الجديد برس:
خيم الذعر على العواصم الخليجية، السبت، مع ترقب المرحلة الرابعة من التصعيد اليمني ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه الغربيين.
ونفذت القوات الأمريكية والسعودية مناورات مشتركة أطلق شعار “درع الوقاية” على المناورة التي نُفذت في قيادة المنطقة الشرقية بظهران الجنوب وشاركت فيها القيادة الوسطى الأمريكية بحضور عدد من قواتها.
وتم خلال التدريبات، وفق ما نقله موقع وزارة الدفاع السعودية، اختبار مدى الجاهزية في مجال أسلحة الدمار الشامل.
ولم يتضح ما إذا كانت التدريبات ضمن الاتفاق الأمني المعلن بين الرياض وواشنطن، أو مجرد مناورة عادية، لكن تزامنه مع حملة للاستخبارات السعودية التي عكست مخاوف من هجوم يمني يشير إلى قلق السعودية من إمكانية أن تطالها نيران المرحلة الرابعة من تصعيد العمليات اليمنية.
وتضمنت الحملة السعودية إيحاءات بهجوم كبير على اليمن في حال تعرضت السعودية لهجوم.
وتخشى السعودية أن يدفع تقاربها الأخير مع الولايات المتحدة وسعيها للتطبيع مع “إسرائيل” لإسقاط الهدنة في اليمن والتي نجحت من خلالها بالتقاط أنفاسها على مدى السنوات الأخيرة بعد أن كادت تغرق بمستنقع الحرب على اليمن.
السعودية أقرب للمشاركة في أي تصعيد عسكري أمريكي قادم ضد صنعاء
وفي سياق متصل، أكدت تقارير إعلامية، أن التحركات الأمريكية الأخيرة في المنطقة تؤكد أن الولايات المتحدة ترتب لعملية برية ضد قوات صنعاء في اليمن، بعد فشل مهمتها البحرية والجوية في إضعاف هذه القوات ومنعها من استهداف السفن الإسرائيلية والمتجهة إلى “إسرائيل” في البحر الأحمر.
وقال تقرير حديث نشره موقع “عرب جورنال” الإخباري، إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تحظ بدعم دولي في معركتها البحرية والجوية، واضطرت إلى خوضها منفردة، إلى جانب بعض الدول الأوروبية، إلا أن تحركاتها الأخيرة في المنطقة ـ على ما يبدو ـ أنها بدأت الترتيب لعملية برية جديدة.
وأضاف الموقع أن هذه الخطوة ـ إن صح أنه يتم الترتيب لها ـ تطرح أسئلة عن دوافع اتخاذها، خصوصاً وأن حلفاءها في المنطقة، وفي مقدمتهم السعودية، رفضوا علناً المشاركة في التحالف البحري الذي دعت إليه أواخر العام الماضي.
وأشار إلى أنه وفي حال استبعدنا أن يكون ما يتم تداوله مجرد تهديد هدفه إجبار قوات صنعاء على إيقاف عمليات البحر الأحمر، يمكن طرح سؤال عن الموقف السعودي الجديد، الذي يقول البعض إنه قد يكون وراء ترتيب أمريكا للعملية البرية، أي أن هناك موافقة سعودية مبدئية على المشاركة فيها مقابل ضمانات بحمايتها من أية عمليات انتقامية مستقبلية.
وأضاف: “يمكن القول إن هذا أقرب تفسير للتحرك الأمريكي باتجاه إطلاق عملية برية في اليمن، خصوصاً وأنه تزامن مع زيارة مسؤولين أمريكيين للسعودية، وتحركات للقوات الموالية للتحالف السعودي ـ الإماراتي في المحافظات اليمنية المحتلة”، حسب تعبير الموقع.
وأشار التقرير إلى جانب ذلك، أنه من الأمور التي يمكن اعتبارها مؤشراً على مشاركة المملكة في اعتداء قادم على صنعاء، إبرام اتفاقية أمنية بين واشنطن والرياض، فعلى رغم أن ملف اليمن لم يرد ضمن الأهداف المعلنة للاتفاقية، إلا أن خبراء يؤكدون أن التوقيع على هذه الاتفاقية يعني عودة الحرب إلى اليمن.
