الجديد برس:
أشاد نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية في موريتانيا، محمد ولد امبارك، بمساندة اليمنيين للشعب الفلسطيني في غزة.
وقال ولد امبارك في حوار مع صحيفة “عرب جورنال”، إن اليمنيون انتصروا للعرب والمسلمين بمساندتهم لغزة، مشيراً إلى أن تصديهم للتحالف الأمريكي البريطاني يمهد لتحرر المنطقة من القوى الاستعمارية الغربية.
وأضاف البرلماني السابق، محمد ولد امبارك: “ما قام به اليمنيين تجاه غزة، هو رد فعل طبيعي على جرائم الإبادة الجماعية التى يقوم بها الصهاينة الأوباش ضد أهلنا وإخوتنا في فلسطين”.
*نص الحوار الذي أجرته “عرب جورنال” مع ولد امبارك
ما فعله اليمنيون مساندة لغزة يعد انتصارا للعرب والمسلمين، وتصديهم للعدوان الأمريكي البريطاني يمهد لمرحلة جديدة من مقاومة القوى الإستعمارية في المنطقة
ما قام به اليمنيين تجاه غزة هو رد فعل طبيعي على جرائم الإبادة الجماعية التي يقوم بها الصهاينة الأوباش ضد أهلنا وإخوتنا في فلسطين
فرحنا وسعدنا بعملية طوفان الأقصى بوصفها بداية تحول تاريخي في مواجهة الصهاينة المحتلين الغاصبين وقد فتحت مرحلة جديدة ستنتهي بزاول الكيان
على الشعوب العربية والإسلامية مواصلة دعم المقاومة ماديا ومعنويا وزيادة الضغط على أنظمتها لدفعها لإتخاذ مواقف عملية ضد الصهاينة
لابد من توحيد الجبهة الداخلية على مستوى كل بلد عربي لحشد الدعم للقضية الفلسطينية من جهة ولزيادة الضغط على كل نظام بشكل منفرد من جهة أخرى
يتعين على الشعوب العربية والإسلامية مقاطعة بضائع الدول الغربية الداعمة للكيان المحتل فذلك أفضل دعم يقدم للشعب الفلسطيني في هذه المرحلة إلى جانب مواصلة التظاهر والإحتجاج وابتكار أساليب جديدة للضغط على المنظومة الغربية الداعمة للعدوان الصهيوني على غزة
الشعب الموريتاني كان ولا يزال داعماً للمقاومة وواقفاً مع أشقائه في فلسطين وقد أحبط مؤامرة توريطه في التطبيع مع الاحتلال
جرائم الكيان الصهيوني في غزة كشفت لنا أن القانون الدولي والأمم المتحدة مجرد كذبة، ودعم الدول الغربية لهذه الجرائم يضع نهاية للقيم والمبادئ الإنسانية
– كيف استقبلتم كشعب وأحزاب وناشطين في موريتانيا، معركة طوفان الأقصى ؟ وكيف يجب أن ترتب الشعوب العربية والإسلامية مكانها وموقعها بعد 7 أكتوبر ؟ وهل تعتقدون أن هذه المعركة قد مهدت الطريق إلى المعركة الكبرى لزوال “إسرائيل” ؟
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
في البداية أؤد أن أشكر صحيفتكم المحترمة على هذه السانحة في استضافتنا.
بخصوص الجواب على هذ السؤال، فإن الشعب الموريتاني بجميع مكوناته وأطيافه معروف بمواقفه الداعمة للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وما حدث فى 7 أكتوبر يدخل في إطار كفاح الشعب الفلسطيني من أجل تحرير أرضه ومقدساته من دنس الاحتلال الصهيوني.
نحن في موريتانيا كنا مسرورين وفرحين بمعركة طوفان الأقصى بوصفها بداية تحول تاريخي في مواجهة الصهاينة المحتلين الغاصبين فما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
وعلى الشعوب العربية والإسلامية أن تعلم أننا دخلنا مرحلة جديدة من مواجهة الصهاينة الأوباش، وأن هذه المرحلة ستنتهي بزاول الكيان الصهيوني على يد المقاومة الفلسطينية الباسلة.
وحتى تقوم الشعوب العربية والإسلامية بدورها فى هذه المعركة، لا بد من مواصلة دعم المقاومة ماديا ومعنويا وزيادة الضغط على الأنظمة العربية والإسلامية لدفعها لإتخاذ مواقف عملية ضد الصهاينة.
– تعقيباً على حديثكم، وفي ظل ما نشاهده من خيانات وخنوع لمعظم الأنظمة العربية.. برأيكم هل تقتضي اللحظة المصيرية أن ترتب شعوب الأمة العربية والإسلامية أولوياتها لمواجهة أعدائها، وكيف السبيل للخلاص من هذا الوضع المخزي برأيكم؟ وما عواقب الإستمرار في هذا الوضع على مستقبل الأمة؟
مواقف الأنظمة العربية والإسلامية الخاذلة للشعب الفلسطينى والمفرطة فى مقدسات الأمة، غير جديدة، فتلك الأنظمة لا تمثل شعوبها ولا أمتها، فهي أنظمة عميلة وتابعة للغرب، وعلى الشعوب العربية والإسلامية أن تواصل الضغط على الأنظمة من أجل تغيير مواقفها، فهذه المرحلة تتطلب من الشعوب العربية والإسلامية العمل على عدة
جبهات لمواجهة العدو، فلا بد من توحيد الجبهة الداخلية على مستوى كل بلد لحشد الدعم للقضية الفلسطينية من جهة ولزيادة الضغط على كل نظام بشكل منفرد من جهة أخرى.
