الجديد برس:
دعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أشقاءها على المستويين الرسمي والشعبي في جميع الدول التي تنطلق منها أو تمر عبر أراضيها شحنات المواد الغذائية التجارية إلى الكيان الصهيوني إلى وقفها فوراً، وذلك حتى يرفع الحصار الذي يعاني منه أهل قطاع غزة.
وأوجهت حركة “حماس” رسالة إلى التجار الذين يتعاملون مع الكيان الصهيوني في الدول العربية والإسلامية، حيث أشارت إلى أن هذه التجارة وأرباحها تعتبر مالاً مغمساً بدماء الشعب الفلسطيني، وتساءلت عما إذا كانوا على استعداد لقبول ذلك على أنفسهم، أم أنهم يرضون بأن يأكلوا أموال حرام ملطخة بدماء الشهداء والمظلومين في غزة.
تأتي هذه الدعوة من “حماس” على لسان ممثلها في لبنان أسامة حمدان، في إطار مساعيها لكسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث يعاني سكان قطاع من الجوع والمرض ونقصٍ حاد في المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية الأساسية. وتأمل الحركة في أن يستجيب الأشقاء العرب والإسلاميين لنداءها ويتحركوا لوقف تجارتهم مع الكيان الصهيوني، مما سيسهم في الضغط على الاحتلال لتخفيف وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في غزة.
وأكد القيادي في حركة “حماس”، أسامة حمدان، أن مواقف الاحتلال وردوده على الوسطاء “ما زالت سلبية، وتضع عراقيل كثيرة أمام التوصل إلى اتفاق”.
وتابع حمدان، في مؤتمر صحفي مساء الجمعة، أن حكومة بنيامين نتنياهو “ما زالت تتبنى موقفاً متعنتاً تجاه مطالب فصائل المقاومة، وأهدافه تصطدم بجميع المبادرات المطروحة”.
وقال إن “نتنياهو لا يهمه الإفراج عن أسراه لدى المقاومة، وحمل وفده إلى المفاوضات لاءات أربع، أُولاها لا لوقف العدوان”.
وجدد حمدان النداء من أجل التحرك العاجل وتحدي إجراءات الاحتلال وإدخال المساعدات الإغاثية والغذائية لغزة، براً وبحراً وجواً، داعياً كل الدول التي تنطلق منها أو تمر عبر أراضيها، شحنات المواد الغذائية إلى الكيان الصهيوني، إلى وقفها فوراً.
ودعا القيادي في حركة حماس كل المؤسسات الدولية، بما فيها “الأونروا”، إلى عدم الخضوع لإرادة الاحتلال وعودة العمل في شمالي القطاع، معرباً عن استغرابه قرار برنامج الغذاء العالمي تعليق تسليم المساعدات الغذائية في مدينة غزة وشمال قطاع غزة.
وأشار حمدان إلى أن جريمة التجويع المتعمدة تهدد أكثر من 10 آلاف فلسطيني بالموت، لافتاً إلى أن “ناقوس الخطر إزاء معاناة أهلنا في شمال القطاع دُق”.
وبشأن قرار منع الدخول للمسجد الأقصى، خلال شهر رمضان المبارك، دعا القيادي في حركة حماس إلى “النفير دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك”، قائلاً إن “التردد في الدفاع عن الأقصى لن يكون إلا عنواناً للعجز عن القدرة أو المبادرة عن الدفاع عن الأمة وأرضها ومقدساتها”.
وأضاف حمدان أن مساس الاحتلال بالمسجد الأقصى “لن يمر من دون محاسبة مهما كانت الأثمان”، داعياً أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والقدس والضفة إلى “رفض القرار الإجرامي بحق الأقصى، وتصعيد مواجهة الاحتلال في كل مكان”.
وشدّد على أن الخطوات التي يقودها وزير “الأمن القومي” الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، ومجموعة المتطرفين، في حكومة الاحتلال، “تمهد لعدوان واسع بحق الأقصى والمصلين فيه”.
وبشأن التقرير الأممي عن اعتداء جيش الاحتلال على نساء فلسطينيات، دعا القيادي في حركة حماس إلى تحقيق دولي شامل وسريع في هذه الجرائم الخطيرة.
