الجديد برس:
أكد المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، أن محاولات الولايات المتحدة الأمريكية كسر الحصار البحري ضد السفن المتجهة لموانئ فلسطين المحتلة ستبوء بالفشل، إضافة إلى فشل الغارات التي ينفذها الأمريكي والبريطاني على اليمن.
وحسب وكالة “سبأ” التابعة لحكومة صنعاء، أشاد المجلس السياسي الأعلى خلال اجتماع عقده مساء الخميس برئاسة رئيس المجلس مهدي المشاط، لمناقشة المستجدات المحلية والإقليمية والدولية، بـ”العمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية دفاعاً عن فلسطين”.
وهنأ المجلس “القوات المسلحة على التطوير المستمر الذي نجحّت في تنفيذه جواً وبحراً لا سيما في الشهر الفضيل الذي يتعرض فيه الشعب الفلسطيني في غزة لأبشع مجازر الإبادة من قبل الكيان الصهيوني في ظل صمت وتواطؤ المجتمع الدولي وبمشاركة مباشرة من أمريكا التي تحاول أيضاً كسر الحصار البحري الذي تنفذه اليمن ضد السفن المتجهة للموانئ الفلسطينية المحتلة عبر باب المندب ورأس الرجاء الصالح”.
وقال المجلس إن هذه المحاولات ستبوء بالفشل بالإضافة إلى فشل الغارات التي ينفذها الأمريكي والبريطاني على اليمن، مؤكداً استمرار الموقف اليمني المشرف المساند لفلسطين حتى تحقيق النصر المؤزر، ومشيداً بالصمود الفلسطيني العظيم في ظل الظروف التي يخوض فيها المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وكشف المجلس عن “محاولة أمريكا استخدام الملف السياسي لثني صنعاء وقيادتها عن موقفها المساند لفلسطين”.
حادثة رداع تصرف فردي همجي
وحول ما شهدته مدينة رداع من أحداث أمنية، عبر المجلس السياسي الأعلى في صنعاء عن عزائه لأسر الشهداء، مؤكداً أن “ما جرى في رداع، يُعد تصرفاً فردياً همجياً غير قانوني يتحمل مسؤوليته من قام به”، مشيراً إلى أن “القانون سيطبق بحزم بحق المتورطين”.
ووجه المجلس السياسي الأعلى وزارة الداخلية بـ”سرعة تنفيذ المعالجات التي تم التوصل إليها وانصاف المتضررين ومنع مثل هذه التجاوزات وعدم تكرارها”.
وأشاد المجلس بما وصفه “الوعي الذي أظهره أبناء رداع والبيضاء، وفي مقدمتهم أسر المتضررين، وتعاونهم مع اللجان الرسمية المكلفة وتفويت الفرصة على الأعداء الذين حاولوا الاصطياد في الماء العكر لتشويه الموقف اليمني الداعم لفلسطين المحتلة”، مضيفاً “وفي مقدمة الأعداء السفارات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والكيان الصهيوني وأبواقهم من المرتزقة الذين حاولوا أن يذرفوا دموع التماسيح بينما هم غير مؤهلين للحديث عن حقوق الإنسان لأنهم متورطين في قتل الشعوب وارتكاب المجازر في فلسطين واليمن وغيرها”.
وحذر المجلس من “الانسياق في أتون المخطط الأمريكي الصهيوني لإثارة المشاكل والفتن في الداخل أو إضعاف واختراق الجبهة الداخلية”، مؤكداً أن “الأجهزة ستتخذ الإجراءات الصارمة تجاه كل من يتورط في ذلك”.
ووجه المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، الحكومة والأجهزة الأمنية بـ”اليقظة والتنبه لمحاولات الأعداء تأجيج الحاضنة الشعبية بعد أن فشلوا في مواجهة العمليات العسكرية اليمنية”.
كما شدد على “رفع حالة اليقظة على كل المستويات للتصدي لمكائد ومؤامرات الأعداء الذين يحاولون النيل من صمود الشعب اليمني المساند لفلسطين لاسيما في ظل توسع وتطور العمليات العسكرية اليمنية الداعمة للمقاومة الفلسطينية”.
