الجديد برس|
ارتفاع ضغط الدم الكاذب (بالإنجليزية: Pseudohypertension)، حالة تُظهر بها أجهزة قياس ضغط الدم قراءات أكثر ارتفاعًا مقارنةً بالقيم الفعلية لضغط الدم داخل الشرايين، والتي تكون ضمن المعدلات الطبيعية، وهو ما يُلزم بضرورة تحري الدقة العالية أثناء عملية التشخيص والتقييم والمتابعة للتأكد من ثبوت ارتفاع ضغط الدم من عدمه ولتجنب التدخلات الطبية غير الضرورية.
ما هو ارتفاع ضغط الدم الكاذب؟
تدل ظاهرة ارتفاع ضغط الدم الكاذب على تقدير غير دقيق لقيم ضغط الدم داخل الشرايين، حيث تكون القيمة الحقيقة لضغط الدم داخل الشرايين أقل من القيمة المقروءة على أجهزة قياس ضغط الدم، وهذا ليس بسبب وجود خطأ في أجهزة القياس أو طريقة القياس، إنما بسبب عوامل أو أمراض أخرى أثرت على صحة النتائج.
في بعض الأحيان، قد يترتب على قراءات ارتفاع ضغط الدم الكاذب تدخل غير ملائم، لذا يوصى باستشارة مقدم الرعاية الصحية للتحقق من ارتفاع ضغط الدم.
أسباب ارتفاع ضغط الدم الكاذب
قد تختلف أسباب ظاهرة ارتفاع ضغط الدم الكاذب من شخص إلي آخر حسب الظروف الصحية الخاصة بكل فرد، ولكن فى معظم الحالات يكون ارتفاع ضغط الدم الكاذب نتيجة ما يلي:
زيادة سمك جدران الشرايين مع تقدم العمر، وزيادة صلابتها، مما يسبب قراءة ضغط دم أعلى من الفعلي. وهذا أحد أكثر أسباب ارتفاع ضغط الدم شيوعًا لدى كبار السن على وجه التحديد.
التكلّس، والذي يعني تراكم غير طبيعي للكالسيوم على جدران الشرايين، مما يؤدي إلى تصلّبها وقلة مرونتها، الأمر الذي يؤثر على نتائج قراءات جهاز قياس ضغط الدم.
متلازمة المعطف الأبيض، فى بعض الأحيان قد يتسبب القلق والخوف من الطبيب أو أماكن الرعاية الطبية، مثل المستشفيات إلى ارتفاع ضغط الدم بصورة مؤقتة.
تشخيص ارتفاع ضغط الدم الكاذب
يتطلب تشخيص ارتفاع ضغط الدم الكاذب عدة خطوات للتحقق فيما إذا كانت القراءات المرتفعة لضغط الدم تعكس ضغط الدم الفعلي داخل الشرايين، وتوجد عدة طرق لذلك وتشمل:
قياس الضغط المتكرر مع التدوين: يتم قياس ضغط الدم باستخدام السماعة وجهاز قياس الضغط الزئبقي عدة مرات على مدار اليوم مع تدوين قراءات الضغط . فعادةً ما يكون القياس الطبيعي لضغط الدم 120/80 ملليمتر زئبق أو أقل بقليل حيث يشير الرقم 120 إلي ضغط الدم الانقباضي و 80 إلي ضغط الدم الانبساطي، وقد تختلف القيم صعودًا أو هبوطًا حسب العمر والحالة الصحية للفرد ومعدل النشاط. أما فى حالة ارتفاع ضغط الدم الكاذب يلاحظ ارتفاع مستمر لضغط الدم بمقدار 10ملليمتر زئبق أو أكثر عن المعدل الطبيعي طوال اليوم.
مراقبة ضغط الدم لمدة 24 ساعة: يمكن استخدام جهاز مراقبة ضغط الدم المحمول لمدة 24 ساعة، والذي يمكنه قياس ضغط الدم على مدار اليوم لتتبع التغيرات فى ضغط الدم طوال اليوم.
القياس المباشر لضغط الدم داخل الشرايين: في بعض الحالات، قد يوصي الأطباء بإجراء قياس مباشر لضغط الدم داخل الشرايين، خاصة إذا كانت القراءات تظهر ارتفاعًا مستمرًا ولا يوجد سبب واضح. في هذا الإجراء، يتم إدخال انبوبة طبية رقيقة مباشرة إلى داخل شريان، عادةً في الذراع أو الفخذ، وتوصيلها بجهاز قياس ضغط الدم الإلكتروني الذي يقوم بتسجيل قراءات ضغط الدم بشكل مستمر مما يوفر دقة القياس المطلوبة.
تصوير الشرايين: يمكن إجراء فحص للقلب والشرايين باستخدام التصوير بالأشعة السينية أو عن طريق استخدام القسطرة التشخيصية، وهي عبارة عن أنبوب طبي يتم إدخاله من خلال فتحة صغيرة يصنعها الطبيب في الجسم تحت تأثير تخدير جزئي موضعي، وذلك بهدف الكشف عن وجود أي أسباب قد تسبب قراءات خاطئة لضغط الدم، مثل ترسب الكالسيوم على جدران الشرايين.
