الأخبار المحلية

تصاعد الصراع بين الإمارات والسعودية في حضرموت

الجديد برس:

في إطار الصراع الإماراتي السعودي في محافظة حضرموت، نفذ المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات تظاهرة في مدينة المكلا أمس السبت، تهدف إلى دعم “قوات النخبة الحضرمية” التابعة للمجلس والمطالبة بتحسين الوضع المعيشي.

وشهدت مدينة المكلا استعدادات غير مسبوقة في الأيام القليلة الماضية، حيث قام المجلس الانتقالي بجهود لجذب واستقطاب أكبر عدد ممكن من السكان للمشاركة في التظاهرة. تهدف هذه الخطوة إلى إظهار قوة وتأثير المجلس في المحافظة، التي يعتبرها جزءاً رئيسياً لدولة الجنوب المستقلة التي يسعى المجلس لاستعادتها بدعم إماراتي.

ويعتقد مراقبون أن المجلس الانتقالي الجنوبي يستخدم هذه التظاهرة كوسيلة لمواجهة منافسيه وأعداءه في حضرموت، في ظل تصاعد النشاط السعودي في المنطقة ومحاولتها تأكيد سيطرتها على المحافظة التي تعتبر ذات أهمية استراتيجية بسبب مساحتها الكبيرة وواجهتها البحرية وثروتها النفطية.

ووفقاً لمصادر محلية، قام المجلس الانتقالي بتوزيع مبالغ مالية كبيرة على عدد من المشايخ والقبائل في حضرموت لحشد المواطنين وتشجيعهم على المشاركة في التظاهرة.

تهدف هذه التظاهرة، التي اعتمدت شعار “النخبة لكل حضرموت”، إلى تعزيز نفوذ المجلس الانتقالي وتأكيد التواجد الإماراتي في المنطقة، وذلك في مواجهة الجهود السعودية لتعزيز نفوذها في المحافظة.

وتسعى السعودية بدورها للحفاظ على ولاء قوى وشخصيات مقربة منها في حضرموت، بهدف تأمين منطقة الساحل وفتح ممر آمن نحو بحر العرب والمحيط الهندي.

ولمواجهة نفوذ المجلس الانتقالي بالمحافظة، شهدت العاصمة السعودية الرياض، قبل نحو شهرين، تأسيس مجلس حضرموت الوطني، بموجب وثيقة سياسية صدرت في ختام مشاورات بين قوى وشخصيات سياسية واجتماعية حضرمية استضافتها العاصمة السعودية الصيف الماضي على مدى شهر كامل وحضرها محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي والسفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر.

ووقفت المحافظة مؤخراً على شفا المواجهة المسلحة بين قوات النخبة التابعة للانتقالي، وقوات “درع الوطن” الخاضعة لإمرة رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، بدعم سعودي.

وذكرت صحيفة “العرب” اللندنية، أن قوات درع الوطن تسعى منذ إنشائها قبل نحو عام بدعم سعودي كبير التمدد خارج مناطق تمركزها في وادي حضرموت بشمال المحافظة باتجاه منطقة الساحل بما في ذلك مدينة المكلا حيث تتمركز بشكل رئيسي قوات المجلس الانتقالي الجنوبي.

ومنعت قوات النخبة الحضرمية قبل نحو أسبوعين رتلاً عسكرياً تابعاً لقوات درع الوطن من التوجه إلى منطقة “حصيحصة” غربي المكلا حيث كان يجري التحضير لإقامة معسكر دائم هناك.

وكانت قد وصلت في أكتوبر الماضي إلى المحافظة تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة لقوات درع الوطن، قادمة من السعودية حيث تم تنظيمها وتسليحها وتدريبها، وشرعت في الانتشار في مديريات الوادي الواقعة ضمن مناطق سيطرة قوات المنطقة العسكرية الأولى التابعة لحزب الإصلاح.