في العالم العربي … وان الفكرة هي إيجاد صيغة مناسبة لقيام الحلف، ومن ناحية أخرى أشارت “صحيفة كومبا الفرنسية” الصادرة بتاريخ 1965/12/28م، ان الملك فيصل أنتهزَ الهدنة الحالية في اليمن لوضع أسس لتحالف إيراني سعودي في جميع المجالات وانشاء جبهة إسلامية متحدة” .. كتاب مؤتمر حرض ومحاولات السلام باليمن للكاتب محمد الشعيبي..

وخلال اجتماع المجلس الجمهوري ومجلس الوزراء في اليمن فبراير 1966م “أشار الإرياني في هذا الإجتماع إلى الدعوة التي تقوم بها السعودية بعقد مؤتمر إسلامي بانها تكمن على مخطط رجعي إستعماري يستهدف حصار مصر”نفس المصدر السابق” ..

والشهيد الحجازي ناصر السعيد يشير في كتابه تاريخ آل سعود .. قائلاً ” السعودية من يتعاون معها خائن، ومن يقاومها ثائر، ومن يهادنها تتآمر عليه وأن ظن أنه يتآمر عليها، ومن يداهنها تركبه !!”

وأمريكا “الديمقراطية” وحقوق الإنسان “تقتلنا بالإسلام السعودي لأجل الوصاية السعودية، الإيمان الإسرائيلي لأجل الإعتراف بإسرائيل” .. والنتيجة برميل النفط بـ 25-20 دولار / برميل !!

ولمعرفة الإيمان الإسرائيلي، أُذكركم بالرئيس المصري الراحل “محمد أنور السادات” فبعد إعترافه بإسرائيل 1979م نال لقب “الرئيس المؤمن” ثم جائزة نوبل للسلام!.. وكل ذلك بقنابل واسلحة أمريكا وبالإسلام السعودي وإيمان بني صهيون.. امّا إيران قبل الثورة الإسلامية فبراير 1979م كانت بنظام سياسي ملكي تابع لأمريكا ويعترف بإسرائيل، والأمم المتحدة أقرت تسمية الخليج العربي رسمياً بالخليج الفارسي، بناءً على طلب إيران الملكية التي أحتلت جزر الإمارات الثلاث، وتدخلت إيران الملكية عسكرياً في عُمان للقضاء على ثوار الجبل الأخضر، حينها كان النظام السياسي الملكي الإيراني مسلماً على الطريقة السعودية ومؤمناً حسب الإيمان الإسرائيلي، وبعصا الديمقراطية وحقوق الإنسان حسب الطريقة الامريكية.

لذلك ذهب الملك السعودي إلى إيران الملكية لفرض إنشاء حلف إسلامي مُقَدس لحصار مصر والتصدي للثورات التقدمية العربية ومكافحة الشيوعية في العالم العربي، فقد كانت الشيوعية اخطر من إسرائيل كما هم الآن “الروافض” اخطر من إسرائيل، حسب الإيمان الإسرائيلي بالتأكيد … فبعد فبراير 1979م تحولت إيران من النظام السياسي الملكي إلى النظام الجمهوري الإسلامي، وخرجت إيران من جلباب الإيمان الصهيوني وعقال الإسلام السعودي وقبعة وغترة أمريكا حقوق الإنسان والديمقراطية واصبحت وامست إيران الثورة الجمهورية صفوية ومجوسية وفارسية شيعية ومشركة وكافرة واخطر من إسرائيل على العروبة والإسلام معاً ..

هلم جرّا إذن لايهم من تكون ملكي إمامي جمهوري سلطاني علماني قومي بعثي ناصري إشتراكي ماركسي شيعي سني قحطاني عدناني هاشمي .. بل الأهم هي الوصاية السعودية التي تؤدي إلى الإيمان الإسرائيلي وبرعاية أمريكا والنفط بـ 20 دولار / برميل

