الجديد برس:
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الإثنين، أن واشنطن أظهرت أنها شريك أساسي في جرائم الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن الكارثة التي يشهدها قطاع غزة منذ أشهر أسقطت القناع عن الكذب الغربي.
وشدد على أن المساعي الأمريكية لإنقاذ الاحتلال الإسرائيلي لا زالت مستمرة، ولولاها لما تمكن الاحتلال الإسرائيلي من مواصلة الحرب.
وفيما يخص القرارات الدولية والتغافل عن اتخاذ قرار وقف إطلاق النار، أكد كنعاني في هذا الصدد أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية جدية تجاه وقف الجرائم الوحشية ضد الأبرياء.
وعلق المتحدث الإيراني على المقترح الجديد الذي قدمته الجزائر بخصوص قطاع غزة، قائلاً إنه “سيواجه الفيتو الأمريكي، والاجتماع المقبل لمجلس الأمن سيكشف جدوى المجتمع الدولي أمام هذه الكارثة”.
هذا وذكر كنعاني أن الدبلوماسية الإيرانية منذ بداية العدوان على قطاع غزة وحتى الآن ما زالت مستمرة لبذل ما يمكن من مساعي لوقف الوحشية الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.
وأعرب كنعاني عن تأييد بلاده لقرار الاتحاد الأفريقي الداعي إلى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، ووقف سياسة العقاب الجماعي وجريمة الإبادة، وإلى رفع الحصار، والامتثال إلى قرارات محكمة العدل الدولية الخاصة في قطاع غزة.
وأضاف أن القرار المؤقت لمحكمة العدل الدولية وضع الكيان الإسرائيلي أمام مسؤولية جدية، مضيفاً أن إيران تتوقع من المحكمة الدولية أن تستكمل خطوات تكميلية لتحميل الكيان الإسرائيلي مسؤوليته ومحاكمة مسؤوليه.
هذا وشدد على أن الجمهورية الإسلامية في إيران تطالب المجتمع الدولي بالتحرك القانوني والدبلوماسي لمحاسبة “إسرائیل”.
وفي سياق منفصل، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن علاقات إيران اليوم جيدة مع دول الجوار، مضيفاً: “نشهد خطوات عديدة لتعزيز العلاقات الإقليمية على مختلف المستويات”.
وشدد على أن تعزيز الدبلوماسية والعلاقات مع دول الجوار أولوية أساسية في سياسة إيران الخارجية.
وبشأن العراق، شدد كنعاني على أن التواجد العسكري الأجنبي لا يخدم العراق وأمنه واستقراره، مؤكداً ضرورة خروج القوات الأمريكية من المنطقة لأنها لم ولن تعزز الأمن الإقليمي أبداً بل ستزعزعه.
وتابع أن الشعب العراقي هو من يتخذ القرار حول التواجد الأمريكي على أراضيه، مشيراً إلى أن هناك قرار برلمان واضح وصريح في هذا الخصوص وإيران تدعمه.
وعن لبنان، قال كنعاني إن الأمن والاستقرار في لبنان مهم إقليمياً، وما يحدث في لبنان يمكن أن يؤثر على كل المنطقة.
وسبق أن قال كنعاني إن “موافقة مجلس الشيوخ الأمريكي على 14 مليار دولار كمساعدة للكيان الصهيوني- من جيوب دافعي الضرائب الأمريكيين – هو بمثابة أن نتنياهو والجلادين المشاركون في مسرح المعركة غير المتكافئة في غزه سيحصلون على 100 مليون دولار یومیاً من قبل أمريكا لقتلهم مدنيين فلسطينيين أبرياء”.
يأتي ذلك في وقت حذر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الإثنين، الأمريكيين من سلوكهم المزدوج أي الحديث عن وقف إطلاق النار من جهه وتشجيع الاحتلال الإسرائيلي على مهاجمة رفح من جهة أخرى.
وفيما يخص ازدواجية المعايير التي تحدث عنها الوزير الإيراني، فقبل أيام أكد بايدن لنتنياهو أن “العملية العسكرية في رفح لا ينبغي أن تتم دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ لضمان سلامة ودعم المدنيين هناك”. وعليه فإن بايدن هنا لا يعارض ما يسميها “العملية العسكرية في رفح”، لكن ما يطلبه “خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ”، وهو على عكس تصريحاته الداعية لحماية المدنيين في القطاع وإدخال المساعدات إليهم.