بالإضافة إلى ما سبق، توجد بعض العوامل التي قد أخذها بعين الاعتبار و تساعد الطبيب المختص فى عملية التشخيص، مثل:
ارتفاع ضغط الدم عند القياس دون وجود أعراض واضحة لارتفاع ضغط الدم، مثل ألم الرأس، أو الصداع، أو حدوث ضرر لبعض الأعضاء وهو ما قد يشير أن ضغط الدم طبيعي.
ملاحظة أعراض انخفاض ضغط الدم بعد تناول أدوية ارتفاع ضغط الدم، مثل الدوخة والارتباك، مما قد يشير إلى أن ارتفاع ضغط الدم كاذبًا وأنّ الأدوية أدت إلى هبوطه مسببة ظهور الأعراض.
هل الخل يسبب ارتفاع ضغط الدم إذا أضفته كل يوم للسلطة؟ وهل خل التفاح يتعارض مع ادوية الضغط؟
علاج ارتفاع ضغط الدم الكاذب
يعتمد ضرورة علاج ارتفاع ضغط الدم الكاذب بشكل أساسي على دقة تشخيص وتحديد الأسباب الرئيسية وراء القراءات غير الدقيقة لضغط الدم. وذلك نظرًا لأن ارتفاع ضغط الدم الكاذب لا يمثل ارتفاعًا حقيقيًا في ضغط الدم داخل الشرايين.
بدايًة، يوصي الأطباء على تحسين أدوات وطرق قياس ضغط الدم واستخدام أدوات قياس ملائمة للحصول على أعلى دقة ممكنة. كذلك قد تشتمل النصائح الطبية على اتباع أسلوب حياة صحي للحفاظ على ضغط دم طبيعي والتحكم بأسباب ظاهرة ارتفاع ضغط الدم الكاذب. ومن هذه النصائح:
ممارسة الرياضة: ينصح بممارسة الرياضة بشكل منتظم يوميًا خاصةرياضة المشي الذي يساعد في انتظام الدورة الدموية والتحكم في ارتفاع ضغط الدم بشكل كبير كما يعمل على حرق الدهون والتخلص من الوزن الزائد.
اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن: يساعد تناول أطعمة طبيعية خاصة الخضروات والفواكه، والابتعاد عن اللحوم المصنعة والأطعمة الغنية بالدهون، وتقليل الملح والبعد عن السكريات في تحسين صحة القلب ويحافظ على مرونة الشرايين خاصة مع تقدم العمر.
الابتعاد عن التوتر: يمكن للتوتر أن يسبب ارتفاع ضغط الدم وتسارع ضربات القلب، لذا يوصى بتجننب مسببات التوتر قدر المستطاع وممارسة بعض التمارين التي تساعد على الاسترخاء إن أمكن، مثل اليوغا.
الإقلاع عن التدخين: يتسبب التدخين بمشاكل صحية عديدة للقلب ويزيد من خطر تصلب وانسداد الشرايين بمرور الوقت، ويعتبر أحد العوامل الرئيسية لأمراض القلب والرئة بصورة عامة، وأحد أكبر مسببات الوفاة عالميًا، لذا يُنصح بالابتعاد عن تلك العادة.
النوم الكافي: يساعد الحصول علي قسط مناسب من النوم خاصة أثناء الليل على تنظيم الهرمونات التي بدورها تؤثر على ضغط الدم، كما يمكن أن يقلل من التوتر والمساعدة على التركيز.
نصائح لتجنب قياس ضغط الدم بشكل خاطئ
لتجنب الحصول على قراءات تدل ارتفاع ضغط الدم الكاذب يوصى بما يلي:
استخدام الجهاز المناسب: يجب التأكد من استخدام جهاز قياس ضغط دم مناسب وأن يكون مناسب لحجم الذراع، لأن استخدام جهاز غير مناسب قد يؤدي إلى قراءات خاطئة.
التقنية الصحيحة لقياس الضغط: يجب أن يتم قياس ضغط الدم فى وضع الراحة، و بظهر مستقيم وقدمين مستقرتين على الأرض، والذراع مسترخية على مستوى القلب تقريباً.
أخذ وتدوين عدة قراءات: يُنصح دائما بأخذ عدة قراءات في أوقات مختلفة ثم استخدام متوسط القراءات لتحديد ضغط الدم الفعلي.
المراقبة المستمرة لضغط الدم في المنزل: تساع المراقبة المنتظمة لضغط الدم في المنزل في تحديد ما إذا كانت القراءات المرتفعة نتيجة للتوتر أو القلق أثناء التواجد في عيادة الطبيب أو المستشفي أم لا.
قياس ضغط الدم بوضعيات مختلفة: قياس ضغط الدم في وضعيات مختلفة (جالسًا وواقفًا) يساعد في تحديد التغيرات الكبيرة في القراءات، والتي قد تشير إلى ارتفاع ضغط الدم الكاذب.
استشارة الطبيب: يوصى عند وجود شك في دقة قراءات ضغط الدم باستشارة الطبيب لتحديد القيم الحقيقية لضغط الدم.