وبعد تحول النظام الملكي في اليمن إلى النظام الجمهوري الثوري بثورة 26 سبتمبر 1962م ميلادية جن جنون بني سعود، وادركوا بأن نظامهم إلى زوال بفعل الثورات الوطنية في الوطن العربي المتلاحقة، وتآمروا وبآنٍ واحد على ثورتي مصر واليمن معاً، وبعد ثورة 26 سبتمبر أحضرت السعودية الأمير “حسن بن حميد الدين” اليمن وامدته بالمال والسلاح والإعلام ومقاتلين مرتزقة من قدماء الحرب من أوروبا وامريكا انشئت قاعدة عسكرية جوية في خميس مشيط لتكون قاعدة للعدوان العسكري على اليمن وبطيارين وطائرات من الأردن، وخلال ثلاث سنوات من الحرب الأهلية اليمنية الممولة سعودياً وامريكاً أدرك النظام المصري بانه يستنزف في اليمن، وادرك النظام السعودي استحالة تحقيق نصر عسكري ميداني، فلجئت السعودية واسيادها الصهاينة الأمريكان إلى الأسلوب السياسي علناً مفاوضات وهدنة واتفاق، وسراً غدر وخيانة واغتيالات وتحضير لعدوان عسكري مزدوج يستهدف مصر الثورة وثورة اليمن وضد الجميع النظام الجمهوري الثوري في اليمني ومصر وحتى الملكيين اليمنيين وبوقت واحد ثلاثة عصافير بحجر واحد وبالطبع التخطيط امريكي إستعماري صهيوني فكان إتفاق جدة 1965/8/24م، بين مصر والسعودية بشأن اليمن علناً وظاهرياً هدنة ومفاوضات ومؤتمر حرض، ووقف العمليات العسكرية مقابل إنسحاب القوات المصرية من اليمن ونظام الحكم متروك للشعب اليمني، وبمرحلة إنتقالية .. فكان مؤتمر حرض نوفمبر 1969م بين الجمهوريين والملكيين مجرد تمثيلية كرتونية بينما صقور العمالة والخيانة في اليمن ومصر كانوا ينفذون البنود السرية لإتفاق جدة اغسطس 1965م .. فتم أولاً تجميد المشير عبدالله السلال رئيس الجمهورية بالقاهرة، وعدم السماح له بالعودة إلى اليمن وفقاً للأتفاق السري بين مصر والسعودية … “كتاب مؤتمر حرض ومحاولات السلام باليمن لمحمد الشعيبي” ..

ثم تكليف الفريق حسن العمري قائم بأعمال رئيس الجمهورية ثانياً ..

“وفي 14-15-16 فبراير 1966م عقد المجلس الجمهوري ومجلس الوزراء في صنعاء وبالإشتراك مع ضباط واركان حرب القوات المسلحة عدة إجتماعات أسفرت في عدم إتخاذ أي موقف معارض لسياسة القاهرة في الداخل، حتى لو أستدعى الامر تحمل أي شروط قاسية تطرحها القاهرة مثل التخلص من بعض العناصر الحزبية وذلك في سبيل إستمرارها ومساندتها وعدم الإلتزام بإتفاقية جدة” .. “نفس المصدر السابق” ..

ودُشن بذلك تصفية ثوار سبتمبر وبتهمة “عناصر حزبية و جمهوري متطرف و جمهوري ثوري” وتوج ذلك باحداث أغسطس 1968م حتى 1970م، قُتل من قُتل وسُجن من سُجن وجنَّ من جنَّ وضاع من ضاع واختفى من أختفى، وماتبقى من الثوار هرب إلى عدن، وبذلك تحول النظام الجمهوري الثوري المتطرف إلى نظام جمهوري معتدل وبشروط الإسلام السعودي، وأعلن المجلس الجمهوري سياسة الإنفتاح، واعترفت السعودية وامريكا في 1970م بالنظام “الجمهوري المعتدل” الذي دخل في جلباب الوصاية السعودية … وتخلت بعدها السعودية عن الملكيين والإمام الشرعي لليمن الإمام “الحسن بن حميد الدين”، وكل ما ناله الملكيين كان إضافة السيد “أحمد محمد الشامي” إلى عضوية المجلس الجمهوري الحاكم في صنعاء، فأصبح العضو الخامس “بعد المصالحة بين الجمهوريين والملكيين، ولم تتجاوز عضويته عاماً واحداً ثم صار سفيراً متجولاً إلى عام 1975م” .. “كتاب الثقافة والثورة في اليمن للبردوني” …

 

وبموجب البنود السرية لإتفاق جدة تم التخلي عن النظام الجمهوري والنظام الملكي معاً ولمصلحة الدولة الإسلامية .. فصرّح رئيس الوفد الجمهوري القاضي الإرياني في مؤتمر المصالحة في حرض 1965/11/25م قائلاً : “واجهتنا الحقيقية الرهيبة وهي إلغاء النظام الجمهوري” .. “كتاب مؤتمر حرض ومحاولات السلام باليمن لمحمد الشعيبي”

