الأخبار المحلية

خيارات أمريكية لضرب “أنصار الله” ومسؤولون يكشفون سبب العجز عن قصف أي أهداف عسكرية لها في اليمن

الجديد برس:

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال”، إن جيش الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقود تحالفاً عسكرياً في البحر الأحمر، يتكون من 10 دول، أعد خيارات لضرب “الحوثيين”، نتيجة استمرار هجماتهم وتصاعدها في البحر الأحمر.

وأشارت الصحيفة الأمريكية المتخصصة بالشؤون الاقتصادية، إلى صعوبات تواجه الجيش الأمريكي في ضرب الأهداف التي حددها لـ”الحوثيين” في اليمن.

يأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة قوات صنعاء عملياتها الهجومية على السفن المتوجهة إلى “إسرائيل”، وهو الإجراء العملي للقرار الذي اتخذته صنعاء بحظر نشاط السفن الإسرائيلية والمرتبطة بـ”إسرائيل” في البحر الأحمر، مشترطة لإيقاف ذلك وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وإدخال ما يحتاجه أبناء القطاع من غذاء ودواء.

ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أمريكيين، أن جيش الولايات المتحدة يواجه تحديات تعرقل ضرب أهداف للحوثيين في اليمن، منها “أن كثيراً من أنظمة أسلحتهم متحركة”.

وأصدرت قوات صنعاء، الأربعاء، بياناً قالت فيه إنها نفذت عملية استهداف لسفينة (CMA CGM TAGE سي إم أي سي جي إم تيج) كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة، وذلك بعد رفض طاقمِ السفينة الاستجابة لنداءات القوات البحرية اليمنية بما في ذلك الرسائل التحذيرية النارية”.

وأكدت قوات صنعاء “استمرار حركة الملاحة في البحرين الأحمر والعربي إلى كافة الوجهات حول العالم باستثناء موانئ فلسطين المحتلة”.

وحذرت من أن “أي اعتداء أمريكي لن يمر دون رد أو عقاب”، كما حذرت قوات صنعاء الولايات المتحدة أو غيرها من “أي اعتداء أو إجراء يمثل حماية للسفن التجارية التي تذهب إلى الكيان الصهيوني”.

أمريكا تفشل في إقناع الدول الأوروبية بالتحالف ضد “الحوثيين” في البحر الأحمر

في سياق متصل، أفادت صحيفة “غلوبس Globes” الإسرائيلية، أن التحالف الذي حاولت الولايات المتحدة تشكيله لحماية السفن التابعة أو المتجهة إلى “إسرائيل” من هجمات “الحوثيين” في البحر الأحمر، بدأ يتعثر وأن “إسرائيل أحد أسباب ذلك”، مشيرة إلى أنه إلى الآن لم تنضم أي دولة لها ساحل فعلي على البحر الأحمر إلى هذا  التحالف الدولي.

وأوضحت الصحيفة المختصة بالاقتصاد الإسرائيلي، في تقرير لها، أن التحالف الأمريكي بعد أسبوعين من تشكيله، أصبح متعثراً، ومن بين عشرات الدول التي تواصلت معها الولايات المتحدة للانضمام إليه، أعربت عشر فقط عن استعدادها العلني للمشاركة، وعدد قليل منها فقط أعلن عن مستوى هذه المشاركة، الذي تراوح بين إرسال ضابط اتصال ليعمل على سفينة تابعة للتحالف وإرسال سفينة حربية أو طائرة كاملة إلى المنطقة. 

يرفضون اتهامهم بدعم “إسرائيل”

ومن المنظور الإسرائيلي، فالأكثر إثارة للقلق هو أن أحد الأسباب التي أدت إلى تعثر التحالف الأمريكي هو أن الانضمام إليه أصبح “علامة دعم غير مباشر للحرب الإسرائيلية في غزة”، وفق الصحيفة.

وأضافت الصحيفة أنه لا أحد من قادة أوروبا يصرح بذلك علناً، لكن تقييمات المعلقين والدبلوماسيين في أوروبا تشير إلى أن القضية الإسرائيلية الفلسطينية لها دور مركزي في مسألة الانضمام إلى التحالف البحري.

