الجديد برس:
أكدت صحيفة “مارين كوربس تايمز”، المعنية بأخبار البحرية الأمريكية، أن الحوثيين فرضوا تكاليف كبيرة على البحرية الأمريكية، مشيرةً إلى أنه من الصعب تعقبهم كونهم يحددون مواقع السفن ويطلقون طائرات بدون طيار وصواريخ مضادة للسفن عليها، ثم ينتقلون إلى مكان آخر.
وأشارت الصحيفة في تقرير لها، إلى أنه “في معركة مع الجيش الصيني ينتقل مشاة البحرية من مكان إلى آخر بالقرب من الشاطئ في مجموعات خفية”، مشيرةً إلى أن “الحوثيين يتبعون تكتيكات مماثلة في هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن”.
وقال بريان كلارك، وهو زميل بارز في معهد هدسون، إن “الحوثيين يحددون مواقع السفن ثم يطلقون طائرات بدون طيار ويطلقون صواريخ مضادة للسفن عليها. ثم ينتقلون إلى مكان آخر، مما يجعل من الصعب تعقبهم”، موضحاً أنه “من أجل شن هجمات مضادة، يتعين على الجيش الأمريكي أن ينخرط في مراقبة واستهداف عدواني للغاية ومستمر”.
وأشار إلى أن “الحوثيين يفتقرون إلى بعض قدرات مشاة البحرية في الحرب الإلكترونية، على سبيل المثال، إلا أنه استدرك بالقول: “لكنني أعتقد أن هذا مثال على نوع العملية التي يحاول مشاة البحرية القيام بها، وقد فعل الحوثيون ذلك بفعالية كبيرة باستخدام قوة أقل تطوراً بكثير”.
وأوضحت الصحيفة أن “أساطيل البحرية الأمريكية والتحالف تمكنت من صد معظم هجمات الحوثيين على السفن ولكن بتكلفة عالية، حيث أطلقت السفن الحربية صواريخ كلفت الملايين لاعتراض طائرات الحوثيين بدون طيار والتي تبلغ قيمتها آلاف الدولارات فقط”.
وأضافت أن الكثير من السفن التجارية تتجنب عبور البحر الأحمر من خلال تحويلات طويلة عبر الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، حتى لا تتعرض لهجمات الحوثيين الذين يقولون إنها في إطار تضامن اليمنيين مع الفلسطينيين في غزة، حسب تعبيرها.
الصحيفة قالت إن “هجمات الحوثيين تأتي في وقت تقضي قوات مشاة البحرية الأمريكية أربع سنوات في خطتها الطموحة لإصلاح القوة لمواجهة قوة بحرية مثل الصين، بعد أن أمضت عقوداً في شن حروب برية. تهدف الخدمة إلى أن يكون مشاة البحرية أخف وزناً وأكثر انتشاراً وأفضل في تعقب الأعداء مع تجنب تعقبهم بأنفسهم”.
وقال اللفتنانت كولونيل في مشاة البحرية ترافيس هورد: “أعتقد أن ما يظهره الحوثيون هو أنه قد يكون بمقدورهم القيام بذلك، لأنهم تمكنوا من القيام بذلك ضدنا إلى حدٍ ما”، ومن وجهة نظر هورد، في حين أن عمليات الحوثيين “ليست تأكيداً مطلقاً” لمفاهيم تصميم القوة، إلا أنها تظهر أن القوة البرية المجهزة بأجهزة استشعار وصواريخ يمكن أن تشكل تحديات كبيرة للسفن.
المقدم زاك أوتا، وهو مخطط عمليات لدى الأسطول الأمريكي وقوات مشاة البحرية الأمريكية في المحيط الهادي، قال إن “الجيش الأمريكي لن يحاكي مهمة الحوثيين المتمثلة في تعطيل التجارة، لكنه قد يتعلم من تكتيكاتهم”، مضيفاً: “هناك اختلاف بين عمليات الحوثيين في البحر وتلك التي قد يقوم بها سلاح مشاة البحرية في حرب في المحيط الهادي، وهو أن الحوثيين يعملون في الهجوم، في حين أن القوات الاحتياطية للفيلق موجهة نحو الأعمال الدفاعية”.
من جانبه، قال العقيد المتقاعد تي إكس هاميس، وهو زميل أبحاث متميز في جامعة الدفاع الوطني، “إن أحد الدروس المستفادة من القتال بين الحوثيين والبحرية هو أن السفن يمكنها صد عدد صغير من الصواريخ. لذا يجب أن يكون لدى قوات مشاة البحرية المزيد منها، وإن قوات المارينز يجب أن تكون قادرة على إطلاق وابل من الصواريخ التي يمكن أن تطغى على دفاعات سفن العدو”.
وأكدت الصحيفة أن “من غير الواضح إلى أي مدى تطبق قوات مشاة البحرية الدروس المستفادة من عمليات الحوثيين. ولم يستجب سلاح مشاة البحرية لطلبات التحدث مع مشاة البحرية الذين يدرسون رؤى من العمليات القتالية في البحر الأحمر وخليج عدن”، موضحةً: “ومع ذلك، هناك شيء واحد واضح: حتى عند تطوير تصميم القوة، استخلص الفيلق دروساً من خصوم الولايات المتحدة”، في إشارة إلى أن القوات البحرية الأمريكية تحاول الاستفادة من تكتيكات الحوثيين في هجماتهم على السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية.
وخصص فيلق البحرية الأمريكية صفحةً لأنشطة الحوثيين في البحر الأحمر خلال الفترة 2016-2018، في وثيقته لعام 2021 التي تشرح القوات الاحتياطية، والتي جاء فيها أن جهود الحوثيين “تطورت بسرعة إلى مثال ممتاز لكيفية إجراء استطلاع فعال، واستطلاع مضاد، ومنع دخول البحر أثناء العمل داخل منطقة متنازع عليها”.
وتحت عنوان “الحوثيون ليسوا الجهات المعادية الوحيدة التي قد يتعلم منها الجيش”، نقلت الصحيفة عن بريان كلارك، قوله إنه “حتى لو لم يعترف القادة العسكريون بذلك، فإنهم يتعلمون من التشويش الإلكتروني الروسي على الاتصالات الأوكرانية.
كما أشار اللفتنانت كولونيل المتقاعد ترافيس ريس أن الجيش الأمريكي تبنى خلال حرب فيتنام، تكتيكات حرب الغابة التي اتبعتها قوات الفيتكونغ والقوات الفيتنامية الشمالية، مؤكداً أن “التعلم من عدوك قديم قدم الحرب”.