الجديد برس:
أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الإثنين، أن إصرار العدو على مواصلة جرائمه، وارتكابه مجزرةً في مدينة رفح هو إمعان في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني.
وقالت الحركة في بيانٍ لها إن “هذه الجرائم تؤكد أن حكومة الكيان النازية والمجرمة لا تُقيم وزناً للرأي العام ولا لحلفائها من المطبعين”.
وحذر البيان العالم أجمع ولا سيما الدول العربية من أن الهجوم الصهيوني على رفح، يهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من أرضه.
وحملت الحركة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مسؤولية استمرار حرب الإبادة وإمداد العدو الإسرائيلي بالدعم العسكري والمالي والغطاء السياسي.
وفي وقتٍ سابق اليوم، أكدت حركة حماس أن هجوم جيش الاحتلال النازي على مدينة رفح يعد استمراراً في حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني.
وقالت حماس إن “الإدارة الأمريكية والرئيس جو بايدن شخصياً يتحملون كامل المسؤولية مع حكومة الاحتلال عن المجزرة التي ارتكبت في رفح، فجر الإثنين”.
وتأتي الإدانات بعد أن شنت طائرات حربية إسرائيلية سلسلة غارات عنيفة استهدفت العديد من المنازل ومساجد تأوي نازحين، تزامناً مع قصف مدفعي مكثف من قبل بوارج حربية على مدينة رفح.
وأسفرت غارات الاحتلال الإسرائيلي الكثيفة على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة عن عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة مروعة خلال 6 ساعات تقريباً، من فجر اليوم، بمحافظة رفح جنوب قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد كلهم من المدنيين والأطفال والنساء، وصل منهم قرابة 80 شهيداً إلى المستشفيات.
وتابع المكتب أنه “كان لدى الاحتلال النية المبيتة لارتكاب هذه المجزرة المروعة، فبالإضافة إلى قتل 100 شهيد فقد قام بقصف وتدمير واستهداف 24 منزلاً مدنياً آمناً وعدة مساجد ومؤسسات، كما أن جيش الاحتلال لم يراعي ظروف محافظة رفح التي تضم أكثر من 1,400,000 نسمة بينهم قرابة 1,300,000 نازح، في وقت ادعى وزعم سابقاً أنها منطقة آمنة”.
وأفادت مصادر إعلامية ومحلية في قطاع غزة في وقت سابق، بأن عمليات البحث والإنقاذ تأجلت لساعات بسبب القصف الإسرائيلي الوحشي الذي لم يستثنِ المساجد وخيام النازحين، فيما تستمر عمليات انتشال الشهداء ببطء شديد بسبب غياب التجهيزات والدمار الكبير الذي لحق بالمناطق المنكوبة.
من جانبه، أكد مدير مستشفى الكويت في رفح، صهيب الهمص، أن “المستشفى ممتلئ بالجرحى في وضع خطير جداً، ولا يوجد ما يكفي من أدوية وأمصال”.
وأوضحت مصادر محلية أن غارات الاحتلال استهدفت المنازل في مخيمي يبنا والشابورة وحي الصيامات وخربة العدس وأم النصر في نواحي رفح.
كذلك، أفادت بأن الغارات بدأت بعد الساعة الواحدة فجراً واستخدمت فيها أنواع مختلفة من الطائرات المروحية والمسيّرات، فيما مهد الاحتلال لدخوله حي الصيامات بشن أحزمة نارية وتدمير واسع للمنازل المدنية والمساجد في المنطقة.
وذكرت المصادر أن الاحتلال خلال الضربات على رفح دمر أكثر من 14 منزلاً بشكلٍ كامل على رؤوس ساكنيها، فيما تسببت الغارات التي استهدفت مسجد الهدى بإحراقه بشكلٍ كامل ما يؤكد استخدام أسلحة محرمة دولياً.
وأشارت إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم ضد تجمعات مدنية ونازحين قوة نارية كبيرة وقذائف مضادة للتحصينات.
هذا وقالت مصادر إعلامية إن معركة التوغل الإسرائيلي أقصى شمال غربي رفح دارت على مساحة 600 إلى 800 متر وكلها تعرضت إلى دمار كبير.
وأكدت المصادر أن المقاومة خاضت مواجهات بطولية مع الاحتلال الذي استخدم كل أسلحته المتطورة، كذلك استخدم كثافة نارية كبيرة خلال توغل قوة خاصة إسرائيلية.
كذلك، أفادت بأن جيش الاحتلال وُوجه بمقاومة عنيفة لدى دخول إحدى قواته الخاصة حي الصيامات وسط غطاء ناري كثيف.
ووفقاً لرواية شهود من شمال غربي رفح أكدوا أن الاشتباكات بين المقاومة وجيش الاحتلال استمرت لأكثر من ساعة.
بالتزامن مع ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 19 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 164 شهيداً و200 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وذكرت الوزارة، في تقريرها اليومي، أن عدد الضحايا من جراء العدوان الإسرائيلي، المستمر لليوم الـ 129 على قطاع غزة، ارتفع إلى 28.340 شهيداً و67.984 مصاباً، منذ الـ 7 من أكتوبر الماضي.
ولفتت إلى أنه “لا يزال كثير من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، بحيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم”.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، أعلن في مؤتمر صحافي الأربعاء الماضي، أنه أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي من أجل التحرك في محافظة رفح، ونقطتين في وسط قطاع غزة”.