الأخبار المحلية عربي ودولي

نصر الله: طوفان الأقصى وضع الكيان الإسرائيلي على حافة الهاوية

الجديد برس:

شدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله على أن طوفان الأقصى وما جرى في جبهات المساندة وضع الاحتلال الإسرائيلي على حافة الهاوية، وأن ملامح هذا الأمر ستظهر مع الوقت.

ورأى نصر الله، في كلمة له ضمن فعالية “منبر القدس” يوم الأربعاء، أن “تحرير الجنوب سنة 2000 وبعدها تحرير غزة أنهيا مشروع إسرائيل الكبرى وحرب يوليو/تموز 2006 أسقطت مشروع إسرائيل العظمى”.

وأضاف نصر الله: “يجب أن نعمل على أن نخرج من هذه المعركة منتصرين شامخين ثابتين وأن يُهزم العدو الإسرائيلي ومن خلفه وأن يُبنى على التجربة حتى نصل إلى الهدف النهائي”.

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن “العدو الإسرائيلي لا يُصغي لا لقرارات وقف إطلاق النار ولا يهتم لرأي عام عالمي بل هو ماضٍ في وحشيته وعدوانه”.

واعتبر نصر الله أن “عملية طوفان الأقصى هزت أسس الكيان الصهيوني ووضعته على حافة النهاية والزوال”، مشيراً إلى أنه “يجب العمل على توفير كل عناصر القوة التي تمكن معركة طوفان الأقصى من تحقيق جميع أهدافها”.

ولفت إلى أن “ما يجري في فلسطين والعالم هو حقاً طوفان أحرار، آملاً أن يستمر ويكبر”.

وتوجه نصر الله بالشكر إلى كل المشاركين الكرام “في مختلف الأماكن وفي مختلف العواصم في فعاليات هذا اللقاء السنوي، ونشكرهم على مساهمتهم ومشاركتهم وحضورهم وتحملهم للمسؤولية أيضاً في هذا الزمن الصعب اتجاه القضية الأهم والأكبر والأخطر في تاريخنا المعاصر بالحد الأدنى.”

وأوضح أن “يوم القدس هذا العام يأتي مختلفاً كثيراً عن أيام القدس في السنوات الماضية، وذلك ببركات طوفان الأقصى، وواحدة من نتائجه الذي حصل في سبعة تشرين الأول من العام الماضي والتداعيات والنتائج والأحداث اللاحقة والمستمرة إلى الآن”.

واعتبر نصر الله أن “من نتائج طوفان الأقصى كان إطلاق طوفان الأحرار، كما اعتمد الأعزاء هذا الشعار ليوم القدس العالمي هذه السنة، وهو شعار صحيح، وما يجري اليوم في فلسطين والمنطقة وفي العالم هو طوفان بكل ما للكلمة من معنى، ونأمل أن يكبر هذا الطوفان وأن يزداد”.

وقال إنه “يجب أن نقف أيضاً بإجلال واحترام وتقدير لما قامت به المقاومة في غزه بكل فصائلها وتشكيلاتها، وأيضا تقديم الإجلال والتقدير لإبداعها ومبادراتها وشجاعتها وإقدامها وأيضا لنجاحها وتحقيقها الإنجازات، ثم بعد ذلك الذي حصل في سبعة تشرين لثباتها وصمودها وقتالها الأسطوري أمام أحد أقوى جيوش المنطقة على الإطلاق”.

وشدد على أنه يجب أن “نقف أيضاً بتعظيم وتقدير وإجلال لصمود أهل غزة وشعبها، لنسائها ورجالها وأطفالها، لكبارها وصغارها ولثباتهم وصبرهم وتحملهم وصدقهم وهم يواجهون القتل العشوائي على مدى ستة أشهر من المجازر والتهجير والتجويع، وقد صنعوا بهذا الصبر وهذا الصمود ملحمة تاريخية قلّ نظيرها”.

وتوجه نصر الله بالإحترام والتقدير “لتضحيات أهل الضفة الغربية والقدس المحتلة وخصوصاً في الضفة، حيث هناك أكثر من 7000 معتقل يتعرضون للاعتقال وللقتل وللسجون وللمداهمات، وهناك معارك تجري في مدن الضفة في كل يوم وفي كل ليلة”.

وشدد على أنه “يجب أيضاً أن نتوقف في تقدير واحترام عند جبهات الإسناد المقاتلة المباشرة في لبنان واليمن والعراق، فهذه الجبهات التي تتحمل اليوم وتقدم التضحيات وتنجز، ولكنها أيضا تتحمل التهديدات والضغوط والأهم أنها تواصل العمل ولا تُخلي الساحة”.

