الجديد برس:
تناولت مجلة “ريسبونسابل ستيتكرافت” الإلكترونية، التابعة لمعهد “كوينسي للدراسات” الأمريكي، يوم الثلاثاء، تقريراً تحدثت فيه عن الهجمات من اليمن في البحر الأحمر.
وقالت المجلة فيه إن اليمنيين “هم سادة الحرب غير المتكافئة وقد حققوا أهدافهم إلى حد كبير”، مضيفاً: “من بين الأهداف فرض التكاليف على إسرائيل وحلفائها، وإظهار نفوذهم الإقليمي، وتعزيز الدعم المحلي”.
ووفقاً للمجلة، “ليس لدى الولايات المتحدة وحلفائها خيارات جيدة عندما يتعلق الأمر بالتعامل” مع اليمنيين، مؤكدةً أنهم في اليمن “يمتلكون حتى الآن اليد العليا في مباراة ملاكمة الظل مع الولايات المتحدة”.
وأضافت أنهم في اليمن “يستمدون الدعم والإشادة من الدول والشعوب الإسلامية الأخرى لوقوفهم إلى جانب الفلسطينيين في غزة”.
وفي حين أن “التكاليف العالمية للهجمات اليمنية على الشحن البحري تتزايد بشكل مطرد”، بحسب التقرير الأمريكي، فإن “الهجمات تحقق مكاسب سياسية وحتى استراتيجية كبيرة لليمن، الذين يبدو أنهم ينتصرون في جبهة العلاقات العامة داخل اليمن وخارجه”.
ولقد أدت الهجمات البارزة، وفقاً للمجلة الأمريكية، إلى “إثارة الفخر الوطني” لدى العديد من اليمنيين.
وجاء في التقرير أن عمليات الاتصالات الاستراتيجية المتطورة التي يقوم بها اليمنيون “تلفت انتباه الجماهير المحلية والدولية إلى كل هذه الهجمات”.
وقالت مصادر يمنية لمجلة، إن الهجمات أدت إلى “تدفق التبرعات للمجهود الحربي من الشركات اليمنية والمواطنين الأفراد”، وتمثل هذه الهجمات “دليلاً على الامتداد الجغرافي لليمنيين وبروزهم كقوة إقليمية”، حيث أن اليمنيين “يتمتعون بقدرة قوية على الصمود والتكيف”.
ومنذ 7 أكتوبر، بحسب المجلة، “ركزت الولايات المتحدة وحلفاؤها على الإجراءات الدفاعية التي تهدف إلى اعتراض صواريخ اليمنيين وطائراتهم بدون طيار”.
وتكاليف هذه التدابير تتزايد باطراد، بحسب التقرير الأمريكي، ولا تستطيع الولايات المتحدة وحلفاؤها الاستمرار بسهولة في إنفاق أعداد كبيرة من الصواريخ النادرة التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات للقضاء على الطائرات بدون طيار التي قد لا تتجاوز تكلفتها ألف دولار.
وجاء في التقرير أنه حتى الآن، لم يستخدم اليمنيون سوى جزء صغير من الطائرات المسلحة بدون طيار والصواريخ التي يمتلكونها حالياً.
وذكر التقرير أن اليمنيين لم يستخدموا طائراتهم بدون طيار وصواريخهم الأكثر تطوراً بعيدة المدى، مؤكداً أنهم “يمتلكون أعداداً كبيرة من الألغام البحرية، بما في ذلك الألغام النفوذية التي يصعب اكتشافها”.
وقالت المجلة إن اليمنيين “سوف يردون على الضربات التي تقودها الولايات المتحدة من خلال مهاجمة البنية التحتية للطاقة في السعودية والإمارات”.
وسيقوم اليمنييون، وفقاً للمجلة، بـ”نشر صواريخ أكثر تطوراً وطائرات بدون طيار مسلحة”.
وفي حين أنه “من المرجح أن تكون السفن الحربية الأمريكية وقوات التحالف قادرة على الدفاع عن نفسها ضد هذه الأسلحة، فإن الشحن التجاري، وخاصة الناقلات، ستكون عرضة للخطر بشكل متزايد”.
لقد أغلق اليمنييون، وفقاً للمجلة، بالفعل باب المندب أمام العديد من شركات الشحن العالمية، قائلةً إن “الصراع الشديد الحدة في باب المندب وما حوله يعني أن حركة الشحن في البحر الأحمر قد تضاءلت أو حتى توقفت تماماً لعدة أشهر”.
لقد حقق اليمنيون، حسب المجلة الأمريكية، “أهدافهم إلى حد كبير من خلال فرض التكاليف على “إسرائيل” وحلفائها، وإظهار نفوذهم الإقليمي، وتعزيز الدعم المحلي”.
يأتي ذلك في وقت أكد وزير الدفاع في حكومة صنعاء، محمد العاطفي، أن موقف اليمن بشأن البحر الأحمر ثابت، مشدداً على أن “القوات المسلحة اليمنية في جاهزية عالية وعلى أهبة الاستعداد القتالي للتعامل مع كل الخيارات والفرضيات المحتملة”.