أما رشاد فرعون ممثل الملك فيصل في مؤتمر حرض، فَسَّرَ إتفاق جدة من وجهة النظر السعودية “أن يصهر النظامان القائمان حالياً في اليمن في شكل طريقة الحكم في فترة الإنتقال لا تحمل أسم الجمهورية ولا الملكية” .. المصدر السابق لمحمد الشعيبي”

وهكذا كل الإتفاقيات مع السعودية وأمريكا واسرائيل لها ثلاثة اوجه علني للشعوب وسري للخونة والعملاء وسري للغاية للصهيونية وامريكا .. والمثال اليمن ومصر، إتفاق جدة، مؤتمر حرض للشعب، تصفية الثوار والملكيين لمصلحة العملاء والخونة، ولا حقاً وكما سنرى أحداث ثورة مصر عبدالناصر أنتهت في الكنيست الإسرائيلي في تل أبيب كامب ديفيد، والرئيس المُؤمن ونوبل للسلام

ويوسف الشحاري من تهامة اليمن وهو احد ضباط ثورة 26 سبتمبر تأثر كثيراً بما آلت إليه الثورة السبتمبرية، فأنفجر شعراً لتوضيح تلك المرحلة مرحلة إعتدال النظام الجمهوري، حيث قال قصيدته “الصاعقة” في 1968م بمناسبة تخرج دفعة جديدة من ضباط كلية الشرطة قائلاً :

كيف يحلوا على الشفاه النشيدُ .. وطني والجراح فيك لحودُ

وفي عام 1969م وفي كلية الشرطة ولنفس المناسبة قال :

قتلوها وامعنوا في البكاء .. واحالوا الربيع فصل الشتاء

وفي عام 1970م وبمناسبة تخريج دفعة جديدة من ضباط الشرطة، خاطب ذلك السفير المتغطرس فقال :

قل للسفير إبن الامير … أخطأت تقدير الأمور …

“المصدر كتاب الثقافة والثورة للبردوني”

فالمهم والأهم هو الوصاية السعودية والإسلام السعودي، الذي نشرته السعودية في اليمن في نهاية السبعينات بمسمى المعاهد العلمية الإصلاحية ودار الحديث وجامعة الإيمان في اليمن، من صعدة إلى تعز، بمبرر محاربة المد الشيوعي الملحد من عدن ومحاصرة بل لتغيير المذهب الثوري الزيدي الشيعي في شمال اليمن، والمحصلة النهائية جيش وجيل من خريجي هذه المعاهد، ولائهم للنظام السعودي واسلامه التكفيري، وشكلوا ذراعاً تربوياً واستخباراتياً وعسكرياً للعدوان الصهويني السعودي على اليمن 2015م -2016م، وكما ذكرت آنفاً كيف نفذت البنود السرية لإتفاق جدة لتصفية الجمهورية الثورية السبتمبرية 1962م والملكيين وشرعية الإمام الحسن …

أما تنفيذ البنود سري للغاية لتصفية النظام الثوري الجمهوري في مصر يمكن إختزاله في خمس نقاط :-

  • إستنزاف الجيش المصري في اليمن بعد ثورة اليمن 1962/9/26م
  • إستدعاء العدوان الإسرائيلي الصهيوني العسكري على مصر في يونيو 1967م وبطلب سعودي من الملك فيصل لوقف المد الثوري القومي في سوريا ومصر واليمن، فكانت هزيمة مصر عسكرياً في يونيو 1967م واحتلال سيناء والجولان والضفة وغزة واغوار الأردن … “من رسالة الملك فيصل للرئيس الأمريكي جونسون بتاريخ 27 ديسمبر 1966م يدعوه لدعم إسرائيل لإحتلال مصر وسوريا لوقف المد الثوري .. “تاريخ آل سعود .. ونشرتها صحيفة الدستور البيروتية”