وكان قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، تحدث عن حادثة مدينة رداع بمحافظة البيضاء، التي وصفها بالمؤسفة والمؤلمة للجميع، مؤكداً أن مثل ذلك التصرف ليس من أخلاق ولا قيم أنصار الله.
وقال الحوثي في كلمة متلفزة مساء الخميس: “حصل في هذا الأسبوع في مدينة رداع استهداف للآمنين نتج عنه استشهاد اثنين منهم فكانت ردة الفعل من بعض الأمنيين بالاعتداء والتصرف الهمجي وغير القانوني وتفجير منزل تلاصقه منازل أخرى، وكانت المأساة باستشهاد وجرح البعض من الأهالي وتضرر منازلهم وتهدم البعض منها”.
وعبر قائد أنصار الله عن خالص العزاء والمواساة لكل أسر الشهداء من أصحاب منازل المواطنين التي تضررت وتهدمت نتيجة تصرف غير قانوني من بعض الأمنيين، مضيفاً “نبرأ إلى الله تعالى من تلك التجاوزات والاعتداءات وما يماثلها”.
وتابع: “وجهنا على الفور الجهات الرسمية المعنية باتخاذ الإجراءات ضد المتورطين في الاعتداء والتسريع بالتعويض العادل الشامل للمتضررين”، وهناك اهتمام وأسف وتألم تجاه ما حصل من تصرف فردي إجرامي غير قانوني، ولا مقبول”.
وتطرق الحوثي إلى الإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية بشكل عاجل من خلال تحركها فوراً لتنفيذ ذلك، مؤكداً أن “التجاوزات والاعتداءات الفردية التي تحصل من شخص هنا أو هناك، منتسب للأجهزة الأمنية أو غيرها وهي تجاوزات بها ظلم أو اعتداء لا تعبّر عنا وليست من أخلاقنا ولا ديننا ولا قيمنا”.
وأضاف أن “الجهات الرسمية معنية ومسؤولة بالسعي الدائم لمنع تلك التجاوزات والحيلولة دونها والسيطرة التامة على الأداء العملي والإنصاف بشكل عاجل مما يحدث من تجاوزات أو اختراقات”.
وأشاد الحوثي بما وصفه بـ”الوعي الكبير للأهالي في رداع وفي محافظة البيضاء عموماً، خاصةً في ظل حرص الأعداء وما يبذلونه من جهد لاستغلال تلك الحادثة وتوظيفها لإثارة الإشكالات الداخلية”.
وقال إن “موقف الأهالي في رداع كان واعياً ومشرفاً ومسؤولاً وعندما لمسوا الإجراءات المنصفة فوتوا الفرصة على الأعداء والحاقدين.
وأكد الحوثي “أن الدم اليمني غالي علينا ولن ندّخر جهداً في أن تكون الدماء والأعراض والممتلكات مصونة، وأهلنا في رداع هم أهلنا وأبناؤنا وإخوتنا ونحن نتألم مما حصل هناك”.
قائد أنصار الله قال ساخراً في كلمته إن “من الظريف أن تصدر بشأن حادثة رداع المؤسفة إدانة من وزارة الخارجية الأمريكية وتعليقات تحريضية من العدو الإسرائيلي”، مشيراً إلى أن تحرك من وصفها الأبواق في إطار الموقف الأمريكي والإسرائيلي بشأن رداع كان بتمويل سعودي.
وانتقد عبد الملك الحوثي “كل مساعي الأعداء تجاه ما حدث في رداع”، مؤكداً أنهم “ليسوا مبالين بالأهالي في رداع، ولا مبالين بالشعب اليمني وقد سعوا لإبادته”.
وأشار إلى أن ثقافة من وصفهم “أبواق الأعداء عبّر عنها أحد علمائهم بأنه لا مانع من إبادة 25 مليون يمني من أجل مليون آخر”، موضحاً أن “أتباع ثقافة الإبادة ليسوا مكترثين لما يحصل في غزة ولا اكترثوا لما حصل من مجازر ضد اليمن على مدى تسع سنوات”.
وقال الحوثي إن “أبواق الأعداء برروا الجرائم بحق الشعب اليمني والبعض شارك والآخر أيد وحرضوا على إبادة الشعب اليمني”، مضيفاً “عندما يذرف الأعداء دموع التماسيح هم لا يبالون بشعبنا فيما يحصل وكل مسعاهم تشويه موقف اليمن تجاه مظلومية فلسطين”.