كما يتعين على الشعوب العربية والإسلامية مواصلة التظاهر والإحتجاج وابتكار أساليب جديدة للضغط على المنظومة الغربية الداعمة للعدوان الصهيوني على غزة. فمقاطعة بضائع الدول الغربية الداعمة للكيان الصهيوني سيكون، هو أحسن دعم يقدم الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة كما أن وقعه وتأثيره سيكون أكثر سرعة من غيره.
– بالرغم من العزلة والأزمات إلا أن الشعب الموريتاني حاضراً في مواقفه الوطنية مع إمتداده العربي والإسلامي.. كيف أحبط الشعب الموريتاني مخطط التطبيع مع كيان الاحتلال الذي كان قاب قوسين أو أدنى ؟ وكيف يمكن الإستفادة من هذه الصحوة في تصحيح سياسة النظام السياسي الحالي والذهاب نحو البناء والتحرر من الهيمنة الخارجية، في ظل ما تشهده البلاد من احتجاجات ضد الفساد والاستبداد؟
هكذا كانت الدولة الموريتانية حكومةً وشعباً دائماً مع المقاومة، فالجميع يتذكر موقف الرئيس المؤسس الأستاذ المختار ولد داداه، الذي قطع العلاقة مع الولايات المتحدة بعد عدوان 67، وسيرت موريتانيا قوافل من المساعدات على شكل طائرات محملة باللحوم إلى مصر مساعدة لها فى حرب المواجهة.
كما قاد الرئيس المؤسس، حملة دبلوماسية فى غرب إفريقيا، وإفريقيا بشكل عام لمناهضة الصهاينة والدول الغربية الداعمة للصهاينة.
وهكذا كان الشعب الموريتاني ولا يزال واقفاً مع إخوته وأشقائه في فلسطين، وقد فشلت كل محاولات
التطبيع مع الصهاينة وتم قطع العلاقة مع الكيان الصهيوني ويعود الفضل في ذلك بعد الله سبحانه وتعالى ، إلى جميع مكونات وأطياف الشعب الموريتاني الذي رفض التطبيع والمطبعين.
فقد أحبط الشعب الموريتاني عملية التطبيع وتوحد فى هبة شعبية قادها الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني بمشاركة الأحزاب والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والأئمة والعلماء والشخصيات المستقلة حتى سقط النظام المطبع وسقطت معه العلاقة مع الكيان الصهيوني، وعادت موريتانيا كما كانت ممانعة وداعمة للقضية الفلسطينية.
– لقد سجل اليمن موقفاً عملياً غير مسبوقاً بعدما أعلن الحرب على “إسرائيل” وحصارها بحرياً من أجل غزة.. ماذا تقولون في حضرة هذا الموقف البطولي والأخلاقي لليمن الذي يواجه اليوم أمريكا وبريطانيا بسبب تمسكه على موقفه الداعم لغزة؟ وأي مرحلة جديدة يفرضها اليمن على مستوى المنطقة والعالم بعدما شاهدنا جميعا قصفه سفن القوى العظمى وإغراقه لسفن أكبر قوة استعمارية في التاريخ وذلك دعماً لغزة؟
ستظل الأمة العربية والإسلامية، رغم تقاعس الأنظمة وتخاذلها عن نصرة القضية الفلسطينية، فيها قوي وأحزاب وحركات قادرة على رفع التحدي ومواجهة الصهاينة، وفي مقدمة تلك الصفوة الحوثيين في اليمن الذين تحركوا نصرةً للشعب الفلسطيني واستهدفوا السفن الإسرائيلية من أجل غزة.
لقد أعلن الصهاينة وأعوانهم الحرب على الأمة العربية والإسلامي، وما قام به الحوثيين في اليمن، هو رد فعل طبيعي على جرائم الإبادة الجماعية التي يقوم بها الصهاينة الأوباش ضد أهلنا وإخوتنا في فلسطين.
بالتالي يمكن القول بأن ما فعله الحوثيون اليمنيون مساندة لغزة يعد انتصاراً للعرب والمسلمين. كما أن تصديهم للتحالف الأمريكي البريطاني يمهد لمرحلة جديدة من التحرر ومقاومة القوى الإستعمارية في المنطقة.
– لقد شاهدنا كيف سقطت كل القوانين والمواثيق الدولية تحت آلة القتل الصهيونية في غزة دون أن يحرك المجتمع الدولي ساكنا.. ألا تعتقدون أن العالم بحاجة اليوم إلى ثورة كبرى لإحداث تغييرات جذرية في المؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية وغيرها لإخراجها من سطوة الهيمنة الأمريكية الغربية، هذه المؤسسات التي باتت غطاء للإجرام الصهيوني أو بالأحرى تغيير النظام العالمي القائم على أساس دعم الإرهاب الغربي؟
إن ما يقوم به الصهاينة اليوم من جرائم ومجازر بشعة في غزة برعاية ودعم أمريكي وغربي، قد كشف لنا حقائق كثيرة: أولاً أن القانون الدولي مجرد كذبة، وأن الإنسان لا حقوق له.
ثانياً، لقد أظهر العدوان الصهيوني على غزة، أن الأمم المتحدة غير موجودة، وأن هذا العالم لا يحكمه إلا قانون الغاب.
على أية حال، فإن على الدول الغربية أن تعلم أنها بدعمها للصهاينة قد وقعّت على نهاية كل القيم والمبادئ التي تتحدث عن حقوق الإنسان.
العالم اليوم يتجه إلى المجهول، فلابد من إعادة بناء المنظومة الدولية على قيم وأسس جديدة وبناء نظام دولي جديد.