الجديد برس:
تحدثت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، في تقرير، عن ضرب حزب الله “الخاصرة الرخوة لإسرائيل”، باستخدام الطائرات المسيرة، “السلاح الجديد الذي ليس له حل حالياً”.
وفي التفاصيل، ذكرت الصحيفة أن الطائرات من دون طيار هي “سلاح كاسر للتوازن”، ويُعيد الجيش الإسرائيلي إلى ذاكرته التنظيمية إلى التسعينيات أي قبل الانسحاب من لبنان، “عندما كان تهديد حزب الله يتمثل في إطلاق صواريخ مضادة للدروع في اتجاه مواقع الجيش في الحزام الأمني”.
وأضافت أن حزب الله “كان يتصرف آنذاك بشكل منهجي، ويطلق صواريخ مضادة للدروع على مواقع الجيش في الحزام الأمني، بهدف زرع الخوف وسط الجنود، ليخلق في نفوسهم شعوراً بأنهم لا يتمتعون بالأمان داخل المواقع، وأنهم مكشوفون في كل المنطقة”.
والآن كما في السابق، “يعود حزب الله إلى استخدام نفس الحرب النفسية”، وفق “معاربف”، التي أكدت أن هدف الحزب في الأسابيع الأخيرة هو “خلق شعور في مستوطنات الشمال وفي المواقع أن كل من يتحرك في المنطقة مكشوف، سواء كان في مبنى أو في منطقة مفتوحة”، لكن الفرق هو أنه يستخدم هذه المرة، الطائرات المسيرة المتفجرة.
وعليه، أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن حزب الله “يستغل هذه المسيرات ويطلقها بالقرب من السياج، وينجح في استخدامها بشكل فعال في الأسابيع والأيام القليلة الماضية، مع التركيز على قوات المشاة التابعة للجيش الإسرائيلي، وخاصةً في المستوطنات المهجورة على طول الحدود أو في المواقع”.
في هذا السياق، تطرقت “معاريف” إلى الحديث عن خصائص هذا السلاح، قائلةً إن “المسيّرات أكثر دقة من الصواريخ المضادة للدروع بفضل نظام تحديد المواقع العالمي GPS”.
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك “هو السبب الذي يُعطل لأجله الجيش الإسرائيلي نظام GPS كل بضعة أيام”.
فشل في التعامل والاعتراض
يأتي ذلك فيما يواجه “الدفاع الجوي” التابع لجيش الاحتلال ارتباكاً في التعامل مع طائرات حزب الله المسيّرة، ويحاول إيجاد طريقة للتعامل معها، بحسب ما كشفت صحيفة “إسرائيل هيوم”.
وأوضحت الصحيفة أن الصعوبة التي يواجهها جيش الاحتلال الإسرائيلي تكمن في اكتشاف الطائرات المسيّرة الصغيرة ذات المقطع الراداري المنخفض، وكذلك في اعتراضها.
وقد أقرت “القناة الـ 12” بأن “الدفاع الجوي” الإسرائيلي، “ليس لديه القدرة 100% على مواجهة الطائرات غير المأهولة الانتحارية، التي تُرسل من مدى قصير وبارتفاع منخفض”.
وقال مراسل القناة في الشمال غاي فارون، إن استهداف المسيّرة التي أطلقها حزب الله من لبنان قبل يومين، في اتجاه المطلة كان دقيقاً، مؤكداً أن العديد من الطائرات المسيّرة التي تخترق المجال الجوي، “تصور وتجمع معلومات من دون عائق من جانب المؤسسة الأمنية”.
وتحدث فارون عن قدرات حزب الله وتكتيكاته في الهجمات الجوية، ناقلاً عن عناصر احتياط يخدمون في الشمال منذ 7 أشهر قولهم، إن العديد من المسيّرات الصغيرة تمر من فوق رؤوسهم، ليشاهدوا بعدها الطائرات الكبيرة التي تحمل عبوات ناسفة.
كيف تطور سلاح المسيّرات لدى حزب الله؟
يُذكر، في هذا السياق، أن حزب الله أدخل سلاح المسيرات في معركة “طوفان الأقصى”، مستهدفاً عبرها المواقع والتجمعات الإسرائيلية.
ونجح الحزب في خرق المنظومات الدفاعية الإسرائيلية، وفي توثيق ذلك أيضاً. ففي يناير الماضي، نشر الإعلام الحربي لحزب الله مشاهد من استطلاعٍ جوي التقطتها مسيّراته لنقطة تموضع منصات الإطلاق الصاروخي الإسرائيلية، “القبة الحديدية”، كانت استهدفتها في مستوطنة “كفر بلوم” داخل فلسطين المحتلة.
ويمتلك حزب الله منظومة مُتكاملة من القدرات العسكرية، ولاسيما ما يخص السلاح الجوي المعلن، والمتمثل بالمسيّرات، إذ يمتلك الحزب المسيّرات الاستطلاعية والانقضاضية والهجومية.
وكان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، كشف، قبل عامين، أن “الحزب بدأ منذ أعوام تصنيع المسيّرات”، مؤكداً أن “المقاومة في لبنان قررت تفعيل الدفاع الجوي الموجود منذ أعوام”.