الجديد برس
بقلم / حميد رزق
بعض النخب سواء سياسيين أو مشائخ ربما تأخذهم الظنون والأوهام بالتواصل مع العدو ولعب دور معين تحت شعارات (ان ما لنا علاقة وان احنا مش طرف مع حد).. كوسيلة تناغم مع العدوان وتسهيل أو تحييد المجتمع حتى يصل الغزاة إلى صنعاء ويحققوا أهدافهم مقابل أثمان مالية ووعود بمناصب يتلقاها بعض هؤلاء .
وعليه نقول لهؤلاء أو من يتطلع إلى القفز إلى سفينة الغزاة لن تتمكنوا من تجاوز الناس لأن الوعي الحاصل في أوساط الشعب تجاوز أصحاب الذمم الرخيصة وبالتالي فمأزق هؤلاء إدراكهم أن المجتمع لن يكون تبعا لهم ولن يسمح بمرور مصالحهم الحرام على حساب الناس وأمنهم واستقرارهم ..
وما يجب أن يدركه الجميع مجددا أن أي رهان او خديعة او بعض فتات يحصل عليه أمثال هؤلاء ويوزعوا القليل منه على أتباعهم هنا او هناك من أجل تحقيق أهداف العدوان سيكون عواقبها وآثارها كارثية على الجميع ، إن التواطؤ أو تسهيل تحقيق العدوان لأهدافه في أي منطقة أو محافظة يمنية لا يندرج في غير خانة الخيانة والسقوط مع آل سعود والأمريكيين لتسليم البلد لداعش والقاعدة والفوضى والتصفيات والحروب المتنقلة والقتل على الهوية والانتماء وعودة أمراء الحرب لانتهاك الأعراض ونهب الأموال..
ولذلك بقدر ما نحن على ثقة كبيرة من أن الوعي الكبير يمثل أبرز عوامل الحصانة بالنسبة للشعب اليمني لكن يجب على الجميع فتح اعينهم والقيام بالدور الفعال في نصح اي “قليل عقل” أو “مغفل” والاضطلاع بدورهم في قطع دابر كل من تسول له نفسه تسهيل دخول الاحتلال الأمريكي السعودي إلى منطقته أو محافظته تحت أي مبرر أو ذريعة ، صحيح هناك سقف من الحرية وحق الناس في التحرك والتعبير عن رفضهم للعدوان يتفقون او لا يتفقون مع انصار الله او المؤتمر الشعبي العام في بعض التفاصيل السياسية لكن ليس من حق أي أحد أن يقف على الضد من تحركات الجيش واللجان الشعبية في مواجهة قوى الغزو والاحتلال والارتزاق أو يتستر على من يقوم بدور الخيانة والتآمر في الداخل أيا كان وتحت أي صفة أو يافطة يتحرك ..
قد لا يدرك بعض المغفلين خطورة ما يخطط لليمن معتقدين أن المسألة لا تتعدى استلام أموال لقاء التحالف مع الإصلاح أو موالاة علي محسن وهذه خدعة كبيرة تحضر لليمن فأهداف وأجندة العدوان أبعد بكثير مما يتوقع حتى بعض المخدوعين فالسعودية والإمارات وقطر لم تنفق كل هذه المليارات وتتكالب جيوش العالم من أجل العودة باليمن إلى ما قبل 21 سبتمبر ليعود هادي والإصلاح وعلي محسن حكاما وتعود الأمور كما كانت .
دول الغزو والعدوان تتخذ من الاصلاح وعلي محسن وهادي وبحاح وصعتر والزنداني وغيرهم مجرد واجهات هدفها مخادعة الناس وتفكيك الجبهة الداخلية حتى يتسنى لهم السيطرة على اليمن بعدها ستبدأ مرحلة جديدة أبرز معالمها اغتيال من تعاون معهم أو على الأقل تحويلهم إلى عناصر عاجزة مشلولة كما هو الحال ببعض قيادات الحراك الجنوبي أبرزهم عيدروس الزبيدي وشلال شايع عندما سلموهم عدن من أجل إفشالهم ولاحقا اغتيالهم، كما سيعمد العدوان في حال حقق أهدافه إلى تحريك ملف الفوضى وتسليم المحافظات للدواعش والتكفيريين بغرض تمهيد الطريق وتعبيدها بإزالة كل القوى الوطنية والقضاء عليها بالاغتيالات والتفجيرات تجهيزا لمرحلة جديدة من الغزو والتقسيم..
عبد ربه منصور هادي بنفسه كشف جزءا من الإجندة والأهداف الخطيرة جدا لقوى العدوان عندما قال إن لديه ستة مليون شاب بين الثامنة عشر والسادسة والعشرين كلهم جاهزين يكونوا عساكر داعيا السعودية إلى اقتفاء أثر التجربة البريطانية التي كانت تجند مليونا ثم تسرحهم لتنجد مليونا آخر من الشباب .
ما قاله هادي يكشف المخطط القديم الجديد الذي كان مرسوما منذا اختطاف ثورة الشباب والذي جرى التمهيد له من خلال توسيع رقعة الفقر والبطالة بسياسة الجرع والفساد وإتاحة الفرصة للجماعات التكفيرية للنشاط والاستقطاب كون الأمريكيين يريدون الاستفادة من الكثافة البشرية في اليمن لرفع نسبة الإحباط بين اليمنيين ليسهل للقاعدة استقطاب آلاف الفقراء وتصديرهم بعد ذلك إلى سوريا والعراق وأي منطقة في العالم تريد أمريكا والسعودية استهدافها ..
بالخلاصة كل من له ذرة عقل أو شعور بالحرص على مصلحته الشخصية فضلا عن المصالح الدينية والوطنية أو القبلية فلن يفكر ولو للحظة واحدة بالتواطؤ أو حتى السلبية في مواجهة ما يتعرض له اليمن فالقضية ليست عودة شرعية وإلا لماذا التدمير الممنهج لكل مقومات الحياة ما علاقة تدمير المدارس والجسور والجامعات والمستشفيات وآبار المياة ومحطات الكهرباء والوقود ومراكز الاتصالات والموانئ والمطارات بعودة الشرعية .
من يريد أن يعيدك إلى بيتك لا يقوم بتدمير المنزل وإنما يعمل على صيانته والحفاظ عليه ، كما أن مساعدة الغزاة والقراصنة على إغراق مركب اليمن يعني بالضرورة أن كل من يستقل المركب سيغرق ولن يجد حتى المرتزقة واللصوص أرضا ووطنا يستمتعون فيه بما جنوه من المال الحرام ..
والله غالب على أمره ولكن أكثرهم لا يعلمون ..