الجديد برس:
قالت صحيفة “الغارديان” البريطانية، إن أي عمل عسكري تقوم به الولايات المتحدة ضد اليمن، كرد على الهجمات التي تنفذها قوات صنعاء على السفن المرتبطة بـ”إسرائيل” في البحر الأحمر سيكون خطأ فادحا، مشيرة إلى أن أي مواجهة بين أمريكا وأنصار الله قد تتحول من جهة “الحوثيين” إلى تسوية للحساب، بسبب الدعم الأمريكي للتحالف للسعودية والإمارات في حربهما على اليمن.
وذكر تقرير نشرته صحيفة “الغارديان” يوم الأحد، وأعده محمد بزي، وهو مدير مركز هاجوب كيفوركيان لدراسات الشرق الأدنى، وأستاذ الصحافة في جامعة نيويورك: “هناك جرح آخر يمكن أن يُفتح من جديد إذا استخدمت الولايات المتحدة قوتها العسكرية ضد الحوثيين”، مشيراً إلى خسائر السعودية خلال حربها على اليمن، وأنها رغم هذه الخسائر، خسرت الحرب أيضاً.
وقال التقرير: “أنفقت المملكة العربية السعودية ما بين 5 إلى 6 مليارات دولار شهرياً في قتال الحوثيين في ذروة حرب اليمن، لكنها خسرت فعلياً واضطرت إلى التوقيع على هدنة هشة في عام 2022”.
وأضاف التقرير: “ولا يزال الجانبان (الحوثيون والسعودية) يتفاوضان على وقف دائم لإطلاق النار يتضمن شكلاً من أشكال إطلاق النار، لكن تلك الجهود التي تم تحقيقها بشق الأنفس لتحقيق الانفراج في اليمن أصبحت الآن معرضة للخطر بسبب أزمة البحر الأحمر”.
وقال إنه في حال هاجمت الولايات المتحدة “الحوثيين”، فيمكن لهم إعادة صياغة المواجهة كوسيلة لتسوية حسابات قديمة مع واشنطن، التي قدمت الولايات المتحدة مليارات الدولارات من الأسلحة والتدريب والمساعدة الاستخباراتية لحلفائها في السعودية والإمارات العربية المتحدة خلال حرب اليمن.
وأشار التقرير إلى المعاناة الإنسانية التي خلفتها حرب التحالف في اليمن، لافتاً إلى أن ما ذكرته إحدى وكالات الأمم المتحدة في نوفمبر 2021، والتي قدرت عدد الضحايا بـ 377 ألف شخص بحلول نهاية ذلك العام.
وقال التقرير: “إذا هاجم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الحوثيين في الأسابيع المقبلة، فإن ذلك سيذكّر العالم بأن واشنطن وحلفائها ساعدوا في إثارة أزمة إنسانية استمرت لسنوات في اليمن – وأن الولايات المتحدة تخاطر بإشعال حريق أوسع نطاقاً من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من البؤس في الشرق الأوسط.
وأوضح التقرير أنه “حتى لو حاولت إيران كبح جماح قادة الحوثيين، فمن غير الواضح ما إذا كانوا سيوقفون هجماتهم في البحر الأحمر، مشيراً إلى أن الحوثيين لديهم أولوياتهم الخاصة، حيث اليمنيون يتمتع بتاريخ طويل في دعم القضية الفلسطينية، ويقدم الحوثيون أنفسهم باعتبارهم المجموعة الوحيدة التي تتخذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل، على عكس الفصائل اليمنية المنافسة، التي ظلت صامتة إلى حد كبير منذ الحرب على غزة”.