الجديد برس:
قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إن الرد الإيراني على قصف الاحتلال الإسرائيلي مبنى قنصليتها في دمشق آتٍ لا محالة، واعتبر أن هذا الهجوم حادث مفصلي له ما قبله وما بعده في الأحداث منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأضاف نصر الله، في خطاب بمناسبة يوم القدس العالمي، “أين ومتى وكيف وحجم الردّ، هذه أمور نحن لسنا معنيين بالسؤال عنها ولا التدخل بها”، مضيفا أن “الإيرانيين يفكرون ويدرسون كل الاحتمالات” بروية قبل الرد”.
وقال إن “الهجوم أدى إلى مقتل قادة كبار في الحرس الثوري الإيراني لهم قيمة تاريخية لدينا، خصوصاً اللواء زاهدي، لفضلهم الكبير على المقاومة في لبنان ولسنوات طويلة”، مشيراً إلى أن احتفالاً تكريمياً سيقام يوم الإثنين المقبل لهؤلاء القادة.
وتابع نصرالله “هذه الحماقة التي ارتكبها نتنياهو في القنصلية بدمشق ستفتح باباً للفرج الكبير، وحسم هذه المعركة والانتهاء منها”.
وأكد أن “المنطقة دخلت في مرحلة جديدة” بعد الضربة، مضيفاً “على الجميع أن يحضر نفسه، وأن يرتب أموره، وأن يحتاط بشأن كيف يمكن أن تسير الأمور، يجب أن نكون جاهزين فيها لكل احتمال”.
وشدد على أن “المقاومة في لبنان لا تخشى حرباً، وهي على أتم الاستعداد معنوياً ونفسيا لأيّ حرب سيندم فيها العدو لو أطلقها على لبنان”، لافتاً إلى أن حزب الله “لم يستخدم بعد السلاح الأساسي ولم يُخرج قواته الأساسية”، مضيفاً “مع ذلك، حققنا كل هذه الإنجازات”.
ورأى الأمين العام لحزب الله، أن الحرب على غزة هي حرب “من فقد عقله وحرب جزارين ومجرمين”، موضحاً أنه بعد 6 أشهر من الحرب ما زال رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، وآخرون في الكيان، “فاقدين عقولهم”.
وأكد أن ما يمارسه العدو، من قتل وتجويع في غزة، هو من أجل “الضغط والترهيب، لأن لا أفق أمامه، لا في الميدان ولا في المفاوضات”، مضيفاً أنه بعد 6 أشهر ما زال نتنياهو عاجزاً عن القضاء على حماس والمقاومة في غزة وعن استرجاع الأسرى.
ولفت إلى أن استطلاعات الرأي في مستعمرات الشمال تقول إن 80% لا يريدون العودة، مؤكداً أن “هذا سيوجه ضربة كبيرة إلى فكرة الاستيطان”.
وأشار نصر الله إلى أن لا أفق لدى نتنياهو في حل مشاكله الداخلية، و”خسارة الوضع الدولي هي من نتائج طوفان الأقصى”، مضيفاً أن بايدن دعا نتنياهو إلى “وقف الحرب فوراً لأنه يخسر الموقف الدولي”.
وأكد أن العجز عن إغلاق الجبهات الأخرى، ومنها لبنان واليمن والعراق، هو “إنجاز محقّق”، مشيراً إلى أن “الاحتلال لديه مشاكل في الشمال والاقتصاد وفي إيلات، وعندما تقف الحرب ستكون المحاسبة”.
وشدّد على أن “لا خيار أمام نتنياهو وائتلافه إلا وقف الحرب”، موضحاً أن “هذا، في حد ذاته، خسارة لهما”.
وأضاف: “نحن نقاتل برؤية نصر على الرغم من التضحيات”، مضيفاً أن “المهم أن نصمد وأن نثبت في غزة والضفة ولبنان واليمن والعراق”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن “محور المقاومة ذاهب في هذه المعركة إلى نصر كبير”.
