الجديد برس:
لا يزال شبح الإخفاق الأمني يحوم فوق رؤوس الجميع في “إسرائيل”؛ من السياسيين إلى الأجهزة الأمنية، والعسكرية وغيرها، فيما ينشغل المحللون الإسرائيليون بالأسباب التي أدت لحصول عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر، وما يجري بعدها.
محلل الشؤون الفلسطينية والعربية في “القناة 12” الإسرائيلية، أوهاد حِمو، تحدث عن سبب ما حصل في 7 أكتوبر، موضحاً أن الجواب عن السبب كان واضحاً وجلياً في السنوات الأخيرة، لكنهم وبحسب أوهاد “لم يُقرأ بشكلٍ صحيح، لم يُقرأ على الإطلاق”.
وأشار أوهاد خلال حديثه إلى عيد الفصح، واصفاً إياه “بالمختلف هذا العام”، فيما كانت قيم الحرية موضع استفهام، وهذا الحال ينطبق عندما يكون “133 أسيراً إسرائيلياً على بعد مئات الأمتار، بحد أقصى بضعة كيلومترات، من جنود الجيش الإسرائيلي لأكثر من 6 أشهر، وإسرائيل غير قادرة على إنقاذهم”.
وتطرق لما تغير في غزة على مر السنين، معتبراً أنه منذ سنوات، كان حاجز الخوف في غزة موجوداً، بينما تم كسره هذا العام، واصفاً هذا التغيير بـأنه “دراماتيكي ولا يبشر بخير”، متسائلاً: “كيف يمكن لغزة الصغيرة أن تجرؤ على بدء حرب شاملة ضد أقوى قوة في الشرق الأوسط؟”.
كذلك، قال محلل “القناة 12″، إن هذه المرة مختلفة عن كل الجولات في السنوات الأخيرة، التي اقتصرت على بعض القذائف الصاروخية، وإن غزة هذه المرة، أعلنت حرباً شاملة على “إسرائيل” في غارة 7 أكتوبر، و”تهدف إلى تدميرها، كما لو كان مكتوباً في ذلك اليوم بأحرف تقديس بيضاء على صور الذين آذوا وأهانوا وآلموا الأسرى الإسرائيليين وضربوهم بالصنادل والتقطوا صور سيلفي معهم”.
وبيّن أن قادة حماس صدقوا أنفسهم والنبوءات التي تنبأت بتدمير وشيك لـ”إسرائيل”، وأن خطابات السنوار، وتصريحات كبار مسؤولي حماس في غزة، وحتى الخطب لدعاة الحركة في قطاع غزة، كانت مصحوبة بمعرفة صريحة بأن “إسرائيل ستختفي قريباً”.
وأوضح محلل “القناة 12” أن هذا التأكيد “لم يكن رغبةً، بل معرفة واضحة بأنها ستكون كذلك”، لافتاً إلى أن هذا ما يفسر المؤتمر الذي عقدته حماس قبل عامين، حيث كانت تستعد بالفعل لليوم التالي لتدمير “إسرائيل” وإدارة فلسطين، التي سيتم إفراغها من اليهود.
وأضاف أنه في اليهودية يُحرّم “صعود الجدار”، وبعبارة أخرى “يجب عليه، أي شعب إسرائيل، ألا يأخذ مصيره بيده، بل الخلاص سيأتي من السماء”، لكن من ناحية أخرى، “صعدت حماس الجدار أو كسرته عملياً وفجرته”.
ولذلك، وفقاً لأوهاد، فإنه إذا كان الأمر يستحق تعلم أي شيء من الأشهر الستة الماضية، “فهو الحاجة إلى الاستماع إلى ما يقال على الجانب الآخر، وعدم التقليل من قيمة الكلمات، وفهم أن من يريده الآخرون، قد ينجح أيضاً”.
المصدر: الميادين نت