الجديد برس:
ذكرت وسائل إعلام عبرية، اليوم الثلاثاء، أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لا يعطي الأولوية لملف الأسرى الإسرائيليين لدى حركة “حماس”.
وأوردت صحيفة “هآرتس” العبرية أن الناطق باسم “الجيش” الإسرائيلي قام أمس الإثنين بتحديث عدد الأسرى والمفقودين إلى 222، مشيرةً إلى أن “عدداً غير قليل منهم هم من الرعايا الأجانب”.
ولفتت الصحيفة إلى وجود “قلقٍ متزايد من أن فرص إطلاق سراح المخطوفين الذين يحملون جنسية أجنبية أعلى من فرص أولئك الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية”.
وأضافت أنه “في حين أن المخطوفين الذين يحملون جنسية أجنبية لديهم حكومات تبادر إلى العمل على إطلاق سراحهم من خلال مفاوضات، على سبيل المثال بوساطة قطر، فإن الانطباع هو أن المخطوفين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية يحتلون المرتبة الثانية في الأولويات الوطنية، بعد الهدف الرئيسي للحرب، وهو إسقاط حماس”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “نتنياهو استغرق 9 أيام من بداية الحرب للقاء ممثلي عائلات الأسرى والمفقودين”، موضحةً أنه “نادراً ما يشير إليهم في خطاباته”.
وفي اجتماع نتنياهو مع ممثلي العائلات، حدد عودة الأسرى كأحد أهداف حربه على غزة، لكنه لم يعطه الأولوية على الأهداف الأخرى، وفق “هآرتس”.
وبحسب ما تابعت، قالت مصادر في الإدارة الأمريكية في واشنطن أمس لصحيفة “نيويورك تايمز” إن الولايات المتحدة نصحت “إسرائيل” بتأجيل الهجوم البري على غزة من أجل كسب الوقت في الجهود المبذولة لتحرير الأسرى.
بدورها، أفادت شبكة “سي إن إن” الأمريكية بأن الإدارة ضغطت على القيادة الإسرائيلية لتأجيل الغزو البري في ضوء التقدم في المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى.
ووفق الصحيفة، فإن مطالب الأمريكيين تؤكد الخشية من أن الهجوم البري سيجعل من الصعب التفاوض على إطلاق سراح الأسرى، بل إنه ينطوي على استعداد للمخاطرة بالتخلي عنهم.
“هآرتس”: لن نغفر لهم إذا تخلوا عن الأسرى
وفي مقابلة نُشرت يوم الجمعة الماضي في ملحق صحيفة “هآرتس”، قال دافيد ميدان، عميل “الموساد” السابق الذي قاد المفاوضات لإطلاق سراح جلعاد شاليط (جندي إسرائيلي سابق أسرته حماس عام 2006)، إن “نافذة الوقت لتحرير الأسرى محدودة للغاية، يجب إنهاء الأمر في غضون أسبوع”.
وأكدت الصحيفة أنه “سباق مع الوقت”، مشددةً على أنه “ليس لإسرائيل تفويض بالتخلي عن حياة مواطنيها، ويجب ألا يصبح هذا الواجب الأخلاقي الأسمى قضية سياسية، يتم التعامل معها وفق الانتماء إلى هذا المعسكر السياسي أو ذاك”.
كذلك، اعتبرت “هآرتس” أنه لا يمكن لرئيس “إسرائيل” ورئيس حكومتها وقادتها و”الجيش” الإسرائيلي أن ينظروا مباشرةً إلى عائلات الأسرى وإلى كل الإسرائيليين، “والقول لهم إن هناك هدفاً أكثر إلحاحاً من إعادة الأسرى إلى ديارهم”.
وبحسب ما تابعت، “إذا تخلوا عن الأسرى، لن تكون لهم مغفرة”.
يُشار إلى أن الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أعلن أمس، إطلاق سراح أسيرتين إسرائيليتين، عبر وساطة مصرية قطرية.
وأكد أبو عبيدة أن ذلك يأتي “على الرغم من أن العدو الإسرائيلي رفض، منذ يوم الجمعة الماضي، قبول استلام الأسيرتين، اللتين قررت كتائب القسام الإفراج عنهما لدواعٍ إنسانية ومرضية قاهرة”.
يُذكر أن أبو عبيدة أعلن قبل ذلك إطلاق سراح أسيرتين أمريكيتين “لدواعٍ إنسانية”، استجابةً لجهود قطرية. وأكد حينها أن “إطلاق سراحهما جاء لتثبت القسام للشعب الأمريكي وللعالم أن ادعاءات الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وإدارته الفاشية، هي ادعاءات كاذبة”.
والأسبوع الماضي، أعلن أبو عبيدة أن المقاومة تمتلك مجموعة من المحتجزين من جنسيات متعددة، موضحاً أنه تم “جلبهم في أثناء المعركة، ولم تكن هناك فرصة في التحقق من هوياتهم”.
ودعا كل دول العالم إلى “تحذير حملة جنسياتها من القتال في صفوف جيش العدو الإسرائيلي”، معلناً أن المقاومة ستقوم بإطلاق سراح الأسرى الأجانب لديها “إذا توافرت الظروف اللازمة لذلك”.