الجديد برس:
علقت وسائل إعلام عبرية على التهديدات اليمنية التي تمنع السفن المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من المرور في البحرين العربي والأحمر، والتي تبنّت قوات صنعاء الالتزام بتنفيذها في حال لم تدخل قطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء.
وقال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية في كيان الاحتلال “أمان”، تامير هايمن، إن التهديد اليمني هو مشكلة للأمن القومي الإسرائيلي وهو “تهديد خطير جداً على المستوى الاستراتيجي لحرية الملاحة الإسرائيلية”.
وأشار إلى أن التهديدات اليمنية ستنعكس على الإسرائيليين من حيث غلاء المعيشة، مضيفاً أنها عكست أيضاً أن “اليمنيين أصبحوا أكثر تبجحاً ضدنا”.
ومن جانبه، أكد المعلق العسكري في القناة “الـ12” الإسرائيلية، نير دفوري، أن “إسرائيل” تحاول أن توجه رسالة إلى الولايات المتحدة الأمريكية مفادها أن التهديدات اليمنية ليس مشكلتنا بل هي مشكلة عالمية، لافتاً أن الرسالة الإسرائيلية تعمل على الدفع باتجاه أن “المعالجة لا ينبغي أن تكون من قبلنا فقط، بل من الآخرين أيضاً”.
ولفت دفوري إلى أن “إسرائيل” تحاول تصدير الأمر بأن التهديدات اليمنية تلحق الضرر بمسار الملاحة والتجارة العالمية ككل، لذلك من المهم أن تتم معالجة الأمر عالمياً وليس من قبل “إسرائيل” لوحدها.
من ناحيته، قال كبير الاقتصاديين في شركة BDO الاستشارية، لحِن هرتسوغ إن “تهديد الحوثيين للشحن البحري إلى إسرائيل يمكن أن يؤدي إلى ثمن اقتصادي باهظ لتكلفة المعيشة وسلسلة التوريد. فحجم واردات البضائع إلى إسرائيل يبلغ نحو 400 مليار شيكل سنوياً، 70% منها تأتي عن طريق البحر”.
ويوضح هرتسوغ أن تأثير التهديد اليمني يتجلى في ثلاثة مستويات: الأول هو زيادة تكاليف التأمين على النقل البحري إلى “إسرائيل”، نتيجة زيادة المخاطر، المستوى الثاني هو تأثير تغيير مسار السفن من الشرق إلى “إسرائيل”، حيث بدلاً من المرور عبر مضيق باب المندب والبحر الأحمر، ستضطر إلى استخدام مسار إبحار مختلف يدور من حول القارة الأفريقية. وهذا يعني تمديد وقت الإبحار لمدة 30 يوماً، وزيادة سعر الشحن البحري.
ويمكن التعبير عن المستوى الثالث في حقيقة أن شركات الشحن الأجنبية ستتجنب الوصول إلى الموانئ الإسرائيلية كلياً، من أجل تجنب المخاطر، أو بسبب قيود شركات التأمين.
“إسرائيل” تعيش حصاراً بحرياً بفعل تهديدات اليمن
وفي سياق متصل، أكد مسؤول إسرائيلي أن “إسرائيل” تعيش حصاراً بحرياً بفعل تهديدات اليمن، فيما تحدث الإعلام العبري عن التكلفة المرتفعة في حال قررت السفن الدوران حول أفريقيا من أجل الوصول إلى “إسرائيل”.
وقال نير دفوري، المعلق العسكري في “القناة 12” إن السفن ذات الملكية الإسرائيلية أو التي تريد الوصول إلى “إسرائيل” والمرور من باب المندب والبحر الأحمر، يتوجب عليها الدوران حول أفريقيا، مقراً أن هذا يعني “تأخير ثلاثة أسابيع في التزود بالبضائع، وسيؤدي هذا إلى رفع بدلات التأمين”، وأن لهذا “تأثيراً عالمياً”.
بدوره، علق تساحي هنغبي، رئيس مجلس “الأمن القومي” الإسرائيلي على التهديدات التي أطلقتها صنعاء دعماً لغزة، كاشفاً أن “إسرائيل” تعيش حصاراً بحرياً. مضيفاً أن “رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، تحدّث عن هذا الأمر مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، والمستشار الألماني، أولاف شولتس، ومع الرؤساء، الفرنسي والألماني والبريطاني”.
وكانت قوات صنعاء أعلنت السبت، منعها السفن المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من المرور في البحرين العربي والأحمر، إذا لم تدخل قطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء، مؤكدةً أن المنع يأتي لأي سفينة من أي جنسية كانت.
وجاء هذا القرار بعد تنفيذ صنعاء عدداً من العمليات ضد سفن إسرائيلية، دعماً للمقاومة الفلسطينية، التي تواجه العدوان الإسرائيلي منذ أكثر من شهرين. إذ استهدفت، الأحد الماضي، سفينتين إسرائيليتين في باب المندب، هما “يونتي إكسبلورر” وسفينة “نمبر ناين”، بُعيد استئناف الاحتلال عدوانه على قطاع غزة.
وفي الـ19 من الشهر الماضي، نجحت قوات صنعاء في احتجاز سفينة “غالاكسي ليدر” الإسرائيلية في البحر الأحمر، الأمر الذي أثار مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى إلغاء خطوط الشحن إلى الأراضي المحتلة.