الجديد برس : مقالات واراء
بقلم / ضيف الله الشامي
لم يكن بالمتثاقل الذي يحتاج إلی أن يخاطب ويدعی للنفير … بل كان صوته هو النفير بكله.
تشرب هدی القرآن عملا قبل أن يقرأه قولا ، وثار دمه بحرارة الحرية ورفض الظلم قبل أن تثور حنجرته مزمجرة في وجوه الطغاة والمستكبرين..
عاش حياة البسطاء فكان حبيبهم ، وأقتات قوت الفقراء فكان نصيرهم ، وعانی التشرد والحرمان والمطاردة فكان للمشردين والمطاردين أنيسهم.
ذاك هو “لطف” من ريعان شبابه وعمره 14 عاما بحث مع أقرانه بعد الحرب اﻷولی 2004م علی منطقة مران عن كيف يكونوا جزءا من هؤلاء المستضعفين وجنودا ضمن ركاب المجاهدين ..
التحق مع رفاقه بمجاميع المؤمنين منذ2005م ولم تشهد جبهة من جبهات القتال إحتداما إلا وله فيها صولة وجولة ، فسل عنه الخوبة والجابري تنبيك عنه القطعة وكتاف وإستفسر عنه في تعز والجنوب يحدثك عنه مأرب والجوف…
” لطف” كان جزءا من الثبات لكل من شاركهم في المواجهات ، وصوته وزوامله شكلت مع أشعار رفيقه الشهيد/ النمري ثنائي العطاء والتضحية وصوت الحق شعرا ولحنا وأداءا.
“لطف ” خلاصة الوفاء ، وصدق الولاء ، ورمز التضحية والفداء..
“لطف ” نموذج لمن قال عنهم الشهيد القائد :(عمليون لا يهدأ لهم بال)..
لذا أستطيع القول أن الشهيد (لطف القحوم) يعيش بيننا وعبر اﻷجيال بصوته وتراثه وألحانه ونشعر به كما نشعر بالشهيد/ عبد المحسن النمري بقصائده وأشعاره.
“لطف ” حل ضيفا لدی “اللطيف” فهل هناك من سيكون ألطف به منه..؟!
اللهم إمنحنا من لطفك وكرمك ما منحت به شهيدنا لطف ورفاقه ومن سبقه من الشهداء ووفقنا إلی كل خير وإهدنا إلی كل بر وإلحقنا بهم شهداء علی ما أستشهدوا عليه وحسن خاتمتنا بالشهادة يا أرحم الراحمين.