عبدالحكيم عامر

عبدالحكيم عامر

  • في 1967/9/14م تم إغتيال المشير عبدالحكيم عامر بالسم “سُم الأكونتين” وفي حوار مع شقيق المشير عامر قال ” لقد أرادوا التخلص من المشير عبدالحكيم عامر لأنه في أواخر حياته وقبيل هزيمة يونيو 1967م كان قد إكتشف إعداد لقلب نظام حكم عبدالناصر” .. “كتاب تاريخ آل سعود”
  • في 1969م توجه الملك فيصل إلى القاهرة وخاطب الرئيس جمال عبدالناصر قائلاً : “وأقول لك بصراحة : أننا لكي نعترف بجمهورية اليمن لابد أن يكون السادات نائبك الأول، فهو صديقنا القديم، وأنت تعرف هذا ووجوده ضمانه لنا” … “كتاب تاريخ آل سعود”
  • بعد تناوله عصير الجوافة في الساعة الرابعة إلا ربع من بعد ظهر يوم 28 سبتمبر 1970م .. وفي الساعة السادسة تقريباً استشهد الزعيم الخالد جمال عبدالناصر.. وفي 14 اغسطس 1975م مجلة الصياد اللبنانية بعددها 1612 وبعنوان عريض وبارز (عبدالناصر قتل بسُم الأكنوتين) مع تحقيق طبي وحقوقي وقضائي مطول يثبت ذلك… وبعد إزاحة عامر وناصر تربع الرئيس المؤمن حسب الإيمان الإسرائيلي والإسلام السعودي الرئيس السادات على عرش مصر، وصفى بقية ثوار مصر وبتهم مراكز القوى .. وليعلن سياسة الإنفتاح تماماً مثل المجلس الجمهوري باليمن، واعتدل النظام المصري الجمهوري إعتدالاً تساوى مع اعتدال بني سعود والخليج، لدرجة أن رئيس وزراء العدو الصهيوني نتنياهو صرح في منتدى دافوس الإقتصادي 27 يناير 2016م علاقة إسرائيل بمصر والخليج أفضل من علاقة إسرائيل بالإتحاد الأوروبي ..

وماذا بعد ذلك ..

القوم أصبحوا مسلمين بالإسلام السعودي ومؤمنين بالإيمان الصهيوني بالترغيب بالمال عملاء وخونة ومرتزقة أو بالعدوان العسكري المباشر أمريكي أو إسرائيلي أو حلف الناتو او التنظيمات التكفيرية، وكل ذلك بضوء أخضر ودعم امريكي سياسي واعلامي وبأسلحة امريكية صهيونية اكثر فتكاً … وكل مايقال قديماً وحالياً وحتى مستقبلاً عن الخطر الفارسي والمجوسي والصفوي الشيعي وحتى الماركسي والناصري والبعثي والعلوي …..

جار الله عمر

جار الله عمر

هلم جرا هو مجرد مبررات للثالوث القاتل أمريكا واسرائيل والإسلام السعودي التكفيري … وقالوا الإسلام هو الحل فردَّ الزعيم الشهيد جار الله عمر “عن أي إسلام تتحدثون” .. فكان الجواب رصاصة غدر في قلبه في قاعة مؤتمر حزب الإصلاح الإخواني وبختم الإسلام السعودي الذي سفك الدماء من أفغانستان وشمال أفريقيا حتى جنوب شبه الجزيرة العربية وهاهو العدو السعودي واسياده يدركون بان هزيمتهم عسكرياً باليمن أصبحت قاب قوسين او ادنى، وورقة المناطقية والشرعية إلى زوال فبدء برفع شعار الماركسية ضد الحراك الجنوبي والإغتيالات من نصيبه، وشعار الإمامية ضد حركة أنصار الله، ومن جهة أخرى ظهور محاولات من صقور العمالة بالداخل لضرب العلاقة الوطنية بين المؤتمر الشعبي وحركة أنصار الله … وتعدى ذلك إلى ظهور دعوات قد تكون مشبوهة لتكوين وإنشاء مجلس قيادة في صنعاء أو ماشابه ذلك وربما يكون ذلك مشابهاً للمجلس الجمهوري الذي تشكل في صنعاء 1966م بعد تجميد وحجز رئيس الجمهورية المشير عبدالله السلال في القاهرة، وكانت مهمة الجمهوري كما أتضح لاحقاً تحويل النظام من ثوري إلى معتدل …

 

وهكذا قد يكون من مهام مجلس قيادة كهذا ضرب ثورة 21 سبتمبر 2014م من الداخل حتى تعتدل كما اعتدلت الثورة المصرية وثورة 26 سبتمبر، ولمن يدندن على اوتار الماركسية والإلحاد وسمفونية الإمامية والملكية، ياهؤلاء روسيا رأسمالية والإتحاد السوفيتي الماركسي قد انتهى في 1990م، وايران جمهورية إسلامية وخلال 36 سنة حققت نجاحات في الفضاء والأرض، وأفزعت الشرق والغرب معاً، بينما السعودية والإسلام السعودي التكفيري وخلال 83 سنة مازالت تراوح مكانها، محلك سر … يمين شمال، شمال يمين!

