الجديد برس:
قال قائد حركة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، إن السعودية قامت بتعديل مناهجها الدراسية وجعلت الركيزة الأساسية وسقف عملية تعديلها موضوع اليهود الصهاينة و”إسرائيل”، مشيراً إلى أن آل سعود قاموا بهذه الخطوة “لإرضاء الصهاينة، ولاستبعاد كل ما قد يكون عائقاً أمام التطبيع”.
وأضاف الحوثي، في كلمة له بمناسبة تدشين “الدورات الصيفية” للعام 1445هـ، السبت، أن “آل سعود وصلوا لدرجة إزاحة الآيات القرآنية التي تتكلم عن جرائم اليهود أو تفضحهم وتكشف واقعهم للناس وتحذر منهم”. وتابع أن “آل سعود احترموا اليهود الصهاينة بأكثر من احترامهم للقرآن وبدون أي خجل”.
كما أشار قائد أنصار الله إلى أن “آل سعود يزيحون الآية القرآنية من المنهج الدراسي لأنها ستغضب اليهود الصهاينة، وقد تكون عائقاً أمام مسألة التطبيع والولاء الذي يتجهون له”، بالإضافة إلى أنهم “أزاحوا أحاديث نبوية، إما بشكل كلي أو مبتور إرضاءً للعدو الصهيوني”.
وأضاف الحوثي أن “سقف آل سعود أصبح الاسترضاء لإسرائيل وهذا ظلم كبير للأجيال، وقدموا ما يدجن جيلاً بأكمله للعدو الإسرائيلي ويحول نظرته للعدو الإسرائيلي على أنه صديق، وأن الموقف الصحيح هو العلاقة والشراكة والتعاون معه”.
ولفت إلى أن “أحد زعماء السعودية وصل إلى درجة القول بأن العدو الإسرائيلي هو الحليف المستقبلي”، متسائلاً “أي ظلم للأجيال عندما تقدم لها مناهج توجه في العملية التعليمية لتُدجن للعدو الإسرائيلي الذي نرى ما يفعله في قطاع غزة؟!!”.
وأردف “نرى كم هي عداوة العدو الإسرائيلي للإسلام والمسلمين، ومدى حقده على العرب والمسلمين، فاليهود الصهاينة لديهم شعار الموت للعرب وهو شعار يرددونه، ويهتفون به، ويكتبونه وينطلقون على أساسه”.
وأضاف الحوثي أن “الإمارات فعلت كما فعلت السعودية وأصبحت مناهجها الدراسية تتحدث بوِد وإعجاب عن العدو الصهيوني، وتربي جيلها وأطفالها على أن تكون متقبلة للإسرائيليين كأصدقاء وحلفاء وشركاء في كل شيء”.
وحذر من “موجة تدجين الأجيال التي تتجه إلى دول عربية أخرى، تغيب منها قضايا البناء على أساس عزتها وكرامتها”، لافتاً إلى أن “المفاهيم السلبية والسيئة المدجنة للأجيال والمميعة للشباب تقدم في العملية التعليمية والمدارس ووسائل الإعلام ومختلف الأنشطة بما ينحدر بالأمة وأبنائها نحو الأسفل ويزيدها خنوعاً وتدجيناً للأعداء”.
وقال “العدو الإسرائيلي لا يُغير شيئاً في مناهجه الدراسية وسياسته التعليمية، ويربي أطفاله على العداء الشديد للمسلمين، ويستمر عداء اليهود منذ الطفولة إلى الشيخوخة للمسلمين والنظرة السلبية لهم وكرههم، ولكي يترسخ فيهم العداء والحقد لأبناء الأمة والسعي لمحاربتهم ضمن برنامج عمل عدائي للسيطرة والاستغلال والاستهانة بالأمة وإذلال أبنائها”.
وأكد عبد الملك الحوثي، أن للشعب اليمني مشروع تحرري قائم على أساس هويته الإيمانية، مشيراً إلى أن كثيراً من شعوب الأمة الإسلامية تعاني من التبعية، التي تجمدها عن أي انطلاقة حضارية راقية.
وانتقد قائد حركة أنصار الله حضارة الغرب التي تشطب الأخلاق من الواقع الإنساني وصولاً إلى أن تتحول مسألة الشذوذ إلى مسألة مقوننة، مؤكداً أن الغرب الكافر يحاول أن يعمم حضارته على بقية المجتمعات.
وأشار إلى أن “الصهيونية العالمية تستهدف الناشئة والأطفال والمجتمع البشري للإفساد والتمييع والتضييع وضرب المفاهيم والأفكار والثقافات”، لافتاً إلى أن “حرب الصهيونية العالمية الناعمة لم تتوقف عند المجتمعات الأوروبية بما وصلت إليه من فساد وانحلال أخلاقي، لكنها امتدت للتركيز على أطفال المسلمين في الدول الأوروبية”.
وتابع “يتم اختطاف أطفال المسلمين في أوروبا إجبارياً إلى أماكن مخصصة لتسميم أفكارهم وتلقينهم ضلالهم وباطلهم وكفرهم وتربيتهم على الفساد الأخلاقي والشذوذ الجنسي، فهم بذلك متخلفون عن الكرامة الإنسانية وهو أسوأ أشكال التخلف”.
وأضاف الحوثي “لقد أصبح الغرب الكافر يعيش حياة أسوأ من حياة الحيوانات، وهي حالة رهيبة وشنيعة، ويستهدف شبابنا وناشئتنا بكل الوسائل والأساليب في حرب ناعمة على المستويات الفكرية والثقافية والمفاهيم والتصورات والمعتقدات بإمكانات ووسائل متنوعة وغير مسبوقة في التاريخ البشري، من خلال القنوات الفضائية والانترنت”.
وشدد قائد حركة أنصار الله على “ضرورة السعي لتحصين النشء والأطفال من مخاطر الحرب الناعمة، التي يُروج لها الغرب وخاصة عبر المنظمات التي تلعب دوراً في هذا الجانب”، داعياً في ذات الوقت إلى إلحاق الأبناء في الدورات الصيفية التي ستقام في مختلف المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء، التي من شأنها “تحصين الجيل وتربيته وفق ثقافة حقيقية”.