كما شكر نصر الله “جبهات الدعم والإحتضان في الجمهورية الإسلاميّة في إيران، التي تتعرض للكثير من التهديدات والضغوط، ونرى هذا في العلن وفي غير العلن، وتتحمل مسؤوليات ما تقوم به المقاومة سواء في غزة أو في الضفة أو في لبنان أو في اليمن أو في العراق، ومع ذلك فإنّ الجمهورية الإسلامية الحمدلله ثابتة بقيادتها وفي موقفها الداعم والواضح والحاسم، إلى جانب القضية الفلسطينية وحركات المقاومة في المنطقة”.

إلى ذلك، لفت إلى أن “سوريا لا تتعرض فقط للتهديد والضغوط، بل للعدوان اليومي أو شبه اليومي وللقصف والقتل والتدمير وتقدم شهداء والجرحى، سواء من ضباط وجنود الجيش السوري أو القوات الصديقة والحليفة المتواجدة هناك، ومن جملتها أفراد ومجاهدي المقاومة الإسلاميّة في لبنان والأخوة المستشارين الإيرانيين، وأخوة آخرين أيضًا متواجدون هناك”.

وأكد الأمين العام لحزب الله أن “كل هذا القصف والتهديد والوعيد والضغوط على مدى 6 أشهر لم يعدل ولم يبدل في موقف سوريا الحاضن والداعم والمساند لكل حركات المقاومة في منطقتنا”.

واعتبر نصر الله أيضاً أنه “يجب أن نتوقف أمام حركة الجماهير الشريفة في الكثير من بلدان العالم، حتى داخل أمريكا وبريطانيا والغرب، وهذا ما يجب أن يُبني عليه وأن يُقدم، ويجب أن نخصّ هنا بالتحية أهل اليمن وشعب اليمن الذين يحضرون بالملايين ولم يكلوا ولم يملوا من التظاهر والاحتشاد”.

ونبّه نصر الله إلى أنه “يكاد يمضي ستة أشهر والحرب قائمة ومستمرة، فالعدو الإسرائيلي لا يصغي لا إلى قرارات وقف إطلاق نار صادرة عن مجلس الأمن الدولي، ولا إلى مناشدات كل دول العالم أو الأغلبية الساحقة من دول العالم ولا يهتم للقوانين ولا لمجتمع دولي ولا لقيم، وهو ماضي في إجرامه وتوحشه”.

وفي السياق، أكد الأمين العام لحزب الله “الحاجة إلى الثبات، كما هو الحال قائم، ولكن بالتأكيد الثبات والصمود ومواصلة العمل، واليقين بأن النصر من عند الله سبحانه وتعالى آت إن شاء الله، وهذا الأمر يرتبط بغزة بالدرجة الأولى وبكلّ الساحات والجبهات الأخرى المساندة والمشاركة ثانياً”.

وشدد على “أهمية العمل لتوفير كل عناصر القوة التي تمكن معركة طوفان الأقصى من تحقيق أهدافها، وهذه مسؤوليتنا جميعا وهي نقطة على درجة عالية من الأهمية، وأعتقد أنها من التحديات المهمة والتي ترتبط مباشرة بإحياء يوم القدس، وإحياء هذه الفعالية، وتبين النتائج الاستراتيجية المهمة التي حققها طوفان الأقصى في فلسطين في غزة، وفي جبهات المقاومة، وخصوصا ما يرتبط بالخسائر الاستراتيجية للكيان الصهيوني والمشروع الأمريكي في المنطقة، ومستقبل وجود هذا الكيان في المنطقة”.

وأعلن أن “بعض المثبطين في منطقتنا وفي عالمنا العربي والإسلامي وبعض المنافقين يركزون على حجم التضحيات ويتجاهلون حجم الإنجازات، أو يسفهونها خدمةً للعدو ولتثبيط عزائم المقاومين والمجاهدين، وكل الشعوب والبيئات الحاضنة والمؤمنة بخيار المقاومة”.

وأكد نصر الله أنه على “كل المنابر ووسائل الإعلام التي تؤيد هذا المسار المقاوم أن تشرح وتبيّن وتوضح وبكل الأساليب المتوفرة هذا الأمر، وإلا فهم يسعون ويعملون ليحوّلوا صورة الإنجازات التاريخية للمقاومة اليوم، إلى صورة هزيمة للمقاومة وانتصار للعدو من خلال التزييف والتشويه وقلب الحقائق”.