وجدد التأكيد على أن الأعداء يحاولوا تثبيط الشعب اليمني عن التحرك في ذلك خدمة للعدو الإسرائيلي، مشيراً إلى توظيف الأعداء لأي حادثة أو مشكلة أو مظلومية أو قضية لتثبيط الشعب اليمني عن التحرك في موقفه العظيم والمهم لمناصرة الشعب الفلسطيني في غزة.
ولفت قائد أنصار الله إلى أن “موقف الأبواق من المرتزقة تناسق مع الموقف الأمريكي والتحريض الإسرائيلي والبعض من المرتزقة هم أبواق للأمريكي وللإسرائيلي يرددون كالببغاء ما قاله الأمريكي لكن باللغة المحلية واللغة العربية”، معتبراً سجل من وصفهم أبواق الأمريكي الإجرامي الدموي الوحشي معروفاً في كل المحافظات.
وخاطب الحوثي الذين وصفهم بأنهم أبواق الأمريكي، قائلاً “أين هو دوركم تجاه غزة؟، نافسوا وقفوا موقفاً أشرف، قفوا موقفاً بنواياكم التي تزعمون أنها نوايا مخلصة”، قفوا موقفاً مع غزة بدلاً من أن تسعوا دائما لتشويه المواقف الأخرى أو التثبيط عنها”.
وقال الحوثي “لدينا الشجاعة للاعتراف بأخطاء من يخطئ ويذنب ومعاقبته والإنصاف منه، فهل لديكم هذه الشجاعة تجاه الجرائم التي ترتكب في المحافظات المحتلة؟، نحن أحرص على شعبنا العزيز من الأمريكي والإسرائيلي والتحالف وأبواق وعملاء التحالف”.
وأضاف “سأترك الرد على الأمريكي وعلى الإسرائيلي لأهلنا وأحبائنا وإخوتنا في رداع بما يخرسهم، سيما والموقف الأمريكي لا هم له إلا حماية الإجرام الإسرائيلي في غزة والحد من أي تحرك مساند للشعب الفلسطيني”.
وأكد الحوثي أن الأمريكي أكبر قاتل ومدمر على مدى التاريخ، وتابع “لا يمتلك الأمريكي اللياقة لأن يتظاهر بالتعاطف تجاه قضية هنا أو هناك والشعب اليمني قتل في جرائم إبادة جماعية بالقنابل الأمريكية في مختلف المحافظات”.
وقال قائد حركة أنصار الله إن “الموقف المساند للشعب الفلسطيني، موقفاً يعبّر عن كل حر وإنسان بقيت له إنسانية في بلدنا، ولا يخص فئة معينة، ولا ينبغي ربط الموقف المساند للشعب الفلسطيني بأي إشكالية هنا أو هناك”.
قائد أنصار الله: الصاروخ الذي استهدف “أم الرشراش” هو صاروخ مطور
وفي سياق متصل، كشف قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، عن صاروخ جديد أكثر تطوراً، تمكن من الوصول إلى مدينة أم الرشراش (إيلات) جنوبي فلسطين المحتلة متجاوزاً كل تقنيات الرصد والاعتراض التي لدى الأمريكيين والإسرائيليين.
وقال عبد الملك الحوثي في كلمة متلفزة، مساء الخميس، إن “من أهم العمليات للقوات المسلحة اليمنية في هذا الأسبوع، استهداف أم الرشراش (إيلات) بصاروخ مطور”.
وأضاف أن “الصاروخ تمكن من الوصول إلى أم الرشراش، متجاوزاً كل تقنيات الرصد والاعتراض التي لدى الأمريكي والإسرائيلي”.
وتابع الحوثي أن الصاروخ المطور فاجأ العدو الإسرائيلي و”فتح للإخوة في القوة الصاروخية أفقاً جديداً في تطوير المديات البعيدة”، لافتاً إلى أن القلق الكبير قد ظهر من جهة العدو الإسرائيلي في وسائله الإعلامية.