وأعرب حمدان عن تقديره لمواقف الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، الذي أكد أن ما يحدث في غزة إبادة جماعية، و”نستهجن الحملة الصهيونية عليه”، مشيداً بمواقف فنزويلا وبوليفيا وكوبا وكولومبيا الداعمة لموقف الرئيس البرازيلي.
وثمّن القيادي في حركة حماس الموقف الذي عبرت عنه الصين، بشأن تأكيدها قانونية سعي الشعوب المحتلة لتقرير مصيرها عبر مختلف الوسائل.
وكانت وزيرة المواصلات الإسرائيلية، ميري ريغيف، ظهرت منتصف الشهر الجاري في ميناء هندي، حيث تحدثت عن عملية نقل البضائع إلى كيان الاحتلال عبر الخط البري الجديد الذي يربط بين الإمارات و”إسرائيل”، مروراً عبر الأراضي السعودية والأردنية، وذلك بعد أن حظرت قوات صنعاء مرور أي سفينة باتجاه “إسرائيل” عبر البحر الأحمر.
وقالت الوزيرة الإسرائيلية، في تسجيل مرئي: “نحن الآن في ميناء موندرا، أكبر ميناء في الهند، أقصى الشمال، الذي تخرج منه البضائع”. وأضافت، وهي تشير إلى عدد كبير من حاويات البضائع: “كما ترون كل هذه الشحنات إلى الإمارات، ومن هناك عبر طريق بري إلى إسرائيل”.
وأكدت أن الحرب فرضت على كيان الاحتلال تحديات كبيرة، لكن “التحدي الأكبر هو كيف نورد البضائع إلى إسرائيل”، موضحةً أن “إسرائيل كالجزيرة وجميع البضائع تصل إليها عن طريق البحر”.
وتابعت: “للأسف قام الحوثيون بالتعرض للسفن التي تصل إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر، ولهذا نحن نحتاج إلى طريق إمداد بديل”، كما أوضحت قائلة: “البضائع تخرج من ميناء موندرا في الهند، إلى الإمارات عن طريق البحر، بعد ذلك نقوم بنقلها عبر شاحنات إلى السعودية ومنها إلى الأردن ومن ثم إلى إسرائيل”، مؤكدةً أنهم سينجحون في ذلك.
وكانت ميري ريغيف، قالت في وقت سابق، خلال تدوينة على حسابها في منصة (إكس): “نقوم بإنشاء محور التفافي على الحوثي، حيث سيتم نقل البضائع من الهند عبر أبو ظبي إلى تل أبيب”.
القناة 13 العبرية، كانت قد عرضت تقريراً حصرياً عن الخط البري الممتد من دبي، مروراً بالسعودية والأردن، والذي ينتهي بالمعبر الإسرائيلي، ومن خلاله يتم عبور الشاحنات التي تحمل لوحات إماراتية، ومعها مختلف البضائع من دبس التمر الإماراتي (السيلان) إلى المكانس الكهربائية الصينية، والفواكه الأردنية، حسب تصريحات سائقي الشاحنات لمراسل القناة العبرية.
التقرير عرض لقطات وصور للشاحنة تم تتبعها منذ خروجها من دبي قبل شروق الشمس، ثم مرورها عبر الشارع 62 الرابط بين دبي وأبوظبي، حتى عبورها الطريق رقم 65 باتجاه الصحراء السعودية.
وأظهر التقرير طابوراً طويلاً من الشاحنات تنتظر الدخول إلى “إسرائيل”، كما أجرى فريق القناة العبرية لقاءات مع سائقي الشاحنات الأردنيين والإماراتيين.
وأشار التقرير إلى أن ذلك يتم وفقاً لبنود “الاتفاقيات الإبراهيمية”، عقب عرضه اللوحات الإماراتية على بعض الشاحنات.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية مطلع شهر ديسمبر الماضي، عن “توقيع اتفاقية تشغيل جسر بري بين ميناء دبي وميناء حيفا المحتلة”، كما ذكرت أن “ذلك يأتي بهدف تجاوز ما عدّته التهديد اليمني بإغلاق الممرات الملاحية”.