واعتبر أنه “لطوفان الأقصى وطوفان الأحرار تضحيات جسام، ولكن هناك أيضًا ونتائج عظيمة وبركات كبيرة ونحن مسؤوليتنا اليوم جميعًا، أولا أن نكتشف هذه النتائج وهذه الإنجازات العظيمة، وخصوصًا الإستراتيجية منها وأن نحددها وأن نعددها، ومن ثم نبينها للناس بكل الوسائل وفي كل المناسبات”.

وقال نصر الله إنه “علينا في يوم القدس وفي المناسبات المختلفة أن نشرح هذا العمل، لكن إسمحولي أن ألفت إلى أن تحرير جنوب لبنان عام 2000، باستثناء المزارع وتلال كفرشوبا، وبعد ذلك، تحرير قطاع غزة من الاحتلال، قد أنهى مشاريع كبرى، والقضاء على مشروع إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، لأنّ هذا الكيان الذي لا يستطيع أن يبقى في جنوب لبنان، الذي هو جزء من دولة عربية ضعيفة اسمها لبنان، كما لا يستطيع أن يبقى في قطاع غزة وهو لن يستطيع أن يمدد حدوده من جديد، وقد انتهى مشروع إسرائيل الكبرى”.

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أنه “وبعد العام 2000 وبعد مشروع إسرائيل الكبرى، ولد مشروع إسرائيل العظمى، وهذا الشرق الأوسط الجديد الذي عمل عليه الأمريكيون على أن تكون نقطة الارتكاز فيه هو الكيان الصهيوني، وتكون هي القوة العظمى إقليمياً”.

ونوّه نصر الله إلى أن “حرب تموز قضت وأسقطت مشروع الشرق الأوسط الجديد، وأسقطت معها مشروع إسرائيل عظمى، وكلنا اطلعنا على نتائج لجنة فينوغراد التي قيمت الجيش الإسرائيلي والحكومة الإسرائيلية والقيادة الإسرائيلية والكيان الصهيوني في تلك الحرب”.

وأعلن أننا “عندما نتحدث اليوم عن طوفان الأقصى في سبعة تشرين وامتداداته إلى الآن وما جرى داخل فلسطين وخارج فلسطين في جبهات المساندة، يعني في هذه المعارك القائمة حاليًا، أنا أستطيع أن أقول أن العمل ويتجاوز مشروع إسرائيل الكبرى، ومشروع إسرائيل العظمى إلى أصل بقاء وجود هذا الكيان وأستطيع أن أقول أن طوفان الأقصى وضع الكيان الصهيوني على حافة الهاوية والسقوط النهائي والزوال، وملامح ومعالم هذا الأمر ستظهر مع الوقت، ونحن لا نقول أن هذا الأمر سيحصل في أيام قليلة أو أشهر قليلة، ولكن السنوات القليلة المقبلة سوف تظهر فيها هذه المعالم وهذه الآثار وهذه الملامح”.

ونوّه نصر الله إلى أن “ما حققه طوفان الأقصى بالدرجة الأولى على أكثر من صعيد أمني وسياسي واجتماعي واقتصادي وعسكري ونفسي ومعنوي، أنه هزّ وزلزل أسس هذا الكيان وأسس هذا المشروع وضرب أطراف إسرائيل وجبروتها، ما سيترك آثار كارثية ومهمة وخطيرة، ولن تتمكن حكومة العدو ولا الأحزاب السياسية في هذا الكيان من ترميم آثار هذه الزلازل والهزات التي تعرض لها هذا الكيان”.

وقال إنه “وعندما تقف الحرب سوف تظهر هذه النتائج بوضوح لكل العالم، لكن المهم هو أن نعمل لنخرج جميعاً من هذه المعركة إن شاء الله منتصرين، ثابتين، شامخين، وموفقيين، وأن نلحق الهزيمة بالعدو وكل من يقف خلف هذا العدو، وأن يُبنى على ما حصل للوصول إلى الهدف النهائي إن شاء الله”.

وختم كلمته قائلاً إن “طوفان الأقصى بنى على كل إنجازات المقاومة خلال العقود الماضية وعلى كل الجهود التي قامت بها حركات المقاومة وقادة المقاومة ومحور المقاومة، وخصوصاً الشهداء الكبار، والأعزاء في هذه المقاومة من كل البلدان وفي مقدمهم العزيز الأخ الشهيد القائد الكبير الحاج قاسم سليماني، وما أُنجز على المستوى الاستراتيجي يجب أن يبنى عليه ويؤسس عليه لاستكمال هذا الإنجاز بإتجاه الهدف النهائي، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون أيام القدس الآتية المقبلة، هي التي تجمعنا جميعاً في القدس إن شاء الله”.