الجديد برس:
ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أن الضغط على رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، للاستقالة “عقيم، وغير مُجدِ”، مؤكدةً أن احتمال الاستقالة غير موجود بالنسبة له، وأن “توقع استقالته يشبه توقع أن يُنهي حياته”.
وفي مقاله في الصحيفة الإسرائيلية، قال الكاتب والصحافي الإسرائيلي، يوسي ليفي، وهو مؤلف كتاب “فقط بيبي” الذي انتقد فيه نتنياهو، إن “نتنياهو لا يعتقد أنه ملك، بل إنه مقتنع بذلك”.
ومؤكداً على عمق الأزمة المتفاقمة في كيان الاحتلال، أشار ليفي إلى أن “إسرائيل ونتنياهو في تضاربٍ حاد في المصالح منذ عدة سنوات”، قائلاً إن “ما هو جيد لإسرائيل سيء لنتنياهو، والعكس صحيح”.
وبشأن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزّة، لفت مقال الصحيفة إلى أن مصلحة كيان الاحتلال العسكرية والأمنية والاقتصادية والدبلوماسية والسياسية هي “خوض معركةٍ قصيرة”، مُشدداً على أن هذه هي العقيدة الأمنية لـ”إسرائيل” منذ تأسيسها، ومُشيراً إلى أنه لدى نتنياهو مصلحة شخصية وسياسية معاكسة، وهي “شن حرب استنزاف ومعركة طويلة”، وذلك بهدف كسب الوقت للنجاة من كارثةٍ انتخابية.
وتطرق المقال إلى الخطأ الذي تورط الاحتلال فيه بمعركةٍ طويلة في قطاع غزة، مُذكراً بأنّ كيان الاحتلال يفتقر إلى العمق الجغرافي، ولكون “جيشه” مبني بشكلٍ أساسي على جنود الاحتياط، وأن التجنيد المطول لمئات الآلاف من شأنه أن يؤدي إلى كارثة اقتصادية، فإنه يبتعد كثيراً عقيدته الأمنية.
ولفت إلى أن طول المعركة من شأنه أن “ينقذ نتنياهو ويؤجل بشكلٍ كبير نقاشاً عاماً لاذعاً حول مسؤوليته وذنبه”، موضحاً أن رئيس حكومة الاحتلال سيستخدم “الحجّة المعروفة باسم سكوت”، في إشارةٍ إلى التذرّع بالقتال والوضع الأمني.
وهاجم المقال نتنياهو واصفاً إياه بأنه “ضحى دائماً بالمصالح الاستراتيجية من أجل مكاسبه الشخصية الآنية”، ومُذكراً بأن أول من شخص ذلك كان رئيس حكومة الاحتلال الأسبق، إسحاق شامير، والذي وصف نتنياهو بأنه “ملاك التخريب الذي سيعطي الأولوية دائماً لصالحه الشخصي”.
وطالب ليفي في مقال “هآرتس” بوجوب “توجيه الغضب العام الهائل ضد أشخاصٍ محددين”، مُشيراً إلى أن القضية الوحيدة التي تهم نتنياهو ومن حوله هي بقاءه السياسي، وواصفاً استطلاعات الرأي التي تكشف تراجع دعم نتنياهو في كيان الاحتلال والمسيرات والمظاهرات الضخمة، بأنها “لن تساعد”.
ودعا إلى وقفاتٍ احتجاجية بالقرب من منزلي رئيسة “المحكمة العليا” في كيان الاحتلال، إستير حيوت، ورئيس الكيان، إسحاق هرتسوغ، مُعتبراً أنها “المرحلة الأولى من الإطاحة بنتنياهو”.
وفي موازاة ذلك، حسبما طالب مقال الصحيفة الإسرائيلية، فإنّه توجد حاجة إلى وقفاتٍ احتجاجية بالقرب من منازل بيني غانتس وغادي آيزنكوت وجدعون ساعر، تدعوهم إلى الخروج من “مقصورة نتنياهو”، كما اعتبر أن الخيار الوحيد هو تصويت بناء بحجب الثقة الآن عن نتنياهو، واتخاذ قرار بانتخابات جديدة في غضون ستة أشهر.