وقال التقرير، إن هذا يأتي رغم، وجود بعض المؤشرات على أن السعودية بدت ـ في وقت سابق ـ مستعدة لتغيير سياستها تجاه اليمن، على سبيل المثال، عقدت السعودية محادثات مع صنعاء في الأشهر الأخيرة، وعبّرت عن استعدادها لإجراء محادثات سلام جديدة.
وأضاف: “يبدو من السابق لأوانه تحديد ما إذا كانت السعودية ستنخرط في صراع جديد مع قوات صنعاء إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية. ويمكن القول إن ذلك يعتمد على العديد من العوامل، منها: تطورات الصراع في اليمن، حيث بأنه إذا ازداد الصراع سوءًا، فقد تكون السعودية أكثر عرضة للتدخل بشكل مباشر.
وأشار التقرير أن العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية ربما تلعب دوراً في تحديد ما إذا كانت السعودية ستشارك في صراع جديد.
وبحسب التقرير، فإن السعودية ستأخذ في الاعتبار مصالحها السياسية الخاصة عند اتخاذ قرار بشأن كيفية المضي قدماً في هكذا قرار.
واختتم الموقع تقريره، أنه في حال اعتمدنا على القرائن والتحركات التي شهدتها الأسابيع الأخيرة، يمكن القول إن السعودية أقرب إلى المشاركة في أي عمل عسكري أمريكي قادم ضد صنعاء، خصوصاً إذا أخذنا بالاعتبار موضوع اللعب على الوقت فيما يتعلق بمحادثات السلام، من خلال المماطلة واختلاق العراقيل.
لا غارات جوية أمريكية من الإمارات على اليمن
ويوم الجمعة، أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، أن “البنتاغون” يقوم بنقل مقاتلات نفاثة وطائرات مسلحة بدون طيار وطائرات أخرى إلى قطر، معيداً بذلك تمركز قواته، للالتفاف على القيود المفروضة على تنفيذ ضربات جوية من قاعدة جوية تستخدمها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة في الإمارات.
وبحسب الصحيفة، فقد أبلغت الإمارات الولايات المتحدة في فبراير الماضي، أنها لن تسمح بعد الآن للطائرات الحربية والطائرات الأمريكية بدون طيار المتمركزة في قاعدة الظفرة الجوية في أبو ظبي، بتنفيذ ضربات في اليمن والعراق.
وقال مسؤولون أمريكيون للصحيفة إن ذلك دفع واشنطن إلى إرسال الطائرات الإضافية إلى “قاعدة العديد” الجوية في قطر، التي لم تفرض قيوداً مماثلة.
وتسلط هذه الخطوة الضوء على حذر الدول الخليجية التي سمحت للقوات الأمريكية بالتمركز على أراضيها، من الانجرار إلى صراع إقليمي واسع، في ظل العدوان المستمر منذ أكثر من 7 أشهر على قطاع غزة.
ومع تصاعد التوترات الإقليمية، ازداد قلق الإمارات من إمكانية استهدافها من قبل حلفاء إيران في المنطقة إذا ما نُظر إليها على أنها تساعد علناً العمليات العسكرية الأمريكية، بحسب ما نقلت الصحيفة عن المسؤولين الأمريكيين.
وقال مسؤول إماراتي لصحيفة “وول ستريت جورنال”: “لقد تم فرض قيود على قيام الطائرات الحربية الأمريكية المتمركزة في أراضي الإمارات بشن غارات جوية ضد أهداف في العراق واليمن”، موضحاً أن “هذه القيود تأتي من منطلق الحماية الذاتية.”
وقد قامت الولايات المتحدة بالترتيب مع القطريين في الأيام الأخيرة لجلب مقاتلات إضافية وطائرات استطلاع وطائرات بدون طيار مسلحة إلى العديد، وفقًا لشخص مطلع على المناقشات.