الأخبار المحلية عربي ودولي مقاطع فيديو

كتائب القسام تنشر فيديو تسخر فيه من إعلان الاحتلال السيطرة على “أكبر نفق” في شمال غزة

الجديد برس:

نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، مقطع فيديو تحت عنوان “وصلتم متأخرين”، يتهكم من إعلان الاحتلال الإسرائيلي سيطرته على نفق كبير للمقاومة في شمال قطاع غزة.

ويظهر في الفيديو الذي نشرته كتائب القسام على قناتها في تليغرام، الإثنين، جانباً من عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر قبل شهرين.

في حين يبدأ الفيديو بمشاهد لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مع جنود إسرائيليين وهم داخل النفق الحدودي ويقع على مسافة 4 كيلومترات، قبل أن ينتهي المقطع باقتحام المقاومة لقاعدة عسكرية للاحتلال يوم طوفان الأقصى.

وجاء الفيديو بمثابة تهكم على إعلان الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، العثور على أكبر نفق في شمال غزة طوله 4 كيلومترات، بعد أكثر من 70 يوماً من بدء الحرب الأخيرة على القطاع، وهو ما أشار إليه عنوان المقطع المصور “وصلتم متأخرين”.

يشار إلى أن المقاومة لم ترفق الفيديو بأي تصريحات، لكنها أرفقته بعبارة: “وصلتم متأخرين.. المهمة أُنجزت”، باللغات العربية والعبرية والإنجليزية.

 

وأظهرت المشاهد التي نشرها الاحتلال للنفق يوم الأحد، مسارعة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى زيارة مدخله وأخذ الصور هناك، في مسعىً واضح لتظهير “إنجاز عسكري” لقوات الاحتلال بعد 70 يوماً من الحرب وبعد أكثر من 50 يوماً من القتال البري، وكون كشف أنفاق المقاومة هو أحد أبرز أهدافه المعلنة لهذه الحرب.

مدخل النفق محاذٍ للسياج الفاصل في أقصى شمالي القطاع

ولكن موقع النفق وتفاصيله تكشف أن الإنجاز العسكري الإسرائيلي فارغ من أي قيمة حقيقية، فبحسب ما نشره الاحتلال نفسه، يظهر أن مدخل النفق المكتشف بعيد أقل من 400 متر عن السياج الفاصل على الحدود الشمالية الشرقية للقطاع، أي فعلياً، يقع هذا النفق مقابل موقع إيريز العسكري مباشرة، وفي منطقة حاصرها الاحتلال في الأيام الأولى للحرب، حتى قبل إعلانه بدء العملية البرية في القطاع.

وتعكس حاجة الاحتلال إلى 70 يوماً من الحرب لاكتشاف نفق ضخم واحد، في منطقة مفتوحة ويسيطر عليها بالنار ويشرف عليها من مواقعه، الصعوبة البالغة التي تعترض مهمة قوات الاحتلال المعلنة بتدمير أنفاق المقاومة، ولا سيما في المناطق العمرانية التي تواجه فيها مدرعاته معارك ضارية مع المقاومين.

 

حجم النفق يظهر أنه ليس نفقاً دفاعياً

ومن خلال الالتفات إلى حجم النفق وطبيعة بنائه، يظهر أنه نفق معدّ للأعمال الهجومية، وهو ما أكده اليوم فيديو الإعلام الحربي في كتائب القسام، الذي أشار إلى ارتباطه بنقل القوات الموكلة تنفيذ عملية “طوفان الأقصى”، وأن مهمته تحققت بالفعل.

إذ تخصص هذه الأنفاق الطولية التي تمتد لكيلومترات، لنقل القوات من منطقة إلى أخرى بشكل سريع، مع آلياتها الثقيلة والخفيفة، بشكل سري وخفي من تحت الأرض، لمواجهة قدرة الاحتلال على رصدها عن بعد، وبالتالي الحفاظ على قدرة هذه القوات على مباغتة العدو، وهو ما تحقق بشكل تام وناجح في 7 أكتوبر.

ولا يخصص هذا النوع من الأنفاق للأعمال الدفاعية أو للتسللات خلف خطوط العدو، إذ إن حجمه وامتداده الطولي، يجعله غير مناسب للأعمال الدفاعية التي تحتاج إلى أنفاق تتسع إلى عدد قليل من المقاومين، مع عتاد مخصص للأعمال القتالية الخاصة “الكومندوس”، وهو ما أظهرته مشاهد العمليات الخاصة للمقاومة في جحر الديك وبيت حانون وغيرها.

فالأنفاق الدفاعية تكون عادة متفرعة ومتفرقة وتجتمع في عقد محددة، منعاً لسقوطها جميعاً في حال اكتشاف أحدها، إضافة إلى كونها تتضمن فتحات قريبة من السطح للقيام بأعمال الاستطلاع والتسلل، بينما هذا النفق يمتد، بحسب اعتراف الاحتلال، على عمق 50 متراً تحت الأرض وطولياً لمسافة 4 كيلومترات إلى ما يرجح الاحتلال أنها منطقة ما في مدينة غزة أو بالقرب منها.

صدمة للاحتلال: أنفاق المقاومة متطورة إلى درجة كبيرة

بدت الصدمة واضحةً على وجه غالانت وضباطه في النفق، المصفح بالفولاذ الدائري والمدعم بأعمدة إسمنتية وفولاذية، وهو ما يظهر حجم الاتقان والعمل المحترف لقوات القسام الموكلة بمهمات حفر الأنفاق، ويفتح الباب أمام الاحتلال لتوقع الأسوأ لناحية قدرة أنفاق المقاومة على مواجهة صواريخه وقنابله في هذه الحرب.

كما ظهرت تجهيزات داخل النفق من قنوات تصريف مياه وصرف صحي، ما يؤشر إلى قدرة هذه الأنفاق على مواجهة خطر السيول، وهو ما يعيق فكرة “إغراقها بالماء” التي كان يراهن عليها الاحتلال وصرحت وسائل إعلام إسرائيلية عنها أكثر من مرة.

كما يظهر عمق النفق قدرة المقاومة على التحصن تحت الأرض في أماكن يكاد يكون من المستحيل على أي أسلحة خارقة للتحصينات الوصول إليها، وهو خبر سيئ جداً للاحتلال الذي يمتلك أنواعاً من القنابل الخارقة، معظمها أمريكي، يمكنها اختراق ما يقارب الـ20 إلى 30 متراً تحت الأرض كحد أقصى.

ويشير هذا النفق، إضافة إلى ذلك، إلى حجم تقدم القدرات الأمنية للمقاومة، التي حافظت على سرية هكذا منشأة ضخمة لسنوات، وتمكنت من إخفائها عن أعين العدو وأجهزته الأمنية واستخباراته المحدقة بالقطاع، على الرغم من اشتراك عشرات وربما مئات المقاومين في إنجازه.

كما يبدو أن الكشف عن هذا النفق يكشف أحد أسرار نجاح المقاومة في 7 أكتوبر في نقل مئات المقاومين من داخل القطاع إلى أطرافه بسرعة كبيرة ومع آلياتهم المزودة برشاشات وكميات كبيرة من الأسلحة، من دون نجاح العدو في التحرك ضدهم، وهو ما يؤكد حجم الإعداد المتفوق والنوعي للقسام، ويدحض سردية الاحتلال التي حاول نشرها عن أن العملية كانت “بسيطة” ولكن المشكلة كانت فقط من جهة قواته وجاهزيتها.