الجديد برس:
يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى ما يجري في قطاع غزة من نافذة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن. مع أن واشنطن داعم رئيسي لقوات الاحتلال في عدوانها على القطاع، إلا أنها تتصرف أيضا بناء على مخاوفها من اتساع رقعة العمليات اليمنية في البحار، وانتقالها إلى مستويات متقدمة من التصعيد.
يرتبط الأمر هنا بشكل رئيسي بالفشل الأمريكي في منع الهجمات التي تستهدف السفن المرتبطة بإسرائيل، رغم لجوء أمريكا إلى أكثر من ورقة ضغط عسكرية واقتصادية وغيرها. تدرك الولايات المتحدة أن اتساع رقعة الهجمات على السفن يعني مزيدا من الفشل العسكري والأمني، ومزيدا من الخسائر الاقتصادية، ولهذا أبدت معارضة خجولة لعملية اقتحام مدينة رفح التي تعتزم قوات الاحتلال القيام بها.
ففي وقت سابق، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن الولايات المتحدة ستتوقف عن تسليم حليفتها إسرائيل بعض أنواع الأسلحة، لا سيما أنواعا محددة من القنابل والقذائف المدفعية، في حال شنت الدولة العبرية المحتلة هجوما بريا واسع النطاق على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
بايدن أقر بأن إسرائيل استخدمت الأسلحة الأمريكية لقتل المدنيين في غزة. فيما قال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان “إنه أمر صعب جدا وتصريح مخيب للآمال إلى حد كبير يصدر عن الرئيس الذي أعربنا عن امتناننا له منذ بداية الحرب”.
وتعتبر تصريحات بايدن آنفة الذكر هي التصريحات العلنية الأكثر صرامة حتى الآن خلال محاولاته درء الهجوم الإسرائيلي على رفح، وتسلط الضوء على وجود خلاف متزايد بين الولايات المتحدة وأقوى حلفائها في الشرق الأوسط.
لكن الأمر لا يتعلق بالأسباب المعلنة، بل بالمخاوف الأمريكية مما قد يترتب على اقتحام المدينة، خصوصا بعد إعلان زعيم أنصار الله عن المرحلة الرابعة من التصعيد، والتي قال إنها ستصل إلى البحر المتوسط، وربطها بالتصعيد الإسرائيلي في مدينة رفح.
هذا الإعلان، وضع العدوّ قوات الاحتلال أمام حقيقة مفادها أن الإقدام على اجتياح رفح سوف يفجِّرُ ردودًا واسعة على جبهات أُخرى، حتى وإن كانت غيرَ محددة في الوقت الحالي. وقد أثبتت قوات صنعاء قدرتها على الوصول إلى أبعد ما يتوقعه العدو، كتنفيذ عمليات في المحيط الهندي.
صحيح أن قوات الاحتلال قابلت تصريحات بايدن بتحدٍ، حيث نقلت القناة 12 العبرية، يوم الخميس، عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تسمّه، بأن إسرائيل ستحتل رفح في جميع الأحوال، إلا أن التصعيد اليمني سيضع الكيان وداعميه أمام حقيقه مفادها أن ما سيخسرونه في البحار أكبر من مكاسب اجتياح رفح.
عبدالرزاق علي – عرب جورنال