كما أكد نصر الله أن المقاومين في الجبهة اللبنانية، على “أتم الجاهزية، ومعنوياتهم عالية، واندفاعهم كبير”.
وأوضح أن إنجازات هذه المعركة، التي تشكل جبهة جنوبي لبنان جزءاً منها، “سيعود نفعها على كل لبنان”، مشيراً إلى أن “إنجازات النصر، براً وبحراً وسيادياً، ستكون بركاتها على كل لبنان”.
وشدّد على أن لبنان في موقع القوة، “ومن يهول بالحرب ويضع مواعيد لها، نأسف أن يكون موجوداً”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن المقاومة في لبنان “لا تخشى حرباً، وهي على أتم الجاهزية لأي حرب”، مشيراً إلى أن “السلاح الأساسي لم نستخدمه بعد”.
وأضاف: “إذا أرادوا الحرب.. يا هلا ويا مرحبا”، مؤكداً أن “العدو يعرف ما الذي تعنيه الحرب مع لبنان”.
وأضاف: “نحن في المعركة في جنوبي لبنان نقدم خيرة شباننا، وهي معركة منطلقها أخلاقي وجهادي، ولن نتردد فيها”.
وأكد نصر الله: “سنكمل المعركة حتى تنتصر المقاومة وغزة”.
وفي سياقٍ آخر، قال نصر الله إن الإجازة التي أعطاها المراجع، عبر صرف جزء من الحقوق الشرعية للمقاومة الفلسطينية، “تؤكد عمق موقفهم، دينياً وأخلاقياً”، مشيراً إلى أن “إعلان الإمام الخميني الحاسم وقوفه إلى جانب القضية الفلسطينية كان أحد أهم أسباب الحروب التي تعرضت لها إيران”.
ولفت إلى أن “الأمريكيين يرغبون بشدة في التفاوض المباشر مع الإيرانيين، لكن إيران حتى الآن ترفض التفاوض المباشر”، مؤكداً أن “إيران لا تفاوض بشأن الملفات الإقليمية مع الأمريكيين”.
وأضاف: “نسمع سخافة، مفادها أن كل ما يجري في المنطقة هو مسرحية أمريكية إيرانية وتوزيع أدوار”، مضيفاً أن “هناك من هو غير قادر على تقبل أن إسرائيل تُهزم في المنطقة، وهو غير قادر على استيعاب ذلك”.
وتابع نصر الله أن إيران تقدم خيرة قادتها شهداء، وموقفها “حاسم وتعمده بدماء شهدائها”، مشيراً إلى أن إيران كانت، عبر موقفها، سنداً منذ عام 1979 “لكل من يقاوم هذا الكيان، ودعمها غيّر كثيراً من المعادلات”.
وأوضح أنه لو كانت إيران “تريد أن تبدل موقفها لكانت فعلت ذلك منذ عشرات الأعوام”، مضيفاً: “لكل المقاومين الذين يسندون ظهرهم إلى إيران يجب أن يكونوا مطمئنين، لأنها لا تتخلى عن المظلومين والأصدقاء”.
وأكد الأمين العام لحزب الله أنه “بالنسبة إلى كل مقاوم شريف، فإن الصداقة مع إيران هي عنوان الكرامة الإنسانية والشرف، ومن يجب أن يخجل هو من يطبع مع إسرائيل”.
وقال: “اخجلوا من الصداقة مع الولايات المتحدة المسؤولة عن الجرائم والحروب في المنطقة”، مشدداً على أن “العلاقة بإيران، التي تمد يد العون من أجل استعادة الأرض والسيادة، تكون عبر أبسط المبادئ، وهي علاقة الوفاء”.
وأردف قائلاً: “لا شك في أن طوفان الأقصى هو مفصل تاريخي في منطقتنا، وما بعده ليس كما قبله بالنسبة إلى العدو والصديق والمنطقة”، مضيفاً أن “ما حدث جعل بقاء إسرائيل في دائرة الخطر وكشف هشاشتها”.