واعتبر قائد حركة أنصار الله تجاوز التقنيات الأمريكية والإسرائيلية في الرصد والتشويش والاعتراض انتصاراً كبيراً وتطوراً مهماً لقدرات اليمن العسكرية.
وأكد الحوثي أن هناك تطوراً واضحاً وملموساً في قدراتنا العسكرية، والعدو لاحظها في استخدام الصواريخ الباليستية لأول مرة في تاريخ استهداف السفن في البحر، مضيفاً: “ولاحظوا أيضاً القدرات الفائقة لاختراق المعلومات، والوصول إلى معلومات عن السفن، وعن حركتها، وعن تواجدها، ومن ثم الضرب لها، والاستهداف لها في المكان المناسب”.
وأشار إلى أن “التطورات الجديدة من بينها الصاروخ الذي وصل إلى أم الرشراش والاستهداف إلى المحيط الهندي هي تطورات ذات أهمية كبيرة جداً”، موضحاً بأن “هناك تطورات أخرى أكبر وأكثر أهمية وتأثيراً بإذن الله تعالى ونترك المجال للفعل أولاً، ثم للقول ثانياً”.
وكشف قائد أنصار الله عن مخططات ذات أهمية كبيرة في المستقبل من أجل ضربات أكثر تأثيراً على العدو، مؤكداً الاستمرار في تطوير الفعل والعمليات العسكرية أكثر وأكثر والخيارات في ذلك أكثر فأكثر.
وكانت القناة الـ”13″ الإسرائيلية أكدت، يوم الأربعاء، سقوط صاروخ في مدينة “إيلات”، أُطلق من اليمن، بعد أن تجاوز منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، مشيرةً إلى أن سقوطه كان من الممكن أن يسبب كارثة كبيرة.
كما أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بسقوط صاروخ “كروز” جاء من اتجاه البحر الأحمر في اليمن، في مدينة “إيلات” (أم الرشراش) جنوبي فلسطين المحتلة، مشيراً إلى أنه يحقق في أسباب عدم اعتراض الصاروخ.
ورجحت التقارير، الصادرة عن جيش الاحتلال، أن الصاروخ كان يحلق بطريقة أكثر خطية، وربما فاجأ مشغلي “الدفاع الجوي”، لذلك لم تنجح عملية اعتراضه.
من جهتها، تحدثت القناة الـ”13″ الإسرائيلية أنه، “للمرة الأولى”، اخترق صاروخ جوال أُطلق من اليمن منظومات الاعتراض، وسقط في “إيلات”، جنوبي فلسطين المحتلة.
وذكرت القناة أن الصاروخ سقط ليلة الأحد – الإثنين، قرابة الساعة الثانية فجراً، وأنه “وصل إلى إسرائيل من ناحية البحر الأحمر”.
وعلق مراسل القناة في الجنوب، ألموغ بوكير، على سقوط الصاروخ، قائلاً إن “ما حدث كان خطأً جدياً ومهماً”، وأكد أن هذا الصاروخ الجوال لم تنجح منظمات الاعتراض في كشفه، ولم تفعل من أجل ذلك صفارات الإنذار.
وشدّد على أن هذا الصاروخ وصل من اليمن مع عشرات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة، الأمر الذي كان يمكن أن يسبب كارثة كبيرة.
ونشرت صحيفة “إسرائيل هيوم” العبرية، تسجيلاً مرئياً من كاميرا مراقبة يوثق لحظة وصول وانفجار الصاروخ اليمني في شمال مدينة إيلات، الأمر الذي يعني فشل منظومات الدفاع الإسرائيلية في التصدي له.
والثلاثاء الماضي، أعلن المتحدث باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، أن القوات الصاروخية اليمنية أطلقت عدداً من الصواريخ المجنحة ضد أهداف إسرائيلية في منطقة أُم الرشراش (إيلات)، مؤكداً أنها أصابت أهدافها بنجاح.
وأعلن أيضاً استهداف السفينة الأمريكية “Mado” في البحر الأحمر بعددٍ من الصواريخ البحرية.
وشدّد سريع على أن “القوات المسلحة اليمنية مستمرة في تأدية واجبها، دينياً وأخلاقياً وإنسانياً، تجاه الشعب الفلسطيني المظلوم”، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية لن تتوقف حتى إيقاف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.