الجديد برس: خاص
متابعون للشأن اليمني أكدوا مراراً أن بوادر التهدئة والتوصل لحل شامل يمثل فرصة للنظام السعودي من أجل إنقاذ نفسه من ورطة تعمل قوى دولية وأقليمية على اغراقه فيها وبالتالي إستنزاف قدراته المالية والنفطية بالتزامن مع ما يحدث لليمنيين من جرائم بشعة جراء الإجرام السعودي الذي يعتمد بالأساس على دعم واشنطن ومعها عواصم القوى العالمية التي تكالبت على الشعب اليمني .
ويأتي توقيت مجزرة مستبأ ليؤكد أن هناك قوى لا يروق لها أن يخرج النظام السعودي من ورطته وتسعى لإستغلال غباء سلمان ونجله للدفع بهم نحو الغرق أكثر في اليمن وإسدال الستار على أي محاولات أو جهود اقليمية كانت أو دولية تهدف لوضع حد لما يحدث وهو ما يعني وقف العدوان ورفع الحصار .
ولطالما أستوعبت قيادة الثورة حقيقة النظام السعودي وأدركت دوره المطلوب منه فعملت على منحه أكثر من فرصة علّه يتراجع عن الإيغال أكثر في دماء اليمنيين فكانت الأسابيع الأولى من العدوان ليست إلا حرباً من طرف واحد وما إن جاء اليوم الأربعون حتى بدأ الرد اليمني , حينها لم يدرك آل سعود أن عدم الرد ليس ضعفاً أو جبناً وإنما فرصة للتراجع فلا مبررات واقعية للعدوان ولا أسباب منطقية للتدخل العسكري الهمجي على دولة ذات سيادة وجاره .
ولأكثر من مرة كانت مواقف القوى الوطنية تؤكد على خيار الحوار والحل السلمي السياسي وليس العسكري غير أن كل ذلك لم يدفع المملكة إلا لإرتكاب المزيد من الجرائم وتنفيذ الأجندة التأمرية على الشعب اليمني والعمل على إحراق الأخضر واليابس في عدوان لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية .
كل تلك الفرص لم يلتقطها صناع القرار في الرياض وعلى ما يبدو ان أسيادهم في واشنطن يريدون لأتباعهم في المنطقة التورط أكثر دون أن يدرك هؤلاء الأتباع حقيقة المخطط الذي في ظاهره إستهداف اليمن وفي باطنه إستهداف اليمن ومعه المملكة وفي إطار مشروع التمزيق والتفكيك ونشر الفوضى في كل البلدان .
فإن كان الشعب اليمني الذي يشكل بثقافته وموروثة الحضاري خطراً على مشاريع الغرب في المنطقة فإن هذه المشاريع لا يمكن ان تكتمل إلا بتمزيق كل الأمة ونشر الفوضى في كل ربوع المنطقة .