ففي القرن العشرين بالتحالف الإسلامي المقدس مع إيران الملكية وضد مصر الجمهورية الثورية، وفي القرن الواحد والعشرين بالتحالف الإسلامي مع مصر الجمهورية المعتدلة ضد إيران الثورة والجمهورية الإسلامية، وهذه وظيفة بني سعود واسلامهم التكفيري ..

جمال عبدالناصر

جمال عبدالناصر

وللامانة ومن باب الإنصاف التاريخي لمصر عبدالناصر، والنظام الوطني التقدمي في اليمن الديمقراطية، والنظام الوطني الملكي الإمامي في صنعاء … فمصر عبدالناصر أدركت انها تستنزف عسكرياً في اليمن، وجزء من الشعب اليمني يعتبر الوجود المصري إحتلال، وانقسام الصف الجمهوري وامام خطر تحويل مجرى نهر الأردن من إسرائيل ورعاية الملك فيصل شخصياً لمؤتمر الطائف 1965/8/10م والذي ضم قوى جمهورية منشقة عن صنعاء مثل الشيخ سنان أبولحوم، والأستاذ أحمد محمد نعمان، والشيخ على محمد المطري … عوامل واسباب دفعت الزعيم الناصر جمال إلى توقيع إتفاقية جدة والتصالح مع السعودية وبشعار العمل العربي المشترك ضد الصهيونية … وبعد ذلك بفترة وخاصة مع إصرار الملك فيصل بسحب القوات المصرية والسعي لإقامة “الحلف الإسلامي المقدس” والمماطلة في تنفيذ إتفاق جدة، أتضح لعبد الناصر بان السعودية مخادعة ومستمرة في التدخل في الشؤون الداخلية لليمن .. وبمناسبة عيد العمال 1 مايو 1966م وجه عبدالناصر إنذاراً حاسماً للسعودية وقال : “بأنه سوف يضرب قواعد العدوان ويحتلها إذا وقع عدوان أو تسلل من السعودية لليمن .. وأضاف قائلاً أننا نستطيع أن نعزل السعودية كلياً عن اليمن ونأخذ جيزان ونجران واصلها منطقة يمنية أغتصبها السعودييون من اليمن أغتصاباً بالغزو” …

” وكان الزعيم ناصر يدرك أنه لن تسقط إسرائيل قبل أن تسقط الرجعية السعودية وتوابعها ولن ترحل أمريكا من المنطقة قبل أن ترحل السعودية، وكان حذر من تَمسكن السعودية وكان يقول كلما تمسكنت السعودية كانت تُعد لي مؤامرة” … “تاريخ آل سعود”

 

وتبقى جملة وكان ماكان والنار الناصرية خلفت رماداً إسمه السادات في مصر والمخلافي عبدالملك في اليمن … والنظام الوطني التقدمي في اليمن الديمقراطية لم يكن ماركسياً ولا حتى أشتراكياً، بل ثورة وطنية ديمقراطية بأفق إشتراكي حسب توصيف مؤسس الحزب الإشتراكي الحاكم في عدن الشهيد عبدالفتاح إسماعيل” … كتاب الثورة الوطنية الديمقراطية للشهيد عبدالفتاح إسماعيل ..

والثورة الوطنية تعني التحرر من الإستعمار سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، ومعادي لأمريكا والصهيونية والرجعية السعودية، والنظام الوطني في عدن حقق مجانية التعليم والصحة والوظيفة العامة حق للجميع، والمواطنة متساوية للجميع شمالاً وجنوباً … وقالوا نظام ماركسي ملحد وهذا العالم والشيخ محمد سالم بيحاني كان يصول ويجول في اليمن الديمقراطية، مذيعاً في الإذاعة ومؤلف للكتب الفقهية ومعارضاً لقانون الأسرة، ومفتياً شرعياً بجواز تحديد النسل وهو لم يخلف لا ذكر ولا أنثى، توفي الشيخ البيحاني رحمه الله في تعز 1975م بعد عودته من الحج في طريق عودته إلى عدن … وفقط أنظروا لما حل باليمن الجنوبي بعد دخول الإسلام السعودي والتحرير السعودي … كفى ياهؤلاء، ورحم الله أمرءٍ عرف قدر نفسه فأراح واستراح

 

