الجديد برس:
تحدثت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن الضحايا المفقودين تحت الركام في قطاع غزة، نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة، في تقرير حمل عنوان “حصيلة ظلية للوفيات في غزة: جثث مدفونة تحت الأنقاض”، مشيرةً إلى أن كل مبنى مدمر أصبح قبراً لأولئك الذين لا يزالون مدفونين داخله.
وذكرت الصحيفة أن أحدث تقديرات وزارة الصحة في غزة لعدد الأشخاص المفقودين في القطاع تشير إلى نحو 7000 شخص. لكن هذا الرقم لم يتم تحديثه منذ نوفمبر.
ويقول مسؤولو غزة ومسؤولو الإغاثة إن آلافاً آخرين أُضيفوا على الأرجح إلى هذه الحصيلة في الأسابيع والأشهر، التي تلت ذلك.
وبحسب “نيويورك تايمز”، “تم دفن البعض على عجلٍ، بحيث لا يمكن إحصاؤهم”، بينما “يرقد آخرون متحللين في العراء، في أماكن خطرة للغاية، بحيث لا يمكن الوصول إليها، أو اختفوا ببساطة وسط القتال والفوضى والاعتقالات الإسرائيلية المستمرة”.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن من المرجح أن يظل الباقون محاصرين تحت الأنقاض.
وأوضحت “نيويورك تايمز” أنه، بعد الغارات الجوية، يتجمع حشد صغير من رجال الإنقاذ المحتملين. ويمكن رؤية الباحثين – وهم مزيج من عمال الدفاع المدني المحترفين وأفراد الأسرة والجيران – وهم يتجمعون فوق حطام المنازل والمباني.
لكن الآمال تتضاءل بسرعة. وعادةً يتم العثور على الأشخاص الذين يبحثون عنهم شهداء تحت الحطام، بعد أيام أو أسابيع أو حتى أشهر، وفق “نيويورك تايمز”.
ولفتت الصحيفة إلى أن “المدفونين يشكلون عدداً ظلياً من الوفيات في غزة. ويُشار إليهم بنجمة سوداء ثقيلة تُضاف إلى إحصاءات وزارة الصحة الرسمية، التي تفوق 31 ألف شخص، ويمثلون جرحاً مفتوحاً للعائلات التي تأمل أن تحدث معجزة”.
وأضافت “نيويورك تايمز” أن أغلبية العائلات اقتنعت بأن المفقودين لقوا حتفهم، مشيرةً إلى أن من غير الواضح كم من التقديرات الخاصة بالمفقودين تنعكس فعلاً على حصيلة الشهداء الرسمية.
وبحسب الصحيفة، غالباً ما يجعل القصف المستمر والغارات الجوية الإسرائيلية البحث عن الجثامين بين الحطام عمليةً خطيرة جداً. وفي أحيان أخرى، يكون الأقرباء بعيدين جداً عن القيام بذلك، بعد أن انفصلوا عن سائر أُسرهم بحثاً عن مكان أكثر أماناً للذهاب إليه.
وأضافت أنه عندما ينهار مبنى متعدد الطبقات، يكون من المستحيل تمشيط تلة الحطام من دون آلات ثقيلة أو وقود لتشغيلها. وفي كثيرٍ من الأحيان، لا يتوافر أي منهما.
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن غزة تخضع لحصار منهك، كما أن أنواع المعدات المستخدمة عادة لإنقاذ الناس بعد الزلازل وغيرها من أحداث الدمار الشامل ممنوعة، إلى حد كبير، من دخول القطاع.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الاتصال بالرقم 101 (الإسعاف) ليس له فائدة تُذكر: فشبكات الاتصالات ضعيفة أو غير منتظمة أو معطلة. وبدلاً من ذلك، “لجأ كثيرون من الناس إلى تحدي القتال العنيف والشوارع المختنقة بالركام من أجل طلب المساعدة شخصياً في مقر الدفاع المدني”.
وحتى لو تمكنوا من العبور، فإن نقص الوقود، إلى جانب الهجمات المستمرة، تعني أن سيارات الإسعاف وعمال الإنقاذ سيواجهون ضغوطاً شديدة للتنقل في أنحاء غزة من أجل الاستجابة لمناشداتهم، وفق “نيويورك تايمز”.