إذ أعلنت إسبانيا، التي تنتهج سياسة مؤيدة للفلسطينيين، بشكل قاطع أنها لن تشارك في التحالف الجديد، فيما أعلنت فرنسا، التي لديها سياسة أمنية مستقلة غالباً، أن “السفن الفرنسية ستبقى تحت القيادة الفرنسية”.

بينما أعلنت إيطاليا أنها ستعزز وجود قوة بحرية دولية أخرى بقيادة الولايات المتحدة، لكنها لن تشارك في عملية “حارس الازدهار”، وحتى ألمانيا، التي حتى الآن تقدم دعماً أمنياً لإسرائيل، “لا تزال تدرس” ما إذا كانت ستشارك في هذا التحالف.

واعتبرت الصحيفة أن “هذا الموقف المتردد يساعد إسرائيل على أن تفهم جيداً ما تعنيه أوروبا حين تتعهد بالوقوف إلى جانب إسرائيل في أوقات الضيق؛ إدانة الأعمال الإرهابية التي تنفذها حماس– نعم، الامتناع عن المطالبة بوقف إطلاق النار– لا بأس، المساعدات الإنسانية لبناء غزة في اليوم التالي للحرب- بالتأكيد، لكن المشاركة في قوة عسكرية لحماية النقل البحري الحيوي حتى لأوروبا؟ لا”، وفق تعبيرها.

وخاصة في ألمانيا، التي يتحدث ساستها كل يوم تقريباً عن “الالتزام بأمن إسرائيل” وأن ضمان أمنها “جزء من أسباب وجود جمهورية ألمانيا الاتحادية”، يثير التناقض بين الأقوال والأفعال على أرض الواقع مشاعر ضيق وانزعاج، وفق الصحيفة.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن “الترسانة البحرية الأوروبية ليست ضخمة، ولكن في الحالة الراهنة، فالتجاهل الذي تلقاه الولايات المتحدة من الدول الأوروبية قد لا يرمز فقط إلى الخوف من الانحياز إلى إسرائيل، بل أيضاً إلى ضعف التحالف الغربي، الذي كان يفترض أن تكمن قوته تحديداً في كونه جبهة واسعة ومتنوعة من المشاركين”.

وأضافت “غلوبس” أنه “يجوز في الوقت الحالي أن تتردد الدول الأوروبية، بعد العمليات الأمريكية الفاشلة في أفغانستان وليبيا، في الدخول في مغامرة عسكرية لا تزال ملامحها غير واضحة؛ مثل قتال الحوثيين”.

وتابعت الصحيفة “فضلاً عن ذلك، من الممكن أنها تنتظر انتهاء القتال في غزة، وانتهاء أول مرحلتين نفذتهما إسرائيل حتى الآن، والدخول في المرحلة الثالثة التي يفترض أن تتراجع خلالها الأضرار التي تلحق بالمدنيين، وبطريقة أو بأخرى، السفن الوحيدة في المنطقة اليوم هي السفن الأمريكية والبريطانية والفرنسية، وهي ليست كثيرة”. لافتة إلى أن “الرسالة المدوية التي تخرج من مضيق باب المندب إلى العالم أجمع، هي أن الولايات المتحدة تقف بمفردها إلى حد كبير في هذا الجهد”.

أما من الزاوية الإسرائيلية، فقد ثبت “مرةً أخرى أن حليفها الأكثر موثوقية هو واشنطن، وربما بريطانيا، ولكن في الوقت الحالي، تنتهي القائمة عند هذا الحد”، بحسب صحيفة “غلوبس”.

وتبقى بريطانيا هي الدولة الوحيدة حتى الآن التي أعلنت موقفاً حازماً مع الولايات المتحدة؛ حيث نشر وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، خطاباً مفتوحاً مطلع هذا الأسبوع، حذر فيه من أسماهم “الحوثيين” من هجوم واسع النطاق ووشيك.

وتشير التقديرات إلى أن الحكومة البريطانية ترغب في الموافقة على هذا الإجراء في البرلمان، الذي سينعقد الإثنين المقبل 8 يناير الجاري.