كل الانظمة الملكية في الوطن العربي أوجدها الإستعمار الإنجليزي، كيانات وحكام فأصبحوا دمى تنفذ سياسة الإستعمار، بإستثناء النظام الملكي الإمامي الوطني في اليمن فالإمام يحيى حميد الدين هو رمز الإستقلال الوطني الأول من الإحتلال التركي العثماني في 1915م والإمام أحمد حميد الدين قاهر بني سعود في 1934م وحرر الساحل الغربي للبحر الأحمر من ميدي حتى بيت الفقية من الإحتلال السعودي … تلك حقائق تاريخية دامغة للخارج قبل الداخل … والإمام يحيى برر إنغلاق اليمن عن الخارج كحماية له من الإستعمار وأن الشركات الإستثمارية الغربية تجلب الفقر للشعوب مستشهداً بالإحتلال الإنجليزي بالهند والشركات البريطانية في الهند التي أفقرت الشعب الهندي، وعندما تنازع الإمام أحمد حميد الدين وهو في سدة الحكم مع بيت المضوني في تهامة على الأراضي، إحتكم إلى القضاء الذي أنصف بيت المضوني ولم يحكم للإمام أحمد .. وإنغلاق الحكم الملكي الإمامي عن الخارج واختراعات العصر هو السبب الرئيسي لسقوط النظام الملكي في اليمن تماماً كما سقط الإتحاد السوفييتي بسبب إنغلاقه عن الخارج واختراعاته المتجددة …

إبراهيم الحمدي

إبراهيم الحمدي

والشهيد ناصر السعيد يشير في كتابه “تاريخ آل سعود” قائلاً(مامن أحد من العملاء في اليمن كان في عهد الأئمة يتجرء علانية وبكل قلة الحياء على الإتصال بالسعودية، كما هي الحال الآن في عهد الإنحلال الذي بدأ الإتصال بالسعودية يأخذ شكل المفاخرة بين العملاء بدءا من إمام المسجد والمؤذن والقاضي والجاسوس والشرطي .. الخ، ومن يخالف رأيها تقتله السعودية مثلما فعلت بإبراهيم الحمدي وشقيقه)

 

وعموماً فان كل ماحدث ويحدث وسيحدث للوطن العربي واليمن أرضاً وانساناً من 1934م – 2016م بسبب الإستعمار الإنجليزي أولاً ثم أمريكا وأدواته الكيان الصهيوني اللقيط والكيان السعودي اللقيط وأذنابهم الخونة والعملاء والمرتزقة سواء بالعدوان العسكري المباشر الأمريكي او الصهيوني أو السعودي أو بالعدوان الغير مباشر ومن الداخل عبر الخونة والعملاء والمرتزقة وكل ماسبق … واكثر من ذلك من جيوش الأنظمة الملكية الخليج والمغرب والأردن والأنظمة الإخوانية تركيا والسودان والأذرع التكفيرية القاعدة وداعش والإخوان والعصابات المسلحة المحترفة بلاك ووتر والجنجويد السوداني تكالبوا واتحدوا إثماً وظلماً وعدواناً على الشعب اليمني العظيم، وشنوا حرباً ضارية من مارس 2015م وحتى تاريخ حضور العدو الحقيقي “جون كيري” وزير خارجية أمريكا الإستعمارية الصهيونية، إلى عاصمة العدوان الرياض ليعلن دعم أمريكا للعدوان على اليمن، ومن أمريكا ذاتها أعلن “عادل الجبير” مندوب العدو السعودي في الأمم المتحدة ولاحقاً وزير الخارجية، أعلن في مارس 2015م الحرب على اليمن وبتصريح كيري تكون أمريكا أعطت الضوء الأخضر للعدو السعودي ليس بإستمرار القتل فحسب … بل لإستخدام أسلحة دمار شامل أمريكية وصهيونية لقتل كل أشكال الحياة في جغرافيا اليمن الصامد إنسان وحيوان ونبات … نعم الموت حق وسنقول لمن أستشهد إنا لله وإنا إليه راجعون .. أمريكا تقتلنا .. امريكا تقتلنا .. أمريكا تقتلنا حتى ينقطع النفس … ونقول لمن يشاهد ويسمع لا حول ولا قوة له … حسبنا الله ونعم الوكيل أولاً واخيراً حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً …

وللأبطال الأبطال الرجال الرجال في ميادين العزة والشرف والكرامة والكبرياء والشموخ نقول لكم .. إن الله لا يضيع أجر من احسن عملا .. امريكا تقتلنا .. أمريكا تقتلنا .. وكفى بالله هادياً ونصيراً