الجديد برس:
كشفت مصادر إعلامية عن خلافات في رئاسة المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً كانت وراء رفض محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي، توجيهات حكومية بتزويد محافظة عدن بالوقود لمواجهة أزمة الكهرباء، مشترطاً دفع قيمة الوقود.
ونقل موقع “جنوب العرب” عن مصادر وصفها بـ”الرفيعة” في السلطة المحلية بحضرموت كواليس قرار المحافظ، مشيرة إلى أنها تأتي تنفيذاً لتوجيهات فرج البحسني، نائب رئيس المجلس الانتقالي.
ويأتي قرار سلطة حضرموت بوقف الإمدادات في وقت يرزح الانتقالي تحت ضغوط الاحتجاجات الشعبية المنددة بانهيار الخدمات، وعلى رأسها الكهرباء التي تعاني نفاد الوقود.
وبحسب الموقع، يحمل توقيت قطع الوقود عن كهرباء عدن رسائل سياسية تعكس حجم الخلافات داخل رئاسة الانتقالي، خصوصاً وأن القرار تزامن مع احتفالات الانتقالي بالذكرى السابعة لتشكيله، والتي قاطعها نواب رئيسه عن حضرموت، وعلى رأسهم اللواء فرج البحسني المتواجد حالياً في المكلا.
وكان عدنان الأعجم، رئيس تحرير صحيفة الأمناء التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، شن هجوماً عنيفاً على محافظ حضرموت متهماً إياه بالتفريط في ثروات المحافظة النفطية.
وقال الأعجم في تغريدة على منصة (إكس): “من العيب أن توجيهات الحكومة لتوريد نفط خام لمحطة الرئيس تلاقي استجابة من سلطان العرادة وإن كانت غير كافية، بينما محافظ حضرموت يشترط المال من أجل تزويد عدن بالنفط الخام”.
وأضاف: “هل يعلم بن ماضي أين يذهب بترول حضرموت وكيف يجري التعامل معه وكيف تتعامل شركات النفط في الوادي مع مأرب، يا ليت (الشحطة) يا بن ماضي تكون على ثروات حضرموت تجاه الجميع وليس تجاه عدن فقط”.
بدوره كشف الصحافي فتحي بن لزرق، رئيس تحرير صحيفة “عدن الغد” عن رفض محافظ حضرموت محاولات حكومية “منذ أشهر” لتزويد محطة بترومسيلة (الرئيس) بالوقود.
وقال بن لزرق على حسابه بمنصة (إكس): “هل ستصدق إذا قلت لك إنه منذ تشغيل محطة الرئيس في عدن وهي تعمل بوقود خام مصدره مأرب وقدره 3 آلاف برميل. المشكلة مش هنا المشكلة أن الحكومة منذ أشهر تحاول مع محافظ حضرموت لتزويد نفس المحطة بكمية إسعافية وقدرها ألف برميل فقط من احتياطي نفطي قدره 3 ملايين برميل ولكن كل الطلبات رفضت”.
وعلق بن لزرق على منشوره بالقول: “اتصل بي اليوم الصباح مسؤول في السلطة المحلية بحضرموت معلقاً على منشوري السابق حول رفض السلطات هناك تزويد محطة الرئيس بعدن بالوقود.. قال لي: “يا أخي تريدون منا نعطي عدن ثروات حضرموت و70٪ من ثروات عدن تأكلها القيادات وتبني قصوراً، وجهوا إيرادات عدن لصالح أهلها”.
يُشار إلى أن مصادر عاملة في كهرباء عدن، أفادت يوم السبت، بتوقف محطة “الحسوة الكهروحرارية” وخروجها عن الخدمة بشكل كامل جراء نفاد الوقود، وسط تحذيرات من خروج مماثل لمحطات أخرى بالمحافظة، في ظل تفاقم شديد لأزمة الكهرباء تشهدها مدينة عدن منذ أيام.
وأكدت المصادر، حسب وسائل إعلام محلية، أن محطة “الحسوة” الواقعة بمدينة الشعب خرجت عن الخدمة بسبب نفاد الوقود، ما يهدد بارتفاع عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي- التي وصلت مؤخراً إلى 6 ساعات مقابل ساعتي إنارة- في المحافظة.
وأوضحت المصادر أن القدرة التوليدية لمحطة “الحسوة”، التي تعمل بوقود المازوت، كانت 32 ميجاوات قبل أن تنخفض الأيام الماضية إلى 22 ميجاوات، لتفقد اليوم قدرتها بشكل كامل وتصل إلى صفر ميجا وات، جراء نفاد الوقود.
وكانت المؤسسة العامة للكهرباء بعدن أعلنت، عصر الأربعاء الماضي، عن توقف محطة الرئيس “بترومسيلة” عن العمل وخروجها بشكل كلي عن الخدمة جراء نفاد الوقود الخاص بتشغيلها، قبل أن تعلن، الجمعة، عودة المحطة للخدمة، عقب إعادة تزودها بكمية ضئيلة من وقود النفط الخام تكفي فقط حتى يوم أمس الأحد.
وأشار المكتب الإعلامي للمؤسسة، في منشور بموقع “فيسبوك”، بأن “استمرارية محطة بترومسيلة في الخدمة مرهون باستمرار تدفق الوقود إليها بدون توقف أو تأخر وذلك لضمان عدم توقفها مرة أخرى، حيث أن المحطة لا تمتلك أي مخزون من النفط الخام”.
ويأتي توقف محطة “الحسوة” وقبلها محطة “بترومسيلة” بعد مناشدات متكررة تقدمت بها مؤسسة الكهرباء في عدن، لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية والجهات التابعة لها ذات العلاقة لتوفير الوقود اللازم لتشغيل محطات التوليد، “إلا أن المناشدات لم تلقَ أي استجابة”.