الجديد برس:
أدانت حكومة صنعاء، الأربعاء، تصرفات الإدارة الأمريكية وقمعها لاحتجاجات الطلاب في الجامعات الأمريكية المتضامنة مع غزة، مؤكدةً أن ردة فعل إدارة بايدن تكشف زيف ادعاءاتها حماية حقوق الإنسان وحرية التعبير، بمجرد تعارض هذه التظاهرات مع مصالحها السياسية والعسكرية.
وذكر رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام، أن الولايات المتحدة تدعي دفاعها عن حقوق الإنسان وهي تدوسها على أرضها، معبراً عن إدانته الشديدة لقمع الإدارة الأمريكية التظاهرات الجامعية المنددة بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال محمد عبدالسلام، في منشور على حسابه بمنصة (إكس): “ندين بشدة ما تقوم به الإدارة الأمريكية من حملة قمع خبيثة داخل الجامعات الأمريكية ضد الحراك الطلابي المطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة”.
وأضاف: “على أمريكا أن تخجل من ادعاءات الدفاع عن حقوق الإنسان وهي تدوسها في عقر دارها، وأن تعرف أن العالم لم يعد يرى فيها إلا شراً مطلقاً يتهدد البشرية جمعاء”.
في السياق، عبّر نائب وزير الخارجية بحكومة صنعاء، حسين العزي، عن قلقه بشأن ما وصفه بالتمهيد الذي تعده إدارة بايدن لعمل قمعي محتمل ضد طلاب الجامعات المحتجين في أمريكا والمطالبين بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، مؤكداً أن حكومته ترفض بشدة المساس بالمحتجين.
وقال حسين العزي، في منشور على منصة (إكس): “نشعر بالقلق إزاء التصريحات المشبوهة لإدارة بايدن والتي تمهد بوضوح لعمل قمعي وشيك ضد احتجاجات طلاب الجامعات في أمريكا”.
وأكد العزي أن “صنعاء ترفض أي مساس بهؤلاء الأمريكيين الأحرار، وتعتبرهم جزءاً لا يتجزأ من الضمير الإنساني الحر”.
وخاطب المحتجين قائلاً: “لجعل الفعل القمعي عملاً صعباً نحث المحتجين على توحيد وتوسيع جهودهم”.
وتشهد الجامعات الأمريكية في مختلف الولايات تظاهرات واحتجاجات طلابية صاخبة للأسبوع الثاني على التوالي، رفضاً للسياسات الأمريكية الداعمة لـ”إسرائيل” وجرائم حربها على قطاع غزة، الأمر الذي أدى إلى توترات بين الطلاب المحتجين وإدارات الجامعات، وصلت حد توقيف عدد من الطلاب المتظاهرين، وإطلاق دعوات للدراسة عبر الإنترنت.
الاحتجاجات التي أعادت إلى ذاكرة الإدارة الأمريكية مساراً تاريخياً لمآلات ونتائج الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية التي قلبت الرأي العام الأمريكي في مختلف محطاتها السياسية منذ حربها في فيتنام خلال ستينيات القرن الماضي، دفع بالإدارة الأمريكية للتعامل معها بمنتهى القمع والهمجية المفارقة لشعارات الحرية والديمقراطية التي ترددها واشنطن.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن أدان، الإثنين الماضي، في تصريحات للصحافيين ما وصفه بـ”معاداة السامية”، مؤكداً أنه “لا مكان لها على الإطلاق في حرم الجامعات، ولا في أي مكان آخر في بلادنا”. فيما وصف الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري لانتخابات عام 2024، الاحتجاج في الحُرم الجامعية بأنه “فوضوي”.
ونشرت شرطة نيويورك عناصرها في حرم جامعة نيويورك لتفريق المحتجين، وبدأت التظاهرات الأسبوع الماضي، ونصب المحتجون مخيماً للتضامن مع غزة في حرم جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك، وطالبوا بقطع الصلات بين الجامعة و”إسرائيل”، وما لبثت التظاهرات حتى اتسعت لتشمل جامعات أخرى مثل جامعة نيويورك NYU ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT ويال وغيرها، وفق وسائل الإعلام الأمريكية.